loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

المنهجية في أجنة النص لصباح التميمي

breakLine

 

إبراهيم رسول / كاتب عراقي

 

 

إنَّ السمةَ الغالبة على كتابِ أجنة النص, سمة البحث العلمي الأكاديمي, التي هي نزعة منهجية ضابطة, إذ تفرض هيمنة البحث الأكاديمي, منهجيّةً على المتن, ترافقه من أوّلهِ حتى آخرته, وما يُمكن أن نُسجلهُ في هذا الكتاب, أنه يتكأُ على نزعةٍ نقدية جوانية, تعنى في النص قبل أن يولد, يعني في قراءة الفكرة وهي ( جنين) في دماغ أو مخيلة المبدع, إذ تمت هذه الدراسة على دلالات الولادة لهذا الجنين, إذ أن تتبع الولادة كشف عن الجنين وهو في ( خيال المُنتج), وقد اتخذ الباحث ( د. صباح التميمي) أربعة عينات, تُعد من روائع الأدب العربي, وهي ( خطبة للنبي محمد(ص) وخطبة للإمام علي(ع) وشعر للجواهري وشعر لأجود مجبل. ولما كان اختيار المرء دليلٌ على عقله, وكما يقول الشاعر العربي:
قد عرفناك باختيارك إذ كان
دليلاً على اللبيبِ اختيارهُ
فهذه العيّنات التي اتخذها الباحث, وطبق قراءته النقدية عليها, هي عيّنات تمثل قيمة إبداعية وفنية, إذ الباحث قد أحس هذه النصوص واستشعرها وتذوقها, وكما يقول بورك (burke): بأنَّه الملكة أو هذه الملكات العقلية التي تؤثر في تشكيل الحكم على الاعمال الابداعية وعلى الفنون الجميلة. فالعملية ليست اعتباطية, بل هي عن وعيٍّ جماليٍّ بقيمة النصوص فنيّاً, فهو يشتغل على أوّل العتبات النصية, لكنه لم يشتغل على العنوان ولم يطبق رؤيته النقدية عليه! بل كان معنيّاً في بدايةِ النص من حيث هي بداية أو مقدمة, وقد تتبعنا الكتاب, رأيناه يميلُ إلى المقدمةِ الأولى بالأخص في خطبتي النبي والامام, لكنه عندما يأتي إلى شعر الجواهري وأجود مجبل, نراه يدرس العنوان! يمكن أن نأوّلَ له هذا, لأن خطبتي النبي والامام  لا تحتويان على عنوان من قبل القائل ( صاحب النص), فربما يكون صاحب النص الراوي الذي روى الخطبة لكل منهما. إن العنوان قد يكتب في ما بعد , أي ما بعد النص, وهذا يحصل عند كثيرٍ من الأدباء المبدعين, يقول المؤلف في صفحة 128: ونحن هنا لا نطالب الشاعر _ رحمه الله_ بأن يأتي بقصيدةٍ, ترتفع فيها نسبة المراوغة وهو في حالة حزن شديد وفقد مؤلم, وقد كتبت القصيدة في لحظات مبكية كئيبة لا تفسح المجال لتوظيف  الأداء الجمالي من غموض وخفاء وتجلّي. في قوله هذا, نراه لا يحاكم الشاعر كثيراً, إذ العينة كانت قصيدة وجدانية, فمارس الباحث قراءته النقدية وجدانياً , جرياً وراء النص, وهذه تُحسب للكاتب. فهو يرتبُ الفكرة ترتيباً منهجياً مع ترك مساحة كبيرة له في تحليل النص وفق ما يراه, إن الاشتغال النقدي في موضوع العتبات النصيّة, لهوَ مشروعٌ يحتاج إلى كثيرِ جهدٍ وعناءٍ, إلا أن الباحث ( التميمي) قد كان فاتحاً في طرحه هذا!
فمنهجه يدخل إلى جوانية النص, فيغوص في لجةِ أعماقه, فيخرجُ كاشفاً عن قيمٍ فنيةٍ وإبداعيةٍ. يعتمدُ اسلوبه على ترتيبٍ ونظام: المقدمة أو التمهيد ومن ثمَ العرض وينتهي بالخاتمة ومن ثم التزم طريقةً وهي أن يضع خلاصة لما قرأ وهذه ميزةٌ من مميزات المنهجية العلمية في الكتاب.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي