loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

في قانون القصور الذاتي ومقاومة التغيير

breakLine

د . قاسم المحبشي || أكاديمي يمني

 

العطالة أو القصور الذاتي قانون فيزيائي يعني بقى الأجسام على حالها من السكون أو الحركة الميكانيكية إذا لم تتعرض لقوة فعل مضاد تدفعها إلى تغيير مسار حركتها. ومعنى ذلك أنّ الجسم قاصر؛ أي عاجز من تلقاء نفسه عن تغيير حالته الحركية، وذاك لأنّ الأجسام بطبيعتها تميل للمحافظة على حالتها الحركية سواءً أكانت ساكنة أم متحركة؛ فالجسم الساكن يميل لأن يبقى ساكناً، وكذلك الجسم المتحرّك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يميل لأن يبقى متحركاً في نفس حالته الحركية، وبذلك تُمانع الأجسام بشكل عام تغيير حالتها الحركية.ويعد إسحاق نيوتن أو من صاغ هذا القانون في نسق نظري مفهوم بقانون العطالة أو القصور الذاتي عام ١٦٨٧ وتتوقف القوة المطلوبة لتغيير حركة جسم ما على كتلة ذلك الجسم . وكلما كبرت كتلة الجسم كان تحريكه أو تغيير اتجاهه وسرعته أصعب. فإن تأثير القوة على الجسم تختلف بتأثير كتلته، فكلما زادت الكتلة زادت القوة المطلوبة للتأثير عليه.هذا القانون الفيزيائي يمكن أن يفسر الكثير من الظواهر الفيزيائية والاجتماعية والسيكولوجية فإذا قمت بدحرجة كرة فسوف تستمر تلك الكرة في الحركة، مالم تؤثر عليها قوى الاحتكاك أو أي شيء أخر يوقفها بالقوة”وعندما نكون في سيارة وتتسارع فجأة نشعر بقوة جذب خلفية تعاكس جهة تسارع السيارة، وبما أن هذه القوة غير ناتجة عن التفاعل مع جسم آخر بل ناتجة عن عطالة الجسم لذا ندعوها ب (قوة العطالة) فكيف تفسر العطالة أو القصور الذاتي مقاومة التغيير الفكري والاجتماعي؟ على صعيد الفكر يمكن القول أن القصور الذاتي يتجلى في مقاومة تغيير الأفكار المالوفة والاكتفاء بالتصورات والمعتقدات المورثة والمتناقلة عبر الأجيال منذ آلاف السنين بوصفها نسقا من الاستعدادات المُكتسبة بالتربية والتعليم والثقافة  والممارسة الاجتماعية التي تحدد سلوك الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى الآخرين والحياة و الكون، وهو أشبه ما يكون بطبع الفرد أو بالعقلية التي تسود في الجماعة، لتشكل منطق رؤيتها للكون والعالم. وهذا هو ما يسميه بيير بورديو ب هابيتوس. ورغم أن الانسان كائنا عاقلا إلا انه يقوم التفكير كما تقاوم القرود السير على قدمين إذ أن التفكير العقلي هو ممارسة تستدعي الحيرة والقلق والتوتر والشك والتساؤل فقد يعش الناس الالف السنين في إطار عطالتهم الثقافية والسيكولوجية دون التساؤل عن معناها. وفي الذات الإنسانية آليات دفاع سيكولوجية أو استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر الناجم عن الأفكار أو المشاعر التي تجلب القلق والحيرة. ومنها:
١-الكبت أو القمع محاولة دفن أو إخفاء الأحاسيس أو الأفكار المؤلمة من وعى الإنسان، وهذه الأحاسيس أو الأفكار بدورها قد تعود لتظهر علي السطح بصورة رمزية.
٢-التماهي(التوحد) وهو إدماج موضوع أو فكرة أو التوحد والتقارب اللاواعي مع الأشخاص الذين يحملون نفس الأفكار.
٣-التبرير وهو محاولة إيجاد سبب منطقى للسلوكيات أو الدوافع عن طريق اعطاؤها مبررات أو أسباب مقبولة، وبصفة عامة فإن القمع(الكبت) يعتبر الأساس أو القاعدة التي تنبع منها معظم الآليات الدفاعية الأخرى.
ويمكن تعميم قانون القصور الذاتي على مختلف الظواهر الاجتماعية والثقافية فالميل إلى مقاومة التغيير هو ميل عام عند المجتمعات البشرية مبعثه الحفاظ على العادات والتقاليد والخوف من المجهول.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي