مقالات ادبية واجتماعية وفنية
احمد خلف || كاتب عراقي
يحاول القاص والروائي خالد ناجي الإمساك بالحقيقة ، من خلال الكشف عن جوهر المعضلة التي ظل يعاني منها شخوص روايته الجديدة : عندما يتأخر الرجال( من منشورات دار الورشة ) والمعضلة التي نقصدها في الرواية هي التي يتورط فيها ثلاثة اخوة يعملون في فرن لصناعة الصمون ، وهم : عصام الذي ليس له اي دور مؤثر بل يكاد يبدو للمتلقي ان الامر لا يعنيه كثيراً ، وأموري الاصغر ، محور القضية وثالثهم طه وهو اوسطهم ، كما انه سارد الحكاية ، التي تتلخص في ان الأخوة يتعرفون على جار جديد يعيش في المنطقة التي يسكنها الاخوة المالكون لفرن الصمون ، غير ان هذا الجار الجديد يجلب معه الضرر والدمار لعمال الفرن ولنفسه ايضا , اذ يتعرف الاخ الاصغر أموري على زوجة الجار الجديد واسمه نبيل ، ويوضح لنا السارد انهما اي اموري وزوجة نبيل ، يتبادلان الغرام والحب بدرجة لا فكاك منها ، اذ يجدان نفسيهما في اتون العشق الجنوني ، ولكن علينا ان نعرف ان نبيلاً هو شخصية متنفذة وذو سطوة في السلطة التنفيذية في النظام السابق وله اخوة واصحاب يمتلكون حضورا سلطويا قويا ، لكن لم تجرِ المياه كما تشتهي السفن ، اذ يتفق اموري مع زوجة نبيل على قتل الاخير ، وفعلا تتم تصفية نبيل , ومن الضروري التذكير ان القتيل هو ضابط برتبة نقيب في الجيش ، وبالطبع يتم اعدام أموري على اعتباره المنفذ الاول في عملية تصفية النقيب نبيل جسديا .
ثمة تفاصيل كثيرة تحتويها الرواية التي كتبت بعناية وجدية واضحتين ،لعل من ابرزها هو اكتشاف السارد ان العقيد جليل ( الشقيق الاكبر للمغدور به والعقيد جليل يعمل قنصلاً في السلك الدبلوماسي ، ولكي يثأر لشقيقه القتيل نجده ينتحل شخصية رجل دين من ابناء المذهب الشيعي : (( نظرت الى وجهه ملياً ، تساءلت مندهشا مع نفسي وبي سرور داخلي ، كيف مر علي هذا الوجه دون ان اتعرف عليه ؟ دنوت منه ، احسست انه يعلم بوجودي ، يشعر بنظراتي وبسروري ايضا ، آه لو يعلم الاخرون ان الشيخ منتظر القوقازي المظلوم المسفر من قبل النظام السابق هو نفسه العقيد جليل . الرواية ص 80 )) ، ولما يكتشفه طه يقرر فضحه انتقاما لأخيه ( أموري ) الذي اعدم ، ويجر حوار بين طه والعقيد جليل الذي ينتحل شخصية احد الشيوخ الشيعة الورعين منتظر القوقازي ، ولا تنتهي الرواية الى هذه النقطة بل ثمة تفاصيل كثيرة لا يمكن تقديمها في هذه الصفحة مالم تأخذ مسار الدراسة النقدية ، وهذا ما نأمله من النقد الادبي لإعطاء رواية خالد ناجي ناصر حقها في الشيوع والمعرفة ، وقد اعطى السارد لتفاصيل روايته الكثير من الاهتمام والعناية ، بحيث لا يمكن للمتلقي ان يركن الرواية جانبا انما توفرت على عنصر الجذب والاهتمام ، ولا بد من القول ان العناية في سبك النص الروائي يكشف عن مقدرة احترافية تشكلت لدى الروائي خالد ناجي تعكسه صفحات عديدة من الرواية ، التي لاتخفي ادانتها لكل ظلم واجحاف بحق الانسان اذ الرواية تواجه مصائر شخوصها بكثير من الثقة والاطمئنان في سرد الحكاية ، التي يمكن التعرض لبعض جوانبها وهذا ما فعلته هذه الإطلالة القصيرة كتحية للروائي خالد ناجي الذي بذل جهدا واضحا في تزكية روايته :عندما يتأخر الرجال .
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي