مقالات ادبية واجتماعية وفنية
في هذه الليلة الموحشة
سيبقى الشاهدُ الوحيدُ "الدخان"
الذي كان روحاً في جسد الخيام ،حينما طعنتها رماحُ النيران الأموية .
خرج مذعوراً ، مرعوباً ، لما شاهده من هول المنظر .
يلتفت يميناً وشمالاً ، كل الخيام من ذوي القربي لعشيرة الخيام الهاشمية ، قُتلت عندما هجم جيشُ النيران الأموي .
خرج ينظر لخيمته التي قطعتها النيرانُ كما قطعث السيوفُ جسدَ الحسين ، لايستطيع أن يجمع أشلاءها المتحولة الى رماد من إثر تمزيق أسنان اللهب المسعورة .
ينظر إلى عمود الخيمة الفقري ، لقد كُسّر بالكامل ، كم كان بوده لو يبقى على قيد الحياة ولو كان محنيّا ، هذا العمود رفع خيمة الهاشميين حتى بلغ من الضيم عتيّا .
ينظر إلى دموع السبايا حينما سقطت من خزانات عيون الهاشميات عند المسير ، كان لها وجوهٌ حزينةٌ ، وجوهٌ شاحبةٌ ، ولهذه الوجوهُ دموع أيضا .
آه .. ماهذه الليلة الموحشة والقاتلة
يرى في كل ناحية من نواحي الطف ذكرى للحسين .
هنا خطب بأصحابه وأنصاره .
هنا صلى بهم و وقف بعضُهم ليصد السهام عن المقيمين للصلاة ، كجدار من الرماح المصفوفة المتشابكة .
هنا قبَّل علي الأكبر شبيه رسول الله ، و ودعه للموت .
هنا أوصى السيدة زينب بالأطفال والنساء .
ومن هنا سار الحسين لمقتله
وهناااااااك سقط النيزكُ السماويُّ مدويّاً .
تغيّر طعمُ الهواء بعد رحيل الحسين .
تغيّرت ملامحُ الأرض بعد رحيل الحسين .
حتى الأنسانً ، تغيّر بعد رحيل الحسين .
حتى الماء .. لم يعد ذا أهمية بعد الحسين .
لأن الحسين لم يُسقط عرش الطغاة فقط ، بل سحق حتى على جبروت الغرائز الأساسية التي تُساعد الانسان أن يبقى حياً .
وتخرج من جراحات الأجساد نداءات تصيح "ياحسين".
الرايات الهاشمية التي تعفّرت بالتراب والدم تنادي "ياحسين".
كانت الرمالُ وهي تضمُّ جسم الحسين تنادي "ياحسين".
حتى للخيام جروح ، كلما تطعنها النيران تزداد صيحاتها "ياحسين ، ياحسين".
آه .. واويلتاه
لقد اشترك في مقتل الحسين ابن علي (عليه السلام) جيشان ، جيشُ النار ، وجيشُ الانسان .
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي