loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

"المدونون"

breakLine


جمال جاسم امين / كاتب عراقي

المدونون طبقة ثقافية ساندة ظهرت مؤخرا مع الانفتاح العولمي و تيسر وسائل التواصل الاجتماعي ، فيس او تويتر ، و هم ليسوا كتابا بالمعنى الحرفي و الابداعي للكتابة بل لهم مهام ابعد من مهام الكتٌاب و يمكن اجمال الفروقات بما يلي : 
- المدوٌن مواطن لايتوخى الحصول على اية صفة من نوع كاتب او مبدع او تكريم من جهة ما او درع من ( تنك  ) صديء ! 
- المدون أمهر من الكاتب لانه جسٌر الفجوة التاريخية بين اللغة و الحياة ، مؤسسة البلاغة المفصولة ابدا عن مرجعياتها الواقعية .. بعد ان تخلص من اورام الشعرية و كارزما المنصات 
- لا مجد للمدون ولا تصفيق و لا مكاسب و لا اجور بل يكتفي بالنكد و عدم رضا البعض و حقد المؤسسات جميعا لانه ناكدها بصوت الضمير 
- اختزل المدون مهمة الرقابة الشعبية عبر فسحته الشخصية في الفيس و سخر جزءا من وقته للكشف و الفضح ببصيرة ناقدة 
- أثبت المدون ان الحياة أوسع من السلطات وان الانسان بمفرده يمكنه ان يفسد اوهام القطيع المتواطيء مع الفاسدين 
- لا كتب للمدونين ولا تماثيل و لا وعد بخلود موهوم ! بل هم شهود عصر عزٌ فيه الشهود !
- المدونون يقدمون خلاصات موجزة و ناضجة أهم من كل المطولات و الشروح للاجيال القادمة و للادباء حتى 
- لا تجنيس بين المدونين ولا استعلاء فلا فرق بين مدون و مدونة الا بعمق الفكرة و رصانتها 
- اعادة الاعتبار للادب الجاد ، ادب الحياة من خلال المدونين انفسهم حيث تم تقليص الفجوة بعد هدر البلاغة الفائضة عن الحاجة و اعتماد بلاغة الواقع بديلا .. هذا ما نقوم به نحن الادباء المدونين ! جمعنا الصفتين معا 
- لا راحة للمدون !.. المدون مشدود ، متوتر ، ولا فسحة عنده للعب بالالفاظ او التجويد في صياغتها ..هو كمن يدلي بشهادته في محضر تحقيق اغتصاب الحياة !او قتل جنين يحاول ان يولد !شهادات حرجة 
- قد يلجأ المدون الى اشارات غير لائقة بنظر الجمهور المنتفع ،، اشارات يبررها الموقف قبل اي شيء اخر كما يفعل جاسم الواسطي عندما يسخر اصبعه الاوسط للتعبير عن معنى ما ! تعبير تعجز عنه الكلمات فيتقدم الجسد باشاراته الفاضحة 
- المدونون بلا ايدلوجيات ،، بلا اصنام يدافعون عنها بل هم اصوات حرة تقابلهم جيوش الكترونية لاطراف سياسية تشاكسهم في المهمة طبعا و بهذا يصبح الاعلام المفتوح نعمة غير مؤكدة بحسب تعبير الفيلسوف البريطاني ،، رسل ،، 
- لا مكان محدد للمدونين .. هم مثل الهواء ..في كل مكان .. في المقاهي و الكيٌات لا تجمعهم منظمة او مؤسسة تلقي ثمارها اخيرا في سلال السلطة ! و هنا يؤكدون تمردهم الوطني المخلص 
اخيرا ... يقف المدون عاريا الا من ضميره كاشفا وجهه الصادق في غابة اقنعة و مصالح كان قد رفسها جميعا ليقول ،، ها أنذا ،، وحدي مع الله وحده ! قال المدونون ما لم يقله الكتاب ولا جيوش السلطات الاكترونية ولا الهذيانيون المصابون بنوبات لغوية اخر الليل ! انا اتحدث عن الكتابة بضمير .. سلاما

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي