loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

العدوانية

breakLine

 

 

كيلان محمد سارلا || كاتب عراقي


تعجنُ الكاتبةُ مادة القصة الموسومة ب"العجزة لايحلمون" من الأخبار التي راجت عن استهداف الوباء لفئة عمرية معينة.تبدأُ حركة السرد بعبارة مشحونة بالتوتر "حين تسقط الشمسُ أشعر بالارتباك" وتليها مباشرة صيغة خبرية كاشفة عن وضعية الراوية حيثُ تستمعُ إلى أغنية جاك بريل رافضةً أن تكونَ شبيهة بالعجزة الذين يغني لهم الفنان الفرنسي مشيرةً في استرسالها السردي إلى ماتعني لها شجرة الميموزا السامقة وسط الزحف العمراني الملتهم للبيئة.تزيدُ المحتويات المتداولة في وسائل التواصل الإجتماعي من النبرة العدوانية ضد المسنين لذا تقاطع الراوية ما يصلها من واتساب كما لاتخطيءُ في قراءة  مما يترشحُ من نظرات جارتها ياسمين "كان صمتها يقول لي أنَّ لامكان لنا في هذا العالم"غير أنَّ المرأة المسنة لاتستلمُ لهذه الموجة متأملةً عروق يديها الورديتين مع أنَّ ماينشرُ في الفضائيات عن تخلي العجوز عن جهاز التنفس مانحاً إياه للشاب الصغير يرهق روحها ويتولد لديها الإحساس بأنها مجرمة بحق البشرية.كلما اشتدُ الخناقُ على الحاضر يكبر الحنينُ وترتد الذاكرةُ أكثر إلى الماضي كما أنَّ العزلةَ تثقلُ من وطأة الزمن وتعمق الشعور بالوحشة.تستعيد نعيمة كلام أمها وتفترضُ ما يقوله والدها لو وقع عليها النظرُ في وحدتها.المفارقة الأبرز تتمثلُ في وصول الوباء إلى جسد ياسمين الغض إذ تستعطفُ بنظراتها الشاحبة جارتها العجوز تاركة لديها الكلب تتقاسم ملامح غرائبية أثير هذه المجموعة القصصية المسرودة في أغلبها بضمير المتكلم ويطوفُ شبحُ الوباء في أوصالها كما يتفاعلُ النصُ  مع مؤثرات الفن التشكيلي لاسيما في "عزلة لودفيغ دويتش" إذ بدا طيف الفنان للراوية مرتدياً الكمامة وهي تتجولُ في شوارع القاهرة عازةً ذلك إلى الهوس بالشخصيات التي تبحثُ عنها.يذكر أن الكاتبةَ تمررُ معلومات  عن هذا الرسام الألماني وبذلك تكتسبُ القصة وظيفة معرفية إلى جانب مايتوفرُ في بنيتها من الملمح الاستكشافي.وتتقاطعُ وقائع قصة سبع موجات مع رشقات الألوان مضمرة أسئلة عن الكينونة.وينقلبُ الخوف في قصة "أجنحة الخفاش" من الطبيب البيطري إلى الحب يشارُ إلى أن عنوان القصة يحيل إلى نظرية الفراشة التي طرحها "إدوارد لورنز" تلتفتُ القاصة إلى ظاهرة العنف الأسري في حلقة أخرى من مرويتها ولاتتجاهلُ ماضجَ به الشاشات من المشاهد التي تؤكد تغولَ المرئيات والانهمام على المنصات الألكترونية واعادة نشر الصور القديمة والانكباب والغرض من كل ذلك ليس إلا توسلاً بما يخففُ من التوتر.تنتهي سلسلة القصص التي تحاكي فيها الكاتبة متواليات موسيقية في تناغمها وموتيفاتها المشتركة بقصة "لقاح"قوامها العودة إلى الحب ولايعزبُ عن القاريء مضامين هذه الرسالة التي تمررها لطيفة في المشهد الأخير.مايجدرُ بالذكر أنَّ هذا النص من النوع الذي يتقبله المتلقي بالسرعة متوهماً بأن حياكته كانت مريحة مع صاحبته ربما قد صارعت قبل إيجاد إطار يكسي موادها حيوية وانسيابية في التعبير.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي