loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

'' حين تعزف الرمال على أسوار بغداد ''

breakLine

 


فيروز كمال المهاجر | كاتبة سورية


سأتناول هنا المجموعة الشعرية الأخيرة للشاعر العراقي حسين السياب، والتي حملت عنوان "عزف الرمال" كتب فيها للوطن والأرض والنهر والنخلة العراقية الشامخة.

عبّر عن حبه لبغداد في قصيدته  " عشتار" :

سلاماً ...لشمسٍ
تشرقُ على بغدادَ
تغازلُ النهرَ
تلاعبُ موجةً هاربةً
من الضفاف
تملأُ بالنورِ كأسَ
أبو نواس..
وتمضي…
إلى حيثُ خطَّ الله لها
مساراً في الطرقاتِ
المعبدةِ بدمِ الأنبياءِ
ثمّ تهوي بكلِّ ألقها
في بابل..
تتعشقُ بماءِ الفرات
تراقصُ ظلَّ نخلةٍ
وتغفو بأحضانِ
عشتار…

بغداد مدينة الشاعر الجميلة ألهبت المشاعر الوطنية في قلب الشاعر ووجدانهِ مما دفعه إلى التغني بأصالتها وعبّر عن حبه لأرضهِ أرض بغداد الكبرياء والعزة.
هي جنة الشاعر التي تحدث عنها ، كما تحدث عن تضحية شبابها وعطائهم في سبيلها.
تحدث عن علاقة هؤلاء الشباب بالمكان والتضحية في سبيل بغداد ومنح دمائهم للوطن ، وإعلاء صرحه على الرغم من سرقةِ الجمال والحياة من أعينهم ، وسرق ونهب خيرات نهر دجلة والفرات وإشعال نار الفتنة
فقد ندد الشاعر بهذا العدو وفضح ممارساته ومقاومتها بإيمانٍ وأملٍ .  يقول :

وأنا أحملُ الوطنَ
في حدقاتِ العيون
كان القتلةُ يتسللونَ
بعدَ منتصفِ كل ليلةٍ
يمزقون جفوني
ليسرقوا دجلةَ والفراتَ
ويرجموا بابلَ ويحرقوا أورَ والزقورةَ
ودارَ إبراهيمَ
ويلعنوا بغدادَ بأعلى أعلى
أصواتهم...
تيمناً بأسلافهم من المارقين
الأوغاد...
يستبيحون دماءنا
يُشعلون نارَ الفتنةِ
حتى نعودَ إلى الله
قطعاً متناثرة
أرقاماً على لائحةِ الفناء..

وفي المشهدِ الأخير من المجموعة الشعرية يبحث الشاعر في كومة من ذكريات لعله يجد نوراً لقلبه الحزين!
ذكرياته ممزوجة بالحرقة التي لايستطيع إخفاؤها فرياح الفتنة فرّقت ذكرياته في كل مكان ونثرها في كل الاتجاهات بقوله :

مازلتُ أبحثُ في كومةٍ
من ذكرياتٍ 
علني أجدُ بينَ السطورِ
نوراً لقلبي..
يبقيني معلقاً في الطرقاتِ
كضوءٍ لاينطفىء

عزف الرمال..
هذه المجموعة تفوق فكرة هي أعظم من زمن ٍ كُتبت فيه وله،فهي تتحدث عن الإنسان والوطن والحب ، الإنسان الذي تتصاعد من أعماقه قوة عظيمة ،هي الجمال الإنساني الذي ينبع منه ، هي ترنيمة وتوق لعشقٍ دافئ متجدد على مرّ الأيام.

تفوق حسين السياب هذه المرة وقدم مجموعة شعرية مثيرة يحاذي فيها الفن والنور والجمال . الحبكة داخل النصوص محكمة من البداية إلى النهاية ، تجعلنا نُدهش مرة ثالثة بخيال هذا الشاعر الاستثنائي.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي