مقالات ادبية واجتماعية وفنية
عبدالحسين بريسم / شاعر عراقي
الشاعر الذي نسى المطر فأمطر شعراً
مدخل
رسمت غيماً ولم أرسم له مطرا
لكنّه كسر اللوحات وانهمرا
وفزّز الماء طيناً كان مختبئاً
في لوحتي، ناطراً في صمته المطرا
للشاعر عارف الساعدي عالمه الخاص شعرياً وأعتقد أن الهدوء في شخصيته بشكل عام انعكس على شعريته ولكن هو الهدوء الذي يسبق العاصفه وهذا مانجده في أغلب قصائده والتي أرى في هذه القصيدة تحديداً تشابه يكاد يكون طبق الأصل بين الشاعر والشعر وإن اختفى الشاعر تحت قناع الرسام وهو عارف اخر ولكن من خلال لوحة تحكي تفاصيل حياة كاملة
وكان في الطين حلْمٌ، لو منحت له
وقتاً نديّاً لكانت لوحتي شجرا
لكنه اختلطت ألوانُنا فإذا
هذا الرماديُّ ليلاً يصبغ الفقرا
إن الشاعر يريد أن يجد عالمه كونه او خلقه لعالمه من خلال الإشارة الى الخلق الأول ولكن برؤيا شاعر يقف خلف الرسام ويعطي تعليماته بجد وهدوء من خلال الاختزال الشعري في رسم القصيدة والابتعاد عن الزوائد مع اعطاء زخم اخر لتكرار في المفردة مثل المطر الطين الشجر
الوحة وطن واكيد هو العراق والدليل نهران طفلان
لا لونَ في اللون، كانت لوحتي وطني
وكنتُ أمتدُّ في أحلامه حذرا
نهران طفلان، مرَّ اللون فوقهما
فرفرفا واستراحا، بعدما كبُرا
إن توثيق اللحظة في المشهد الشعري او اللوحة التشكيلية تحتاج الى قدرة مختلفة خلاقه يمكن فقط للمبدع أن يمسك بها ويحولها الى مشهد شعري مغاير لتلك اللحظة التي ربما تمر مرور الكرام على المتلقي الأخر ولكن المتلقي الفنان لا تغادر مخيلته الا أن يحولها الى لوحة او صورة شعرية تحاكي الواقع شعرا
وسافرا... ما استطعتُ الآن مَسْكَ يدي
فإذْ بنا نعبر اللوحات والأطُرا
إن الشاعر عارف الساعدي استطاع أن يرسم قصيدته بالوان الرسام المحترف ليجمع بين الشاعر والرسام في مهمة واحدة وأعتقد أن الشاعر والرسام كلاهما يخلق صورة جمالية واحدة وهي مسك اللحظة العابرة لتكون صورة شعرية جمالية تحكي قصة وطن
الكلُّ يدخل من أبواب لوحته
إلاّهُ؛ ظلَّ على الأبواب منتظرا
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي