loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

الطاعة كضرورة للأنا العُصابيّة

breakLine

أحمد الغدير || كاتب عراقي

 

الطاعة آلية للتلائم تطوّرت مع الإنسان والتي رزحت تحت الخوف والإستلاب زمناً كفاها لتشكّل نمط نفساني وهي تتأثّر في طبيعة فترة الطفولة بشكلٍ مُباشر والتي تستمد تراوِحها ما بين كثافة إمكانية الطاعة وقلّتها بما يُمكن أن ندعوه { إرتقاء الأنانيّة } هذهِ الأخيرة هي تنشيط الذات عبر تفريغ الإغتراب عنها وتحكيمها لأسلوب " أشعرُ بنفسي " في العيش أو ما يُمكن أن نتخيّله هو إسلوب إظهار روح المشاركة الإجتماعية وتوفير ممكنات الإبداع الذي يؤدي إلى توفيق تكافؤ إجتماعي فيسمح لسير الذات وسط نشوة تأكيدها ، غالباً ما يُوجد ذلك في العوائل البرجوازيّة أو المناطق التي تمتلك رفاهيّة معاشيّة أو الأشخاص الذين يمتلكون حِس فني .

إسلوب الطاعة هو إرتداد فكريّ للقيمة التي فقدتها الذات في خلق تواصل إجتماعي يسمح برؤية الآخر كتعبير عن ممتلكات الذات فلا يجد بأن ما يُمكن صنعه خارج لا ذوق المجتمع وإنما خارج ما يمكن أن يسمح للمجتمع بعدم الشعور بالخطر لن يكون ذو قيمة ، فتلجأ أساليب الطاعة إلى إعجاب فردي أو جماعي تصبو إلى إمتلاك حس التشجيع، أيّ هي محاولة تضخيم الأنا في مجال شخص واحد أو عِدّة أشخاص فتشكّل أشبه ما يكون وسيلة لإسترجاع المعنى الذي يحتاجه المُطيع للتهرّب من مشاعر الفراغ إلى مشاعر الحماسة فالإنسان لا يستطيع أن يشعر إنه غير مُفيد فلذلك هو يعمد: إما إلى الشعور بالشجاعة عبر إنتماء يشكّل قيمة خوف وليست قضية الجماعة التي ينضم لها هي المهمّة ولا التوجّهات ولكن ما يمكن أن تعطيه تلك الجماعة من تحقيق عنصر الحماس ، وإما إلى طاعة قضية وليست الجماعة ما تهمّه هنا لكن ما يمكن للقضية أو الفرد الذي يُطيعه من أن يشكّل له قيمة معنى يسد سؤال إنطولوجي كبير " ماذا عليّ أن أفعل لأعوّض عجزي ؟ "

في حالة إتبّاعه قضية يطيع السبل فيها فهو يحمل قيمة رفض دليل أن تلك القضية تشكّل حالة رفض في وسطهِ أو لا تعدّ سوى حالة ضبابية لا أحد يعرفها ولكنها تعطيه أولويات ومبادئ وعبر هذه الأولويات يضمن لذاته نزعة الشعور بالقيمة الإختلافيّة وإنه يحمل نبل يفقدهُ غيره وحتى لو شكّلت له هذه القضية عائقاً أو تضغط عليه صبراً ولكنه يرتبك من سؤال " ماذا أفعل لو تخلّيت عنها ؟ " 

إما في حالة إتبّاعه شخصا يُطيعه مثل سيّد ولا تعدو طاعته مجرد حرفة وإنما تملّك ذاتوي فهو هنا يقع في تأثير هالة ذاك الشخص الذي يملك تأثيراً على مستوى ثقافي أو إقتصادي أو إجتماعي وهكذا ، فيمتلك شعوراً بالمحاكاة يعوّض عبرها عجزه عن فراغه

إذن يمكن تفصيل أشكال الطاعة إلى طاعة قسرية وهي بالإكراه مثلما الأنظمة الأبوية والدكتاتورية، وطاعة في مجال قضية، وطاعة في مجال جماعة .

أن الطاعة إسلوب ممارسة يحكتم المُطيع وفقها بشكل معين من المبادئ والتصرّفات التي تؤسس إلى تكوين شخصية تتناسب وذلك الإسلوب الضيّق أو المفتوح ، وتنتج إنفعالات تتضمن ، إتخاذ مواقف مختلفة من العالم والمحيط والمجتمع والذي عدم الإمتثال لتلك التصرّفات التي تكون نتيجة الإحتكاك بإسلوب الطاعة يعني فقد شيء من الخصوصيّة . . . وهناك مفارقة يجب الإلتفات لها هي أنه الطاعة تكون أحياناً نتاج تأثير البيئة مثلاً الطفل الذي يدرس في منطقة تؤدلج فيه أفكار القومية والحزبية ذلك الطفل سيكون تابع ولكنه ليس مُطيع

فالمطيع يتكون عبر طريقتين وكلاهما يشتركان في كون المنطقة الحوفية في الدماغ لا يتم إشباعها وتتم عملية التشبيع { إرتقاء الأنانية } عبر العواطف والتي تصنع التشجيع كتحصيل حاصل ، ولكن في حالة عدم تشبيع للإرتقاء ذلك الذي يُشعِر الفرد بإنه مسؤول عن نفسه وخياراته فينغمس في تأسيس نظام حياة يتبّعه سوف يلجأ إلى أن يُطيع ولكن شكل الطاعة سيختلف تبعاً للظروف الحياتيّة ، لربما تكون طاعة قضية أو هالة أو جماعة ، المهم أن هناك عصاب سيتمكّن منه وكل ذلك هو لإجل تحقيق الكيان في ذهن الآخر وتجسيد ذواتنا في شكل حضور مفقود ولكنه يوجد عند الآخرين  .

| حسب علمي أن هناك هرمون يُدعى فاسوبريسين يكوّن ما يُدعى بالرعاية العدائيّة وهو هرمون يدخل كعامل مهم في عملية التواصل الإجتماعي وحينما لا ينتج الدماغ الحوفي منه بشكل صحيح نظراً يلجأ إلى ضرورة إنتاجه بطرائق أخرى مثل إستخدام قضية لتحقيق النزاهة والطابع الفردي أو الإنخراط في حلقة جماعيّة يجمعهم تفكير واحد ..وما شابه .

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي