مقالات ادبية واجتماعية وفنية
عبد الحسين بريسم /كاتب عراقي
للشاعر حبيب السامر
قصيدة عصا الخرنوب انموذجا
على سياج مقبرة الانكليز
تتعانق
أغصان الخرنوب
وفي الطريق إلى مدرسة الرباط
يحشر التلاميذ
اجسادهم بين القبور
التلميذ الهارب من الدرس الأول
يسرق زهرته الاولى من المقبرة
عندما تأتي الشعر من البصرة اكيد سوف يكون محملا بالمطر والبحر والرطب والعشار وحكايات لا تنتهي من الحب.
يقول الشاعر السامر عن الشعر، الشعر مرآة الروح تعكس حروفا لحظة التوق. حين نحاول أن نضع تعريفا مناسبا للشعر، تتملكنا الحيرة وتعجز الكلمات أن تضعه في حيز ضيق، لذلك فأن الشعر طير طليق يحلق في سماوات المخيلة وينثر تغريدات الجمال.
من هنا نجد أن الشعر عالم خالص للشعر، يكتفي به، ويتمدد في فضاءاته ويحط على ورقة قلوبنا.
الشعر كائن حي يعيش معنا، بيننا، حولنا، فعلا نتحسس وجوده المتعدد في حياتنا. ان الشاعر يشتغل على موضوعه الذات من خلال استعادة الذكريات وهنا هي ليست سيرة بالمعنى المتعارف عليه، وانما سيرة شعرية تتخذ من المكان فضاء القصيدة والمعنى المتدفق من سيل الذكريات التي علقت في مخيلة الشاعر،
يقول -مخيف هو ليل المقبرة في الصف هم غائبون
بعصاته الغليظة المعلم يتوعد المراقب بحروف كبيرة يكتب اسماء الغائبين-من قصيدة عصا الخرنوب ، ان ما ذكره الشاعر هو اختزال لمرحلة الطفولة .
الدال هنا التلميذ الشاعر في طفولته والمعلم هو السلطة المطلقة التي كانت في تلك المرحلة او الاب بصورة أخرى، واستماع الشاعر للذات التي كانت في تلك المرحلة وهي اكيد لا تغادر مخيلته ومخيلتنا ايضا، يقول السامر في ذات القصيدة والتي أجدها كما أرى قصيدة واحدة من التي تبقى في ذاكرة المتلقي طويلا -حين كبرنا في كل صباح نمر لا ورد في المقبرة لا حارس في المقبرة حتى الموتى لا ورد يؤنس وحشتهم-
أن أصابع المطر للشاعر حبيب السامر توثق عالم الشاعر منذ طفولته، وأعتقد أنه شاعر من ذلك الوقت كبر الشعر عنده وظلت مرحلة الطفولة معه يعيشها كما هي.
ديوان أصابع المطر للشاعر حبيب السامر مطبعة السراج البصرة
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي