loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

إشكاليَّة النَّص الديني في "كلام محمَّد.. رؤى محمَّد" لعبدالكريم سروش

breakLine

01/2022

محمَّدحسين الرفاعي / مفكرعراقي

[I]

انطلاقًا من الإشكال والإشكاليَّة الخاصَّة بفهم النص الدِّيني في "كلام محمَّد.. رؤى محمَّد"، يمكننا أن ننطلق ببناء الدرجة الأولى من فهم هذا الذي يقدِّم نفسه على أنَّه لا يريد أن يتجسَّد كُلِّيَّاً. لأنَّ الفهمَ الذي يقوم على توجُّهٍ فكري أحادي، هو، في أغلب الأحايين، فهمٌ سلطويٌّ، يقع خارج حقل الفهمِ الخاصّ بالعقل الحديث بوصفه [تعدُّدًا- على- الحريَّة].

[II]

تُميِّزُ المدارس الفرانكوفونية- والألمانية بين الإشكال (لا المشكل، ولا المشكلة)، والإشكاليَّة. الأولى تشير إلى مفاهيم وأبعاد مفاهيم يوجد خلاف حول مضمونها؛ والثانية تتضمَّنُ معنى القضية الفكريَّة، أي العلاقة السَبَبِيَّة التي، في كلِّ مرَّةٍ، تأخذ على عاتقها بناءَ الفهمِ بالموضوع، ماهيته ووظيفته في الفكر والواقع؛ وبهذا المعنى لا ثَمَّةَ الإشكاليَّة، بل دائماً نكون أمام إشكاليَّة تشير إلى علاقة بعينها، لا توفر إلاَّ فرضيات دالَّة- فاهِمَة- مُفسِّرةِ للموضوع، وبنائه من جديد.  

[III]

أشير في الإشكال إلى المفاهيم الأساسيَّة الحديثة، والروحية، أي إلى المضمون النظريّ الذي يحدِّده "سروش" لموضوعه. وأذهب بالإشكالية نحو الولوج إلى المنظور النظريّ الذي بواسطتِهِ تُستنهض تساؤلات واِفتراضات وتصوُّرات "سروش" داخل النص. على ذلك، تُصبِح [قراءة- وفهم- وتفكيك النظريَّة]، عَبرَ تحديد ماهيَّة النص الديني، أرضيَّةً إبستيمولوجيَّةً لبناء الموضوع، وكيفِ بنائه، في نظرية "سروش".

[IV]

يتضمَّنُ الموضوع مكوِّنات ثلاثة، على أقل تقدير، هي الآتية: I- الوحيَ بوصفه رؤيا، II- حَدَثَ تلقيِّ الوحي، وكيفِ تلقيِّ الوحي، III- تلقيَّ الوحي على أنَّه حُلمٌ أو رؤيا، أو شيءٌ شبيه بهما. إذن، يتمثَّل تساؤل الاِنطلاق بالآتي: كيف يمكن المباشرةُ بالولوج إلى النص بوصفه نِتاجَ رؤيا قد وقعت على محمَّدٍ؟ 

كما أن العلاقات الفلسفيَّة بين المكوِّنات الثلاثة هذه تُحدَّد بالآتي: I- التمييز الصريح بين الدِّين والمعرفة الدينية. الأول إلهي، بينما الثَّانية إنسانية- بشرية. يرتبط الأول بماهية الموضوع، فيما الثَّانية ترتبط بتجربة الذَّات وقد صارت مُتسائِلةً (أي ضمن صيرورة بنائِها وتكوُّنها الوجودي بعامَّةٍ). II- التطابق بين الوحي، والرؤيا يتجسَّد عَبرَ أخذ الوحي كنتيجة لرؤيا (وليس رؤية) محمَّدٍ بعد أن اِمتلَأَ من الله (وبه). وبهذا فإنَّ الاِمتلاء من الله، وبه، يواجه كل نظريَّات المتكلمين- المُفسِّرين الذين يعتبرونَ محمَّدًا كوسيلة أو وسيط بين الله والناس. III- التطابق والتماثل بين ذات محمَّد وذات الله. فلا ثَمَّةَ اِستقلال بينهما. أو هما مُسْتَقِلَّان باِستقلال واحد (أي اِختلافٌ في حقل أُنطولوجيٍّ واحد). IV- الاِختلاف الجذري بين الميتافيزيقي- والثيولوجي. الأول يرتبط بوظائف العقل، والثَّاني يرتبط بحاجات الرُّوح. V- العلاقة بين الثيولوجي- والتاريخي تُفهم اِنطلاقاً من التشابك الواقعيّ بينهما. أي بواسطة الولوج إلى التاريخ عَبرَ الثيولوجي، ووظيفة هذا الأخير في التاريخ. (أي الوجود الواقعيّ المجتمعيّ (في معنى بِنيَة الثقافة، وبنية الاِقتصاد، وبنية السياسة) بعامَّةٍ في الزمان؛ وليس التأريخ Historiology). 

[V]

بَيْدَ أنَّ بِنيَة النص إنَّما هي لا تنتمي إلى النصِّ بل للذَّات التي تُبنى البِنيَةُ عليها، واِنطلاقًا منها؛ وأيضًا فيها. إنَّها من شأنها أن تظهر لأنها قابلة في كل مرَّةٍ لأنْ تختفي. إنَّ بِنيَة النص إنَّما هي نصُّ البِنيَة التي من شأن النصِّ التي بتوسُّطِ الذَّات. إنَّها نصٌّ يُكتبُ مرَّةً أخرى بوساطة التصوُّرات السابقة إليه. أو قُل الاِفتراضات التي تأتي على هيئة [السابق- إلى- التَّساؤل- عنه]. 

[VI]

وهكذا، إنَّ دعوة لتفكيك تشييء النص، عليها أن تتساءل عن هذا: لقد أُخِذَ التفسيرُ الكلاسيكي صنميَّاً على نحو بحيث هو قد جُعِلَ حدَّاً. أي وُضِعَ، في ضروب موضَعَة، ترتبط على نحو أو آخر بثنائية [المعرفة- والسلطة]. إنَّه قد وُضِعَ لكي يُحدِّدُ. إنَّ النصَّ من حيثُ إنَّه يُفهم فيُتصوَّر فيَبني اِفتراضاتٍ قَبْلِيَّةً، هو مُفترضٌ بَعْدِيَّاً؛ على هذا النحو فقط، دون غيره، من جهة كونه الشارةُ، أي ما عليه يقوم البناءُ، لجملةِ المبحوث عنه، إنَّما هو قد أَخَذَ يتشيَّأَ؛ فيغدو منغلقًا على ذاتِ نفسه. إنَّ النصَّ، متى أُخِذَ من جذر الهَويَّة، يَستنهض كلَّ إمكانات المواجهة؛ ولا يواجه إلاَّ من / ما يشعر بخطر على وجوده.

[VII]

إنَّ اِمتيازًا تاريخيَّاً، أي نابعًا من التجربة التاريخيَّة التي للنص في الواقع المجتمعيّ، يتمثَّل في عدم القابلية على الفهم، أي عدم توفر إمكانات الفهم وفقًا لما وَقَعَ ويَقَعُ علينا، إنَّما هو جذرُ كلِّ تساؤل هرمنيوطيقي يخص نصوص بقيت، في مستوى من مستويات تفسيرها، ضمن الميتافيزيقا. إنَّ نصَّاً لم يتجسَّد، على نحو كليٍّ في الفيزيقي، إنَّما هو لم يكن يريد أن يُفهم دفعةً واحدة، وفي كل الأحايين، بوصفه هذا، وليس غيره. 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي