loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

إنخيدوانا شاعرة بلاد سومر

breakLine

 وليد جاسم الزبيدي  | أكاديمي عراقي
 

المقدمة / نبدأ البحث والتفاعل مع هذا المقال بسؤال؟، أين المرأة في الأدب عموما؟؛ ولنستقرأ الأدب العربي، في تاريخه، هل المعلقات السبع أو العشر ضمنها معلقة لإمرأة؟ لماذا كل أصحاب المعلقات رجال؟ هل يعقل نقول (الشعر ديوان العرب) ولسانهم الشعر، والمرأة غير شاعرة؟، ألم تكن المرأة بنت المجتمع؟
نقرأ أسطر خجولة هنا وهناك عن الخنساء وبعض الشواعر، لكن لم نقرأ لمعظمهن دواوين؟ أين المرأة في الشعر العربي القديم؟
ثم في التاريخ القديم، تاريخ الحضارات البابلية والسومرية والأكدية والآشورية والفينيقية والفرعونية، الدرس التاريخي، نقرأ فيه الحروب، وتأسيس المدن والدويلات، وجمع القوت ودورة الاقتصاد، ودور العبادة، لكن حين يكون الحديث أو الدور للكلام عن الأدب، يمر مرور الكرام، في مقتضبات وإشارات، ثم يعطينا الأساطير والملاحم، أين الفنون الشعرية والأدبية من هذا الكم الهائل في الاصدارات؟ وأين المرأة...؟
لعلنا هنا نقف على بعض ما أنجزته المرأة في باب الأدب بكل فنونه، وهي اضاءة بسيطة نحاول رفع بعض الحيف عن منجزها..؟ فكيف أن تكون الملهمة وحاضرة في القصائد..؟ وغائبة عن الرد..؟ فهل كان الأدب أحادياً؟
إنخيدوانا (ابنة الملك سرجون الأكدي)/ الشاعرة السومرية الأولى/
صورةٌ لإمرأةٍ ترفع ساقها باقتدار وتسند قدمها على ظهر أسد، أنثى محاربة، تحمل سهاماً في جعبتها، لها جناحان وبيديها صولجانان، يتدلى قرطها من بين جدائلها.
يصفها بعض المؤرخين، والباحثين في التاريخ القديم، (هي أوّل معروف بالاسم في التاريخ، شاعرة كبرى لها مجموعة مذهلة من النصوص. تلقّتْ اسمها الذي يعني (زخرفة السماء) عند تعيينها كاهنة في معبد إله القمر في أور، جنوب العراق، تركتْ بصمةً لا تمحى في عالم الأدب، من خلال مؤلفات استثنائية باللغة السومرية يعكس شعرها اخلاصها لإلهة الحب والحرب (إينانا).
تظل (إنخيدوانا) عنواناً عريضاً، شاعرة نبرتها العاطفية لها تأثير دائم، في بلاد ما بين النهرين، واستمر نسخ كتاباتها في مدارس النسخ لعدة قرون بعد وفاتها، وتُرجمتْ قصائدها الى اللغات الحيّة، .
ويأتي سؤالٌ آخر..؟ هل من المعقول أن (أنخيدوانا) وحدها كانت شاعرة،  في عصرها وزمانها..؟ وهل الخبر والرواية صحيحة تلك التي تقول: (لم يذكر التاريخ القديم من الشاعرات القديمات في الحضارات الرافدينية سوى الأميرة(أنخيدوانا) التي تجرّأت ودوّنتْ اسمها على قصيدة ((سيدة النواميس الإلهية))، وصفت فيها حالها تحت حكم الغزاة الذين نفوها عن مدينتها وخاطبت الإلهة –إينانا- لتشهدها على ما جرى لبلادها....).
المرأةُ حاضرةٌ في الأختام الاسطوانية، وهي علامة وآلهة الخصب، وفي رسوم الجدران، وفي الحفريات..
أنخيدوانا الشاعرة/
من أب أكدي وأم سومرية، ولدت إنخيدوانا أو إن-هيدو-انا والتي تعني "الكاهنة العليا زينة السماء" في عام 2285 ق.م في بلاد الرافدين بين نهري دجلة والفرات، في العراق اليوم.
أمها كانت الملكة السومرية "تاشلولتوم" من جنوب العراق، وقد كانت أيضاً كاهنة عالية المقام من كاهنات إله القمر نانا (سين).
أما والدها فقد كان الملك سرجون العظيم مؤسس إمبراطورية أكاد العظيمة التي وحَّد فيها مدن وولايات شمال بلاد الرافدين وجنوبه والأناضول تحت راية واحدة تحمل اسم "الإمبراطورية الأكادية" لكنه لم يقم بذلك بمفرده فقد لعبت ابنته الراهبة إنخيدوانا دوراً سياسياً مهماً في تأسيس هذه الإمبراطورية.
كانت إحدى مسؤوليات إنخيدوانا في منطقة سومر هي إبقاء السكان تحت السيطرة من خلال الدين.
وقد ترك الملك سرجون لابنته إنخيدوانا مهمة كبيرة تمثَّلت بدمج الآلهة السومرية مع الآلهة الأكدية لخلق الاستقرار الذي تحتاجه إمبراطوريته لتزدهر.
لكن إنخيدوانا لم تقم بمزج الآلهة فحسب، بل غيّرت الثقافة بأكملها! فمن خلال أعمالها المكتوبة وشعرها، قامت بتغيير طبيعة آلهة بلاد ما بين النهرين والتصور الذي كان لدى الناس عن الآلهة.
فقد قرّبت إنخيدوانا الآلهة من الناس، وقامت بخلق تناغم جديد بين المعتقدات السومرية والأكدية، لخلق فهم أكثر تقارباً مما كان عليه الحال من قبل.
وفي حركة تنم عن فطنة وذكاء كبيرين، قامت إنخيدوانا برفع شأن الآلهة السومرية مثل آلهة القمر نانا، وجعلتها أكثر عمقاً وتعاطفاً، تقام الصلوات والتضرعات لها في كل مطلب.
ورفعت كذلك من شأن الإلهة إنانا التي كانت إلهة الزرع المحلي إلى مرتبة ملكة الجنة القوية التي تعتبر آلهةً يجب عبادتها ليس فقط عند السومريين بل الأكديين أيضاً، فوحَّدت بذلك الآلهة التي يعبدها الجميع في إمبراطورية أبيها.
أوّل منْ وقعّت كتاباتها بإسمها /
كانت كتابات إنخيدوانا عميقة المعنى وروحانية وشخصية للغاية. ويعتبرها المؤرخون أول مؤلفة معروفة تكتب بضمير المتكلم في عصر كان مجال الكتابة فيه خاضعاً لسلطة الذكور، مما أظهر مكانتها الدينية الفريدة والعالية.
قامت إنخيدوانا بتأليف العديد من الأعمال الأدبية، بما في ذلك ترنيمتان لآلهة الحب في بلاد ما بين النهرين إنانا (عشتار السامية). كما كتبت أسطورة إنانا وأبيه، ومجموعة كبيرة من 42 ترنيمة للمعابد.
وقد أطلق عليها "ويليام وولفغانغ هاللو"، الباحث المختص في أدب الآشوريات والبابليات، "شكسبير الأدب السومري"  لشدة إعجابه بكتابتها وترنيماتها.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي