خوف سائل واقعٌ وقعْ.

وسام حردان || كاتب عراقي

ثياترو الرؤيا التي كَتبها حيدر جُمعة هيَ ذاتها التي وقعت أحداثها و بديهياتها أُبان الطائفية  في النص و لامسَ ما عشناه . الطاقة البصرية للعرض و ما فيها أشارت الى دلالات (الخوف . الشك . اتهام) هيَ التي أطاحَ بها حيدر جُمعة و عرضها . عرضَ مكونات الصورة و أزاحَ ما قد يبدو متلبساً أو غامضاً . و التوكيد على وجود محرك لهذه الأحداث ألا و هو (الضمير) الذي شاهدناه يتجول و يقتل و يساوم بكل راحة و تجردهُ مِن الفعل الأنساني . خوف سائل قادهُ الدكتور صَميم حسب الله و تَصدرَ الرسائل و تفردَ معَ أداء الممثل و حركتهُ و أختيار الملابس و الفضاء المتهالك الدال على تعبوية الفترة و السلاسل التي قال لنا عنها ان استخدامها شر لابد منهُ للحفاظ على الروح و إن التكثيف المجاز في العرض هو رحبة قدمها للمتلقي لتحقيق (الذاكرة الحضارة) لتلك الفترة ... شاهدنا إروتيكية القتل والعنف التي سيطرت على الأصلاح النفسي و هذه دلالة اعطت الشيء نفسهُ و جردتهُ من الحرية الدلالة الإضافية  في الاستهلال هو انين القسوة و الفقد من نبرة بهاء خيون الذي ادخل المتلقي في حالة الأسى و ملحمة العويل التي اتخمت الشارع أنَ ذاك . (أنا شخصياً اضيفه الى المشاهد البرشتية) . لمستهُ المُكثفة في الاداء والصوت و تقمص شخصية الكفيف بشكل فاخر حققَ ترابط بين المتلقي و النص أو العرض المسرحي . و نقلنا الى شخصية( ملتاعة . حزينة . بائسة . خارقاً في الحزن) يحيى أبراهيم اشتبك مع رضاب احمد الذي طعنَ بصدقية العيش و حولها الى عبثية التواصل النفعي ربما سببَ هذا الواقع الكثير من التفكك . و من خلال الحركة و الايمائة التي قدمتها رضاب احمد بشكل وافي لتبرير براءتها و أهتمامها بالبيت ككُل و حققت من خلال الأداء (الاجتماعية الحقيقية للبيت) . هناك ينهض بنظام تعددي كأنهُ يخاطبنا هشام جواد مرةٌ يحاول الهروب من ذلك الواقع المفروض على الجميع و مرة يدفعه الحنين الى حب عائلتهِ و أظهرَ الضجيج الذي بداخله المتناغم مع الأداء و الأحساس ... كل هذا الترابط الذي قادهُ المخرج أناطَ مرحلة الوهج للدكتور علي محمود السوداني الذي فتح افاق العرض المسرحي و ساقَ البصر ذاتَ اليمين و ذات الشمال في رؤىً جمالية . الجميع جعلَ الأيقاع يقلبنا على الكراسي.