loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

اللغة الأدبية في التنظير العلمي, قراءة في كتاب عقائد المفكرين لعباس محمود العقاد

breakLine

 

إبراهيم رسول / كاتب عراقي

 

عصير الكتب

 

 

انطلاقاً من وظيفة اللغة, والتي هي أداة تواصلية بين الناس, ليفهموا بعضهم البعض, أو لخلق الفن, يعتمدُ العقاد في كتابه هذا على لغة مباشرة, دون الاتكاء على المعجم العربي, ولا حتى على تأويل المفردات, التي لها وجوه عدة, هو يستعمل اللغة في هذا الكتابة, كوسيلة لنقل فكره إلى الآخر, وهذه التقنية غلبت على أغلب كتاباته, لكن الميزة في أسلوبهِ, أنه يشتغلُ على العقل عبر لغة وسط, خطابها الجمهور العادي, وللعقاد نظرة فوقية, ففي كتابه هذا وحتى غيره, يخاطب المتلقي بنظرة المعلّم أو الأستاذ! وطبقَ هذه النظرة في هذا الكتابة بصورةٍ مضمرة! ويتخذ هذه النظرة عبر توظيفه الله كمعلم والإنسان المؤمن كتلميذ! إذ يقول في صفحة 13:فموقف المؤمن من الله كموقف التلميذ الذي يطمئن إلى علم استاذه فلا يمتحنه... ويستمر حتى يصل إلى طبقة الأدباء, فيقول: إن عقائد أيّ عصرٍ من العصور تُلتمس من أقوال الأدباء! لكن الاشكالية التي يكتبُ بها العقاد, هي نزعة اليقين التي تكون على تناقضٍ كبير ما بين الإيمان والعلم( الذي بحثه في هذا الكتاب), فلا يوجد في العلم, يقينٌ ثابتٌ, فالتطور العلميّ والبحثيّ بصورةٍ مستمرةٍ في كلِّ لحظةٍ, إذ العقاد يعطي للعقائد يقين بخلاف ما يعتقد بوهم المادة! وهنا تتحول اللغة والخطاب إلى تنظيرٍ دينيٍّ بلغةٍ أدبية, لكن ما فات العقاد, أن العقائد تُثبت أو تُنفى بالعلم اليقيني الذي يُخضعها تحت مختبر العقل, ويطبق الرأي عليها, فالاعتماد على لغةٍ أدبيةٍ, ليسَ مسوّغاً للكاتب, أن يُبعدَ العلم أمام وهم العقائد! فوجدنا العقاد منظراً أديباً وليس باحثاً! وشتان بين الصفتين!

غاب على العقاد, أن اللغة الأدبية غيرِ اللغة العلمية, فهو أديبٌ واصفٌ وليس بمعلمٍ, قد قرأنا له كتابه, الذي حافظ في على لغته الأدبية دون العلميّة, سمةُ البحث العلمي غيرها سمة الخيال النثري, ليس خطأً, أن تتكأَ على لغةٍ أدبيةٍ, لكن الأشكال, أن تجعل من هذه اللغة السلسة العذبة, لتُثبتَ عقيدة على حساب السخرية من العلم.

الأعجابُ الذي حظيَّ به هذا الكتاب, ليس لكونه, يعالجُ مشكلة علمية, وهي عقيدة كل من ( العلماء, الأدباء, الفلاسفة), لم يكن العقاد في بحثه هذا إلا شخصاً واصفاً, فلم يُفسر السبب الذي جعل العلماء يميلون إلى هذه العقيدة أو تلك, ولم يحاول أن يبحث في سبب الكثير من الفلاسفة إلى مرحلة اللادين أو الإلحاد! ويوظف السخرية من الملحدين, ونراه يعتمدُ اليقين في عقيدته وتوجهه الديني, على العكس حينما يستخدم السخرية مع الآخر, وهذه ميزة واضحة في كل فصول هذا الكتاب, ليس عيباً أن يُنظرَ الأديب في العلم, بشرطٍ أن يتحلى بلغة العلم الذي يبحث فيه, وألا يتعالى على الآخر( المُختلف معه). إذ أنه لم يكن موفقاً في كتابه هذا من حيث منهجية لغة البحث العلمي, فلم نجده مبدعاً إلا في لغةٍ أدبيةٍ رفيعة المستوى.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي