loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

الأنا الشعرية في ديوان نديم الروح للشاعرة الجزائرية فتيحة عبد الرحمن بقة

breakLine

 


إبراهيم رسول || كاتب عراقي


الأَنا في الشاعرِ أو الشاعرة, تَختلفُ كثيراً عن مَعناها المتعارف المشهور, فهي تشكلُ معنىً مُغايراً. جاءت في هذه المجموعة الشعرية بمعنى آخر, فهي الانشغالُ بالآخرِ, وأخذ دوره والنطقُ بلسانه, والشعور بحواسه, إذ الأنا لم تعد عبارة عن نَرجسية أو حكاية ذاتية تمثل صاحبها, فهي في الشعر صارت تحكي عن هموم وآلام المتلقي, وبذلك تكون وسيلة لأحياء النزعة الإنسانية في النفوس المُنكسرة والمحطمة جراء الواقع اليومي القاسي, فهذه الأنا هي ناطقةٌ بلسانِ الآخرين, الذي يأملونَ بواقعٍ جميلٍ يَعيشون فيه. إنَّ أبرزَ تجلّيات هذه الأنا هي في الرؤية التي تُكوّنها للذات أوّلاً ومن ثمَ الرؤية للآخر بوصفه مُتلقٍ, لا تنوجد الأنا في النفسِ الضعيفة أو القلقلة, فهي لن تكونَ إلا في نفسٍ عالية الهمة قوية, صلبة, ثابتة, جريئة, لأنَّ الأنا هي خطابٌ ومن طبيعة الخطاب, أنه يحتاجُ إلى متكلمٍ بليغٍ, ولا بدَّ أن يكونَ جريئاً, شجاعاً, واثق النفس, قوي الشخصية, هذه الصفات التي تمظهرت بوضوح في القصائد المضمنة في الديوان. الشاعرة تملك أنا عالية, وهذه الأنا هي أنا الانسان التي تعيش في روحها وكيانها, وهناك أنا شعرية متضخمة في وعيها الشعري وخيالها الفني, هذا الوعي وهذا الخيال, كوّنا للشاعرة أن تخرجَ في صورٍ شعرية, لها أنا متورمة أو متضخمة. والعلو هو رفعة النفس والاعتزاز والغنى, فكانت أنا النفس مضافة إلى أنا الشعر فظهرت اللغة كلها كأنها نسيجٌ واحدٌ!
الشاعرةُ في ديوانها ( نديم الروح) الصادر عن دار الأديب للطبع والنشر سنة 2019. تستنطقُ الصوت المعذب في المتلقي, وتُحي الروح المُعذبة في الإنسان الذي يواجه جدب الظروف والحياة الصعبة, هذه كانت المادة التي انعكست في مخيال الشاعرة . المشهور في علمِ النفس, أنَّ النفسَ المتألمةُ أو المحطمة من داخلها أو التي تملك غصةً تُنغص عليها متعة الحياة, تلجأ إلى البوح وإلى الحكي, لأنَّه يكوُن وسيلةً لتخفيف الضغط المتورم في النفس, فالأنا النفسية هي أنا الشاعرة والأنا الشاعرة هي الأنا الموّجه للآخر ( المتلقي). كثيرةٌ هي المرات التي استُفِزَت فيها الشاعرة, نتيجةَ تفاعلها الوجداني لمنظرٍ هز كيان روحها من الداخل, فعبرت عن حالة الاهتزاز الروحي بكلماتٍ مُقفاةٍ ومُموسقة على إيقاعٍ معينٍ, هذا الاهتزاز الوجداني, يستنطق الآخر بأنا المبدع _ الشاعر أو الشاعرة, فتكون الأنا هي اللسانُ المُعبر عن الشعور الجوانيّ للذات المُعذبة.
انطلاقاً من العتبة الأولى وهي العنوان, الذي يُشكلُ الخطوة الأولى لقراءة المتن, فالعنوان يُعرفُ نفسه بنفسه بأنّه: الملاصق لشيءٍ آخر, أو المُرافق له, المختصر لنصٍ يأتي بعده مباشرةً واخترنا مفردة ملاصق كوّنها تتلاءم وتنسجم بتوافقٍ تام مع مفردة الروح, وكثيراً ما يلجأ الشعراء أن يتلاعبوا بالمعاني لغاياتٍ شعريةٍ تمرديةٍ إبداعيةٍ, وهذه لمسةٌ فنيّة أولى للديوان, إذ العين أوّل ما تقع على العنوانِ لتكون هي الحاسة الأولى التي تكون عبارة عن وظيفة تحبب أو تقرب لمتن النص.
الأنا الشعرية التي نُحاولُ أنَّ نُسلط مَشرحنا النقديّ فيها, هي النزعة الذاتية للإنسانة الشاعرة, ونعني بالأنا الشعرية, هي شيءٌ من صميم الشعر و النفس, ونقصد بها, هي الأنا الشاعرة في داخل نصها, فقد اتخذنا هذا العنوان, كون الديوان ضم صور شعرية كثيرة تعنى بهذا الجانب.
أما الأنا النفسية هي الأنا الذاتية التي تُوجد عند كلِّ إنسانٍ, إذ بدت الشاعرة كثيرة الاعتزاز بهذه الأنا ونسجت النصوص كُلِّها على وزنِ هذه الأنا الذاتيّة, نلمس كلمتها منذ أوّل الديوان أنّ الشاعرةَ كثيراً ما تلجأ إلى أنّ تخاطب, وميزة هذه الأنا, أنّها تشتغلُ على القصيدة المنبرية, وهذا الاسلوب      ( المنبري) ينسجمُ مع النزوع الأنوي, فالشاعرة تُوّجه خِطابها الشعريّ بقصائدٍ منبريةٍ حماسيةٍ, وبصوتٍ عالٍ له دوِّيٌّ في المُتلقي.
التنبيهُ والإشارةُ في مقدمةِ الديوان, لم تُكتب عَبثاً, بل هي رسائلٌ مُبطناتٌ للأخر, هي تحذر وتنبه وتُشير إلى المتلقي, أن يقرأ بعين بصيرته لا بصره, وبحواسه الجوّانيّة لا الخارجية, تريد منه أن ينظرَ إلى جوهر رسالة شعرها لا إلى أسلوبها الخارجي أو الشكلي, هي معنيةٌ بالرسالة المُستترة, تريد ابراز القيمة الروحية والاهتمام بالنزوع الداخلي والبوح الوجداني, ولا تريد الانشغال بأن نُحاكم النص على بشرته الخارجية, أن نتفاعلَ مع النص وجدانياً, لا نفرض عليه رؤى خارجية ولا انطباعات عشوائية ولا ثقافات هامشية, باختصار هي تريد أن نغوص ونبحر في جوانيات النصوص. يبدأ الديوانُ حاملاً الهم الوجداني الذاتي للشخصية, فهي تعرف من أوّل الكلام, أنها تكتبُ ما يتأجج في صدرها وروحها من مشاعرٍ روحيّةٍ, وتسجلّ هذه المشاعر عبر فتح النافذة ( اللسان الذي يَملي واليد التي تُدون), وهذه هي لحظة انفجار عاطفيٍّ, يفرضُ حرقته وتوهجه على الشاعرة, الأنا الشاعرة هي نزعةٌ توضحت بعد إلقاء هذا الكم المتراكم ورميه على الورق, هذه الأنا كثرت وتضخمت في القصائد حتى أضحت كأنها أدلجة شعرية مضمرة عبر خطابٍ وجدانيٍ, يُحاكي الآخر ويشكو إليه , والأنا لا تكون محاكاة إلى النفس فقط! بل هي كلامٌ خطابيٌ للآخر الذي يسمع. فهي تُنبه المتلقي على أمرٍ مهمٍ ألا وهو: ( لستُ ملاكاً, لا.. إنّما أكتب من وحي رؤيتي للحدث, أو إحساسي بالوجع, فلا تحشروا حرفي في قوقعةٍ هي رؤيتكم.) هذه الإشارة التنبيهية تشي ضمناً, أننا يجبُ أن نقرأ ما تريد قوله وما تؤمن به الشاعرة, إذ علينا أن نصغي ونسمع لما يُلقى على مسامعنا وليس ما موجودٌ في دماغنا. تقول في قصيدة ( تمرد):
قررتُ عزماً أن أعيشَ تمردي
فكسرتُ قيداً محكماً في ساقي
ودفعتُ سيفاً قد تمكن من دمي
وعقدتُ صبراً من رؤى أوراقي
هذه القصيدة واحدةٌ من القصائد التي كثر فيها النزوع الخطابي الإعلامي, واحتشدت بصورٍ كثيرةٍ مكثفة كصورة القيد الذي في الساق, وصورة السيف الذي تمكن من دمها, فهي تستعير البعيد لتقصد القريب, وتلجأ إلى القريب لتعني به البعيد, هذه الأنا تكثر في الشعر, حتى تكاد أن تعرفها من أوّل بيت في قصيدة, لكن بعضهم قد يتقنع بقناعٍ حتى لا يُشعر المتلقي بأنّه يمثلُ نفسه بصورةٍ تمثيلة مباشرة, فالمتلقي يمقت حديث المرء عن نفسه ومدحها كثيراً, وفي نصٍ آخر تقول في قصيدة ( وأعشق طيفاً.. وأعشق حرفاً):

ولي في فؤادي طيف خفي
يراود روحي عند المساءِ
هذه نزعةٌ شعرية وطريقة التزمتها في كل هذا الديوان, والتي تعني فيها, أن الشعرَ كيانٌ حيٌ روحيٌ, وهذا الطيف الذي يراود خيالها, ما هو إلا حركةٌ يضطربُ لها القلب نحو الحبيب, فهي تلبس الطيف الذي يراودها كثوبٍ , ولعل التشبيه في الثوب, يدلُ على معنى الالتصاق المادي المرادف للالتصاق المعنوي ( الروحي).
استعمال الضمير بهذه الكثرة في المجموعة الشعرية هذه, يعني أن هذه الأنا تحاكي ذاتها وتُحاكي الآخر كثيراً, فلو تأملتَ القصائد لرأيت, أن الضمير يشكل دالة واضحة للتوجه الشعري المقصود( إني وربك, خزانتي, بيني وبيني, أظن بأني...) هذه هي أمثلة على الاشتغال الشعري المُوجه إلى المتلقي, فتقول في قصيدةِ ( ذكرى):
سألتك عن ماهيات الجمال
وعن فكرك المستمد الخيال
وعن لحظة كنت فيها سعيداً
سألتك عن قصة الحب فيك
فقلت: تلاشى
وأكملت تسرد أن الجمال
خيال ... خيال
في هذه القصيدة التي تستخدم فيها ضمير الأنا كثيراً, هي لا تعني نفسها فقط, بل تعني الآخر أكثر, فهذا النوع من الخطاب الشعري يكون خطاباً توجيهياً, فهي تحاور المتلقي لتشاركه الهم الوجودي وتحاول أن تُخففَ من حدة الألم وشدته.
وتقول في قصيدة ( أنا والصبر):
عانقتُ صبري ولم أنطِق فما شعروا
لكن من أدركَ الأوجاع قد شعرا
شربتُ من كأس هذا المر مرغمةً
وعشتُ أرسمُ في ظلي الذي بُترا
فمن عنوان القصيدة, هي تؤلف أنا ناطقة بوجع الآخر وبهمومه وأوجاعه, هي تستنطق الصمت الذي فيه, لأنها تعوّل على البوح والتنفيس عن المغموم, راحةٌ نفسيةٌ وسكينة لاضطراب الروح وقلقها.
المعجم الشعري في هذه المجموعة, كان يتسم بالشفافية واللغة التي تقترب إلى الغنائية, فهي لغة وسطى لا لغةَ قواميس ولا لغةَ الإعلام التي تقترب إلى التقريرية, الفنية في اللغة كانت متمثلةً بوعيٍ شعريٍ, يتفقُ ونزعة الأنا التي ألمحت الشاعرة لها كثيراً, الغايةُ من وراء فنية الأنا هي الارتقاء بالخطاب الجماهيري إلى مستوى أرقى, وليس بالضرورةِ أن يكون النص معقداً ليرتقي إلى مقام النُخب, التي ما زالت تعيش نرجسيتها المزمنة, الأنا عند الشاعرة فتيحة عبد الرحمن, هي  أنا الآخر الإنسان, المهمش, المسحوق, الضائع, الجائع, البسيط,  إذ الهم الأكبر هو الإنسان , وتلك غاية إنسانية.
الذي يزامن الأنا ونزوعها وصوتها المهيمن, هو الحالة الخطابية التي عبرت من خلالها الشاعرة. إن أغلبَ القصائد, كانت منبرية, خطابية, لأن لغة الخطابة تداخلت مع لغة الشعر. إنّ اختيار القافية لا بدَّ أن ينسجمَ مع إيقاع البيت معنىً ومبنى، كثيرٌ من الشعراء يحكمهم الوزن على معنى وموسيقى البيت الشعري! هذت يحصل كثيراً عند الشعراء، ولكن هناك طبقة تميزت بأنّها طوّعت القافية معنىً ومنبى، نلمحُ الكثير من الشعر في هذه المجموعة، كقولها:
صوت التردد هزني 
يجتاحُ كُلي
ليتهُ... ما بعثرَ الأجزاءَ
أهملَ غايتي
من أينَ آتي بالعزيمة مرة
أخرى وأصلح لوحتي
لا لونَ يملأ عينيَ المشتاقة
لا فرصة.
في هذه القصيدة (كبرياء)، نجد أن أنا الأنثى واضحة صارخة متمردة عابثة في هذه القصيدة، فهي تلمح تارة كقولها ( صوت التردد...) ما هذا التردد الذي يهزها، ويجعلها في حيرة من أمرها، إنها قلقة، ودلالة الهز، تدل على تشتت وضعف الإرادة والتسليم للآخر، لكنها تصرح في قولٍ ( لا لونَ يملأ عينيَ...) هنا تحاول أن تمسك بروح الكبرياء الذي بقي لها من تشتتها وقلقها، هذه محاكاةٌ نفسيةٌ، أرادت الشاعرة من خلالها أن تسكت هي ليتكلم صوتها الداخلي، وجدانها كان مُعبراً عن عالمها  الباطني غير المكشوف، الذي سترته لكنه انفجر بغير موعد!
فالأنا وضمير الإنسانة الشاعرة، يكاد يكون موضوعاً شاملاً، فالديوانُ حاشدٌ بالوجدانيات التي أخفتها وسترتها عن نفسها إلا أن البوحَ فرض  هيمنته على صوت التوجس والحيرة.
ما يجعل نصوص هذه المجموعة حمالة معاني عديدة، هو الاتكاء والاعتماد على المعجم البلاغي الذي يُعطي للكلمة فنية لهذه الكلمة في هذا الموضع، ولكن قد تكون في موضعٍ آخر قبيحة، ينفُر منها السامع أو القارئ.  وظهرت الأنا الشعرية في صور متعددة كان أبرزها الصورةُ الأخلاقية، وكما يرى الأديب الناقد شيلي (shelley) : أن للشعر أثراً خلقياً وإن لم يُنادِ بنوعٍ خاص من الأخلاق. هذا القول نجد له تطبيقات كثيرات في المجموعة ( نديم الروح)، النزوع الأخلاقي هو الأكثر هيمنة في الطريق أو المسار الشعري.

( ذكرى):
سألتك عن ماهيات الجمال
وعن فكرك المستمد الخيال
وعن لحظة كنت فيها سعيداً
سألتك عن قصة الحب فيك
فقلت: تلاشى
وأكملت تسرد أن الجمال
خيال ... خيال
في هذه القصيدة التي تستخدم فيها ضمير الأنا كثيراً, هي لا تعني نفسها فقط, بل تعني الآخر أكثر, فهذا النوع من الخطاب الشعري يكون خطاباً توجيهياً, فهي تحاور المتلقي لتشاركه الهم الوجودي وتحاول أن تُخففَ من حدة الألم وشدته.
وتقول في قصيدة ( أنا والصبر):
عانقتُ صبري ولم أنطِق فما شعروا
لكن من أدركَ الأوجاع قد شعرا
شربتُ من كأس هذا المر مرغمةً
وعشتُ أرسمُ في ظلي الذي بُترا
فمن عنوان القصيدة, هي تؤلف أنا ناطقة بوجع الآخر وبهمومه وأوجاعه, هي تستنطق الصمت الذي فيه, لأنها تعوّل على البوح والتنفيس عن المغموم, راحةٌ نفسيةٌ وسكينة لاضطراب الروح وقلقها.
المعجم الشعري في هذه المجموعة, كان يتسم بالشفافية واللغة التي تقترب إلى الغنائية, فهي لغة وسطى لا لغةَ قواميس ولا لغةَ الإعلام التي تقترب إلى التقريرية, الفنية في اللغة كانت متمثلةً بوعيٍ شعريٍ, يتفقُ ونزعة الأنا التي ألمحت الشاعرة لها كثيراً, الغايةُ من وراء فنية الأنا هي الارتقاء بالخطاب الجماهيري إلى مستوى أرقى, وليس بالضرورةِ أن يكون النص معقداً ليرتقي إلى مقام النُخب, التي ما زالت تعيش نرجسيتها المزمنة, الأنا عند الشاعرة فتيحة عبد الرحمن, هي  أنا الآخر الإنسان, المهمش, المسحوق, الضائع, الجائع, البسيط,  إذ الهم الأكبر هو الإنسان , وتلك غاية إنسانية.
الذي يزامن الأنا ونزوعها وصوتها المهيمن, هو الحالة الخطابية التي عبرت من خلالها الشاعرة. إن أغلبَ القصائد, كانت منبرية, خطابية, لأن لغة الخطابة تداخلت مع لغة الشعر. إنّ اختيار القافية لا بدَّ أن ينسجمَ مع إيقاع البيت معنىً ومبنى، كثيرٌ من الشعراء يحكمهم الوزن على معنى وموسيقى البيت الشعري! هذت يحصل كثيراً عند الشعراء، ولكن هناك طبقة تميزت بأنّها طوّعت القافية معنىً ومنبى، نلمحُ الكثير من الشعر في هذه المجموعة، كقولها:
صوت التردد هزني 
يجتاحُ كُلي
ليتهُ... ما بعثرَ الأجزاءَ
أهملَ غايتي
من أينَ آتي بالعزيمة مرة
أخرى وأصلح لوحتي
لا لونَ يملأ عينيَ المشتاقة
لا فرصة.
في هذه القصيدة (كبرياء)، نجد أن أنا الأنثى واضحة صارخة متمردة عابثة في هذه القصيدة، فهي تلمح تارة كقولها ( صوت التردد...) ما هذا التردد الذي يهزها، ويجعلها في حيرة من أمرها، إنها قلقة، ودلالة الهز، تدل على تشتت وضعف الإرادة والتسليم للآخر، لكنها تصرح في قولٍ ( لا لونَ يملأ عينيَ...) هنا تحاول أن تمسك بروح الكبرياء الذي بقي لها من تشتتها وقلقها، هذه محاكاةٌ نفسيةٌ، أرادت الشاعرة من خلالها أن تسكت هي ليتكلم صوتها الداخلي، وجدانها كان مُعبراً عن عالمها  الباطني غير المكشوف، الذي سترته لكنه انفجر بغير موعد!
فالأنا وضمير الإنسانة الشاعرة، يكاد يكون موضوعاً شاملاً، فالديوانُ حاشدٌ بالوجدانيات التي أخفتها وسترتها عن نفسها إلا أن البوحَ فرض  هيمنته على صوت التوجس والحيرة.
ما يجعل نصوص هذه المجموعة حمالة معاني عديدة، هو الاتكاء والاعتماد على المعجم البلاغي الذي يُعطي للكلمة فنية لهذه الكلمة في هذا الموضع، ولكن قد تكون في موضعٍ آخر قبيحة، ينفُر منها السامع أو القارئ.  وظهرت الأنا الشعرية في صور متعددة كان أبرزها الصورةُ الأخلاقية، وكما يرى الأديب الناقد شيلي (shelley) : أن للشعر أثراً خلقياً وإن لم يُنادِ بنوعٍ خاص من الأخلاق. هذا القول نجد له تطبيقات كثيرات في المجموعة ( نديم الروح)، النزوع الأخلاقي هو الأكثر هيمنة في الطريق أو المسار الشعري.

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي