loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

لكل أم رُزِقَت بطفل حديثًا

breakLine

 

 

عائشة محمد الذياب || كاتبة كويتية

 

أن تكوني أم نعمة ومسؤولية عظيمة جدًا ومُهِمّة مُتْعِبة ومُرْهِقة، ومُستنزِفة نفسيًا وصحيًا بقدر روعتها وجمالها.

فعلى قدر ما تحملين هَم سعادة وراحة هذا الكائن الصغير  على قدر ما يُمطِرك الآخرون بالانتقادات والمُطالبات التي لاتنتهي، والتي نادرًا ما تكون صحيحة، بل على الأغلب لتناسب أهواء ومزاج وفِكْر المُنتَقِد.

الكثير من النقد الذي لا يفعل شيئًا سوى إحباطك عن إعطاء المزيد في مرحلة تحتاجين فيها لكل طاقة إيجابية ممكنة لتستطيعي أن تتشافي جسديًا ونفسيًا فتقدمي الأفضل.

ربما هذه من أكثر الفترات التي تشعر بها الأم بالضغط والمسؤولية، والإنهاك الجسدي المستمر، وسوء تعامل الآخرين ممن حولها، ونقدهم لها وكلها أسباب  لدخول الكثير من الأمهات في اكتئاب مابعد الولادة.

رسالة للأم، عظيمة أنتِ في احتمالك هذا الألم والثقل والوهن لتسعة شهور ومعه أكوام من النقد التي تُضاف  للحِمل الذي تحملينه. ولا ينتهي الأمر  بالإنجاب  بل بعد ذلك  فإن الحمل الجسدي قد يخف ولكن يبقى الحِمْلَ العاطفي رفيقًا لكِ للأبد.

جسدك معجزة إلهية قادر  على أن يكون بيتًا دافئًا لمخلوقٍ صغير يراه أمانه، ولهذا فكل شيءٍ آخر غير مهم. وزنك الزائد، بشرتك المتغيرة، عدم قدرتك على فعل المهام التي كنتِ تفعلينها في السابق، استنقاص البعض من عظمة وحجم الذي مررت به ولا زلت تمرين به، كل ذلك لايهم، لا أحد يستطيع رؤية العظيم من الأمور سوى عظماء الفكر والروح. 
السطحيون يا عظيمة لايستطيعون استشعار روعة وإعجاز وجمال مايحيط بهم، لذلك كل آراءهم لاتهم.

جراح جسدك ستشفى وجراح قلبك ستشفى كذلك وبعد عام من الآن ستمررين يدك فوق جرح بطنك بفخر على كل التعب والألم والصراع الذي عشتيه بمرارته وجماله، وتتذكرين  كل الانتقادات التي استمعت لها والمواقف التي أرتكِ حقيقة من حولك وتبتسمين.

ستتذكرين كم مرة حاولتي النهوض وحدك ووقعتي، وكم مرة بكى طفلك وأردتِ حمله وما استطعتي، وكم مرة جبرتي ذاتك على مالا تطيق ليأتي الغد لعله يكون أفضل، لأنه سيأتي والجراح ستبرأ والألم سيُنسى والتجارب ستصنعك.

وإن كانت تجربتك معقدة وأصعب من غيرك فذلك لأن الله رأى فيكِ روعة و قدرة على احتمالها وتجاوزها.

قد يرى البعض أن هذه التجربة لاشيء “فحتى الحيوانات تحمل وتلِد” وآخرون قد يرونك عظيمة لكل الحب الذي حملتيه قبل وبعد لهذا الطفل وينكبون على مساعدتك ودعمك.  لكن في كلتا الحالتين تذكري أن الله ماوضع الجنة تحت قدميكِ إلا لعظيم، وما جعل آلامكِ تمحو سيئاتك إلا لعظيم، وما ملكتِ من أبناءك حبهم ورحمتهم وعطفهم إلا لعظيم ما رأوا وشعروا منكِ.

والأهم من كل ذلك أنك حاولتِ، قدمتِ الأفضل لديكِ، قدمتِ ما كنتِ تظنين أنه الأفضل والأنسب حينها، كما أخبرك قلبك الذي أحب وعقلك الذي بحث وسعى عن الأفضل، ولازال يُحاول أن يُحِب ويَرْحَم ويُعَلّم ويحتوي.

فنحن نُحِب لأننا نُريد أن نُحِب لانبحث عن رضى في وجوه الآخرين، ونُعطي لا لأننا ننتظر يوم رد الجميل، بل لأننا هكذا خُلِقنا مفطورين معجونين بحبهم.

وكذلك نؤمن أن أغلب الوالدين وإن قصروا وإن أخطأوا فإنهم فعلوا وقدموا لنا أفضل مايعرفون وأجمل مالديهم، فزماننا غير زمانهم، وزمان أبناءنا غير زماننا، فندعوا الله أن لاتخذلنا عاطفتنا وإن خذلتنا يد الآخرين.

يحملن الأمهات الكثير من الإحساس بالذنب خوفًا من التقصير لذلك لا تضعوا حِملًا فوق أحمالهن. قولوا خيرًا أو اصمتوا.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي