دراسة نقدية لنص ( لابد من ) للشاعرة نبيلة متوج

علي آل خزام | كاتب عراقي

لا بد من مطر على يباب البلاد
وقلوب العباد 
كي يعود للأرض زهوها 
ويستيقظ النائمون من غفوتهم 
يدركون مغزى صحوتي 
لا بد من صحو...
يعيد  لأمرئ القيس رشده 
ويأخذ ثأره.. 
اليوم سأكمل خمري؛ لأني متعب وحزين حد الثمل!
لقد آن الأوان لأطهر جسدي 
من آلامه ويورق نبضاً وحياة...
ياعرب: أين أنتم؟
تأخرت جمالكم والقوافل تسير
البيداء شاسعة وليلكم طويل
تعشقون لون الغراب
تنامون في العراء 
تحرقون النخيل...
يا سنابلي المنتعشة: كم ربيع يلزمك لتزهري؟
ويحين موسم الحصاد 
يأكل الأشياء المبعثرة
في كل الأمكنة.. 
مللت التجزء 
إني في توق شديد للكل
يا أوطاني؛ ياكل أجزائي
لمَ التقهقر؟
السفينة تشق عباب البحر، 
العالم يغزو الفضاء، 
الشمس أرخت جدائلها 
على قارعة النهار وليلكم طال..
أنتم تحتاجون
الدفء.. السلام.. الحب...
وأنا رسول السلام 
تثقلني الكلمات 
أحملها محني الظهر.. 
رسالتي.. تعاليمي
سأنشرها على صفحات الغيم 
علها تخصب جدبكم.. 
القافلة تسير وأنتم واقفون.. 
لا بد لي أن أعشق الدنيا
وأحبو نحو عينيك
 اللتين تعلمان طيور روحي
أسرار الحنين..
إن بلاغة الفجر تغفو قبل منتصف الحقيقة
كي أفيق..
لا غرفة للصمتِ أسكنها 
ولا حتى رفيق قلبي
يلم شتات نبضته
ويحني قامة الغيمات لتذرف دمعها كي يطفئ حريق
وهجرت نفسي حين علمت القراءة فقه صرف الصمت
وافتتنت يداي 
بهمس قصائد الورد الجميل
حين يهمسها الصديق للصديق
غير إن حقائق الشوك
أسرت للغياب
وتجرعت غصص الفراق
حين خط بنفسج الأيام
حزن الكون
وأن سنابك النأي الضجيج؛ الموت توصلنا إلى يأس الطريق..
فلنزرع الحب زنابق
ولنرفع الرايات ياعرب
ونمشي في طريق النصر والحب..

اذ حط الجمال لا تحيط الحدود مكان له، ولعل الشاعرة نبيلة متوج سلكت طريق الجمال في الحياة لترسم لنا لوحات كبيرة وعميقة في تراتيب الكلمات، لتصوغ قلائد من الافكار الجميلة، والضاد حقيقة تمر في سبات وسط صحراء يحدو بها الحادي،
وهو في عطش رغم أن قوافل الجمال تقطع هذه المسافات الطويلة متحملة كل العطش وحرارة الصحراء. الشاعرة الاديبة نبيلة متوج، تبحث عن الذات العربية وما تناقلت الشفاه 
أو بعض السطور التي دونت،
أو تناقلت، واثقلتنا حقيقة 
دون وعي ببعض القيم التي حملتها الاجيال، بالحديث فقط
دون الولوج أو العيش معها 
وصدقنا ما نقلوا. انها الصحراء يا أديبتنا فرضت علينا كل هذا الحمل الثقيل وتحملنا 
ألم الألم، ومعاناة. دون أن يبزغ علينا فجر تقيئ هذه الأحمال التي عاشت وتعيش معنا وسوف تبقى في واقعنا الافتراضي وخيالنا الذي كذب وصدقناة. قصص لا حول ولا قوة لنا بها.
حتى طاقتنا وذاكرتنا افلت من
صراع الذات. نحن يومياً نجلد نفوسنا الف جلدة. التعبئة التي اغرقتنا حقا، بحديث امه الان لم تأكل مما تنتج ولم تلبس مما تصنع وتخيط، حتى لباس ستر عورتها! امة اضحكت الجميع وتكالب عليها من هب ودب.
لا نملك لنا قرار ولا حتى موقف 
كي يقف العالم اجلالا. كتبت الأديبة على مال من تشهده. كتبت وفق ما قرأته من كتب ملئت بالغبار الفكري والاتربة المركونة في رفوف الوهم 
وما عدنا الا في ذيل الامم
أن لم نكن ذيولها...!