مقالات ادبية واجتماعية وفنية
ناصر ابوعون
كاتب وباحث | مصري
إن الخريطة السياسية للعالم تشي بتحول دراماتيكي في أنظمة الحكم وتعدد أشكال الديمقراطيات، وأن المشهد السياسي أصبح بالغ التعقيد وأن جميع الدول على اختلاف نظمها السياسية تحاول من خلال عملية واسعة من الإصلاح الديمقراطي الانتقال بدرجات متفاوتة في سرعة الإيقاع، من عصر الشمولية والسلطوية إلى عصر الديمقراطية والليبرالية، وهذا التوجه مرده إلى ضغوط خارجية تتمثل أساسا في انتقال المجتمع العالمي إلى عصر الأمركة، وسقوط المجتمعات تحت سنابك الشعبوية التي يقودها ترامب، والتي نتجت عنها عدة تجليات مختلفة، فهناك أولا تجليات سياسية للأمركة تتمثل في اندحار فكرة الديمقراطية وسقوط ورقة التوت عن حقوق الإنسان والمواطنة، وهناك تجليات اقتصادية تتمثل في حرب عالمية ثالثة ترتدي ثوب الاقتصاد، وموجات هادرة من تسونامي يدفن النظام العالمي القديم تحت ركام من الصراعات الرأسمالية الفجة، مما فتح الباب واسعا وعريضا أمام شفط بِرَك الاستثمارات وإعادة صبّها في السوق الأمريكي، وإلغاء كافة أشكال الدعم، والنفاذ إلى الأسواق الوطنية واحتكارها أوتكسيدها، وسُعار محموم باتجاه تصفية شركات القطاع العام من خلال برامج خصخصة برسم أجندات صندوق النقد الدولي وفرض إصلاحات اقتصادية على الدول الفقيرة أشبه بوصفة طبية لمريض يحتضر ظاهرها. يهدف تحرير ورفع عصا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لفرض برامج التكيف الهيكلي، وأصبحت ( أمريكا ) هي الحارسة للرأسمالية الجشعة والمعاصرة، وهناك ثالثا تجليات ثقافية تقوم على أساس محاولة صياغة ثقافة كونية، تسعى إلى تقنين نسق عالمي من القيم يحكم سلوك البشر في كل مكان، وهذا يدفعنا إلى صياغة مجموعة من التساؤالات تتعلق بمدى جدوى التعليم والفكر والفلسفة والدين وهي:
هل يتطلب الدين نوعا معينا من الدولة، أم هل يستطيع المسلمون -وينبغي لهم في سياق الحداثة- التفكير في المؤسسات السياسية التي تسمح لهم بالعيش بحرية في مجتمعات مفتوحة وديموقراطية؟، وهل يحتوي الدين على إمكانية التعددية؟، وماذا يعني تفسير قصة دينية فلسفيا؟، وهل يمكن "أسلمة" الفلسفة؟، وهل يمكن اعتبار البحث الفلسفي مؤهلا دون تناقض باعتباره يونانيا أو هنديا أو مسيحيا أو أسلاميا؟، وما هي الفلسفة الإيكولوجية الموجودة في الإسلام؟، وكيف نفهم موقف الإنسان؟، وهل يمكن أن تتعايش العقيدة الدينية مع العقلانية الفلسفية؟، وما هي اللغة الفلسفية ؟، وكيف تصبح اللغة فلسفية؟، وأخيرا... الدكتور منذر عياشي ألقى حجرا كبيرا في بركة عابد الجابري وحوارييه؛ متسائلا: هل ما صنعه الجابري -رحمه الله- في موسوعته الفكرية الضخمة، هو تمثيل للعقل العربي، أم هو تمثيل لعقل الجابري نفسه؟، وهل هذا تجنٍ أم دعوة لأنصاره ومشايعيه لمراجعة فكرية موضوعية ورصينة لإنتاجه التأويلي الذي أجراه على النصوص التراثية؟ ومن ثم التعريج على محتوى كتاب تحت عنوان: "التفلسف في الإسلام" للمفكر السينغالي الأصل، سليمان بشير دياني، ويناقش فيه فكرة انفتاح الإسلام على التحديات السياسية الراهنة والمستقبلية في عالمنا المعاصر.. لماذا يحتاج الدين الإسلامي إلى الفلسفة؟، وهل المنطق عالمي أم أن لكل لغة منطقها الخاص؟، وعودُ على بدء.. لماذا يحتاج الدين الإسلامي إلى الفلسفة؟
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي