loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

عمّار عبد الخالق يغرد خارج السرب

breakLine

 

 

 

صباح محسن كاظم || ناقد ومؤرخ عراقي

 

آثار الجروح الغائرة بالروح والجسد وتلافيف المخ ولدت تلك المشاعر والإحساس بين الذات والأشياء ، نصوص عمار عبد الخالق ، الصادمة ..العميقة ..غير المُجترة الصوّر المألوفة ،التعاطي الفنتازي مع أحداثنا الجسيمة التي لاتتحملها الصخور الصلدة ،أجده باللامرئي  والغيبي والنسق المُضمر المفارق  للحياة الطبيعية لجميع البشر إلا نحن ! نُصلب يومياً ببنوراما تراجيديا قطع الرؤوس ، وتهشيم الأجساد ،ووأد الأحلام ..نصوص ليست سوداوية قاتمة  بل مرآة لوجودنا اللامجدي ،حضورنا هو الغياب ،وغيابنا هو الحضور .المُتلقي بقصائد الآخر يعرف المآلات  إلا بتلك النصوص حاول عمار اللعب باللغة بكسر الإيهام والتوقع  بصدمات صاعقة لما تبقى من إحساس  بعد غياب الوعيّ الذي جعلت لاقيمة للوجود المُستباح من البعث لدى داعش تراجيديا وجودنا تتكرر صوّره البشعة  لم تترك لنا الحياة فسحة للأمل الأخضر ..النص الحديث لدى المبدع "عمار عبد الخالق " تجربة حداثوية تعكس التشكيل الصوري وتفعيل السمعبصري  بعلاقات متفاعلة  لا بسطح الظواهر بل بعمقها  ليس نصوص فوضى بل نصوص حقيقة مٌعبرة عن ركام الحطام  تكرست بلا وعي الشاعر  فأنتجت متنفساً ليحتج على القبح ،نصوص ديوان (( ذبابٌ يطاردَ عربة الملك )) تٌعبر عن قطع الأصابع من تراجيديا الطف إلى محنة اليوم ،آلام ودموع وأسى بثنايا تلك النصوص  وداخل الأنساق اللغوية التي تعبر عن الرؤيا الدامية للضحايا بتفجير اللغة وإستنطاقها مع إستقصاء المعنى الغائر المٌضمر وهو يمتليء برفع يافطات إحتاج تدعو لمن إجتاح الحيوات  ليكف عن قطع الأصابع بعد أن تحولت خارطة الوطن لحفلات شواء بعهودها المٌستعرة .."عمار" غامر ، وإستفز ، وصدم  الواقع  بديوانه ،لقد نجح إلى حد كبير  بدلالاته وإنزياحته وتضاده اللغوي بمناشدة ضمنية لعدم وضع أحمر الشفاة على فم القرد لتجميله ..هذا النزيف بالإحساس الدامي ليجعلنا نغادر المنطقة الداكنة للضوء للعيش بمحبة وأخاء وصفاء  بعد أن غصنا سباحة ببركة الدماء بواقعنا الآسن فحملت نصوصه طاقة هائلة للحلم بواقع يسوده المحبة بدلاً من فرم الأجساد لوليمة مغمسة بدماء الأبرياء ..المجاز الشعريّ  تفاعل "بذبابٌ يطارد عربةَ الملك" بين الشاعر الإنسان /وبين المفارقة اللغوية.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي