loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

العراق الكولومبي وأزمة المخدرات

breakLine

علي صبار محمود الحلو/ باحث عراقي

 

 

 الكثير منا يعلم أن "كولومبيا" إحدى دول قارة أمريكا الجنوبية، البلد الذي يحتل المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير المخدرات، فهل يا ترى يتحول العراق إلى "كولمبيا" أخرى، نتيجة الانفلات الأمني والتفكك المجتمعي الذي تعيشه البلاد، بسبب السياسة الهوجاء التي خلفها لنا المحتل الأمريكي، الذي قام بجمع رجالاتها من أقذر مواقع القمامة في العالم، الذين فتحوا أبواب العراق على مصراعيها، أمام تجار المخدرات، الذين أخذوا يسرحون ويمرحون في البلاد كيفما يشاؤون ومن دون حسيب ورقيب.
  لقد أخذت مشكلة تعاطي "المخدرات" والاتجار بها حيزاً كبيراً، لدى المجتمعات العالمية برمتها، لما لها من آثار سلبية على البشرية جمعاء، وفي شتى المجالات الحيوية، وبالأخص النفسية منها و الاجتماعية و الاقتصادية، حيث أصبحت عالةً ترهق كاهل المجتمع، وبالذات القيادات الأمنية التي يكون لها تماس مباشر مع هكذا نوع من الجريمة، و هذا الأمر شغل فكر الكثيرين من علماء النفس والاجتماع ورجال الدين، الذين بذلوا جهوداً كبيرة من أجل الحد من مشكلة تعاطي "المخدرات" التي باتت واحدةً من  أهم الملفات الأمنية التي لا يخلو منها أي مؤتمر دولي، وأحد أبرز العوامل المؤثرة في بناء وتكوين المجتمعات البشرية، وتبين ذلك من خلال تصرف وسلوك  الأشخاص المتعاطين للمواد المخدرة، وبمعدل المخالفات القانونية التي يرتكبها الأشخاص المدمنين على تعاطي " المخدرات" نتيجةً لاسهابهم في تناول المخدرات، وهذا الموضوع يتطلب جهوداً كبيرة وإجراءات قانونية صارمة بحق الأفراد المتعاطين والمروجين لها، لأنها تسبب الكثير من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية، فمن الناحية الاقتصادية: يتمثل ذلك بحجم الخسائر المادية التي تعود على المجتمع، جراء افتقاده للطاقات البشرية التي كان من الممكن، أستثمارها في بناء وتنمية البلاد، فالشخص المتعاطي هنا أصبح عالة وخسارة كبيرة على المجتمع، لأنه قوة عاطلة عن العمل والإنتاج، أما من الناحية الاجتماعية: فيكون تأثير تعاطي "المخدرات" متمثلاً بالخطر الذي يشكله الفرد المتعاطي للمواد المخدرة على حياة الأفراد الآخرين، كونه أصبح مصدر قلق و إزعاج لهم.
  وعند عودتنا خطوة إلى الوراء نجد أن مسألة تعاطي "المخدرات"، مسألة ذات ماضٍ وحاضر ومستقبل، يعود ماضيها  إلى فجر الحياة الاجتماعية، أما حاضرها فله قاعدةٌ واسعةٌ ومتشعبة تشمل العالم بأسره، بينما يكون مستقبلها ذات أبعاد متجددة وغير محدودة، فما من أمة من الأمم الغابرة، تصل ألينا أخبارها عبر العصور، سواء جاءت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حول التعامل مع المواد المخدرة التي تحدث تغييرات في الحالة النفسية لدى الأشخاص المدمنين على تعاطي "المخدرات"، وهذا الحديث موجه وبشكل مباشر إلى الأشخاص غير المختصين من القراء الذين يهمهم التعرف والإطلاع على الحقائق و الأوهام في "ميدان تعاطي المخدرات"، الذي بات أحد أهم الميادين العلمية والفكرية اظهاراً للحقائق، والذي يتضمن مجموعة من المصطلحات، يجب على الباحثين والمتلقين وأصحاب الاختصاص التعرف عليها، منها " الإدمان، واللهفة".
1- الإدمـــان: ويقصد به التعاطي المتكرر للمواد النفسية المخدرة، حتى يظهر على الشخص المتعاطي أعراض الإدمان، أذا ما انقطع عن التعاطي، وبخلافه تصبح حياة المدمنيين رازحةً تحت رحمة التعاطي، حتى تصل إلى درجة الاستعباد و تصل أبعادها إلى زيادة جرعة المادة المخدرة، أو ما يعرف بقدرة التحمل و ظهور رغبة قهرية لدى الشخص "المدمن" في الحصول على المخدرات بأية وسيلة كانت، بحيث وصل عدد الأشخاص المتعاطين للمخدرات في العالم، وبحسب التقرير الذي رفعته الأمم المتحدة لعام 2008م، الى نحو (208) مليون شخص متعاطي في كافة أرجاء المعمورة، إذ يشكل الشباب المراهقين من كلا الجنسين، ممن ذهبوا ضحيةً لتلك الآفة المدمرة، النسبة الأكبر، وفي التقرير ذاته ذكر أن حجم الأرباح في هكذا نوع من التجارة قد بلغ (500) بليون دولار سنوياً، محتلةً المرتبة الثالثة عالمياً بعد تجارة النفط والسلاح.
2- اللهفـــــة: هي رغبة قوية تتولد لدى الأفراد المدمنين على المخدرات في الحصول على المواد المخدرة التي يكون لها بعض الخصاص "الوسواسية" التي تراود فكر المدمنين على "المخدرات"، وعادةً ما تكون مصحوبةً بمشاعر وعادات لا أخلاقية تدفع الأشخاص "المتعاطين" إلى القيام بممارسات لا يتقبلها العرف المجتمعي، بسبب فقدانهم للشعور والوعي.
   ويبدو مما تقدم ذكره، ان البلد الذي يعيش في ظل الفوضى السياسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي يندى لها الجبين، هو بلد غير صالح للعيش، وهذا ما نشاهده اليوم في "عراقنا الحبيب" الذي يعيش أزمة أخلاقية عظيمة، تضاف إلى الأزمات سابقة الذكر، نتيجة التفكك المجتمعي والأسري الذي أصاب المجتمع العراقي، جراء الويلات التي حلت به، وتفشي البطالة بين صفوف الشباب، الأمر الذي دفعهم الى الأنجراف نحوا تعاطي "المخدرات" فضلاً عن غياب الرادع القانوني ،والديني والعرف العشائري الذي انغمس أصحابه بملذات الدنيا تاركين رعيتهم يعانون الأمرّين.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي