مقالات ادبية واجتماعية وفنية
قطب الدين | مخرج وكاتب عراقي
يرتبط الفيلم الوثائقي بكل ما هو حقيقي أي وثيقة يعتمد عليها في طرح الأفكار والمعلومات وتقديمها الى المشاهد بصورة واقعية بعيدة عن التزييف ، يعتقد ويعمل الكثير من المخرجين والمنتجين على إن الهدف من العمل الوثائقي هو إيصال المعلومة وليس إثارة الشعور والعاطفة لدى المتلقي، لذلك لا تشكل الموسيقى التصويرية حضوراً كبيراً في الأفلام الوثائقية كما هو الحال في الاعمال الدرامية، فتكون الموسيقى التصويرية في الأفلام الوثائقية عبارة عن "فيزا" لمرور المشاهد واللقطات او لربط بعضها ببعض، وخلق ارضية موحدة للعمل.
وهذا ما أشرنا إليه أنفاً في مقالنا الموسوم " الموسيقى التصويرية ودورها في الدراما التلفزيونية "
وتعتمد تلك الأعمال سيما في الإنتاج المحلي على المكتبات الموسيقية الجاهزة المجانية المتاحة لصناعة الأفلام كافة ، وغالباً ما تكون تلك الموسيقى محايدة لا تؤيد العمل بشكل كبير وربما اخفق المخرج او المونتير في الاختيار الموفق لتلك الموسيقى، ان الكثير من الاعمال الوثائقية لا تحظى بكلف إنتاجية عالية إلا نادراً او لا يضع المنتج في حساباته ميزانية مناسبة لإنتاج وصناعة موسيقى خاصة بالفيلم، فتبدو الموسيقى التصويرية في الاعمال الوثائقية فقيرة وليست محل اهتمام رغم وجودها في العمل.
هذا ما اراه في الواقع من خلال مشاهداتي وحتى خلال ممارساتي الشخصية القليلة في المونتاج والاخراج وصناعة بعض الافلام والاعمال الوثائقية
اما ما اراه واتمناه بذائقتي البسيطة هو ان تحصل الموسيقى التصويرية في الاعمال الوثائقية على اهتمام اكبر شأنها شأن الصورة فهما عنصران اساسيان يشكلان الوعاء الذي يحوي المعلومات وتعتبر الموسيقى التصويرية العنصر الثاني من عناصر الصوت " الحوار ، الموسيقى التصويرية ، المؤثرات الصوتية ، والصمت " وتؤدي الموسيقى دوراً كبيراً في إيصال الشعور بمكان وزمان الصورة لترسيخ المعلومة، فلكل نغمة موسيقية زماناً ومكاناً خاص بها ، تشير اليه عند استخدامها كخلفية للأحداث بل ويعتمد عليها في خلق جو الفيلم ونمطه ، انها تتكلم أحياناً لتعبير عن الوقت والاحداث وليس عنصراً نمطياً لكسر الصمت، لا تعتبر الموسيقى التصويرية عنصراً يملئ به الفراغ بل عنصراً مستقلاً بذاته ومعبراً عن نفسه وعن الحدث الذي يدور به ؛ وإلا لأمكننا الاستغناء عنها بالجو العام، انها لغة باطنة ترتب إيقاع خطوات المشاهد حين نأخذه بجولتنا الافتراضية.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي