loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

الموسيقى التصويرية ودورها في الدراما التلفزيونية

breakLine
2023-03-03

 

قطب الدين | كاتب ومخرج عراقي

 
تعد الموسيقى التصويرية لازمةً وعنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في الأعمال الدرامية إلا في بعض لحظات الحوار او لحظات الصمت المقصودة التي تتصاعد بعدها الموسيقى، او في حضور الاغنية والعزف الموسيقي الحقيقي في المشاهد المصنوعة داخل العمل الدرامي، ليكون ذلك معوضاً ونائباً عن غياب الموسيقى التصويرية، ولكننا نجد تلك الموسيقى في بعض الأعمال لا تكون حاضرةً وفاعلة بالواقع الذي تفرضه الاحداث ولا تعبر عن روح العمل والمشهد، و بعضها من وجهة نظرنا القاصرة لا تمثل إلا ما تمثله المؤثرات الصوتية التي لا بد من وجودها كنمطٍ معتاد، بل ان بعضها يشوش ويشوه المقصود اصالةً من وجودها ويخلق حالة من الاستفزاز والاشمئزاز لدى المتلقي والمتابع، 
فيتعامل الفيلم مع الموسيقى التصويرية التي لا تكون بالضرورة تنتمي الى الابداع الذي تتضمنه الصورة المتحركة ، فتقدم إلى المشاهد من وجهة نظر سينمائية متعارف عليها . فالموسيقى التصويرية من وجه نظرهم تكون مستقلة عن الفيلم وكل ما تؤديه أنها تحيط بالفيلم السينمائي كخلفية للصورة المتحركة على حد التعبير ، دون أي ارتباط بالمضمون والاطار العام للصورة المتحركة . 
إن التطور المشهود والملحوظ في الفيلم السينمائي والدراما التلفزيونية على وجه الخصوص يتطلب " تعددية الموسيقى التصويرية " والمراد منها التغير الموازي لمضمون المَشاهد ، فإن التغير في احداث الفيلم السينمائي يتطلب تغيراً مرافقاً له بالموسيقى التصويرية أي أن المراد من الموسيقى التصويرية أن تكون لها الميزة او المقدرة على التصور وتكون مرافقاً جيداً للحوار والاحداث .
والمتدبر في موسيقى مسلسل (رأفت الهجان) ، بحواس وذائقة سليمة نجد أنها قد استطاعت ان تصور الاحساس الذي تمناه المخرج والمؤلف والمتلقي بأعلى درجاته، ولعلها استطاعت ان تتفوق على اداء الممثلين وتعبيراتهم الحركية بل حتى على السيناريو والحوار نفسه، فالحزن والغضب والانفعال والمشاعر الاخرى التي تخللها المسلسل تتجسد بزخم كبير في الموسيقى اكثر منها في التمثيل، لقد استطاع المؤلف الموسيقي عمار الشريعي ان يعوض عن الكثير من العناصر واللغة المرئية.
يرتبط الفيلم السينمائي بين ما هو مرئي وبين عناصر الموسيقى التصويرية بخاصية التصور ،فإن كل ما يعرضه الفيلم السينمائي او الدراما التلفزيونية لا يحظى بالقدر نفسه الذي تحظى به العناصر الأساسية ، فأغلب عناصر الفيلم تأخذ دوراً ثانوياً في الحدث . على العكس من الموسيقى فإن دورها هو أساس في الفيلم السينمائي وإن اخطأ المخرج في توظيفها  من الممكن ان تؤدي ادواراً فلسفية تتخطى بعد المشهد نفسه ، اما الموسيقى التصويرية لتلك الدراما التلفزيونية  ، فإنها محاولة للاستغناء والتعويض عن حاسة البصر التي فقدها المؤلف الموسيقي وهي حالة امتزاج روحي مع معطيات الاحداث، نجحت في الدمج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية لتنتج تركيبة مثالية موافقة للبيئة التي تعيشها احداث المسلسل، فإسرائيل تمثل حالة بين الشرق والغرب، ولم تتكئ تلك الموسيقى الهائلة على المشاعر العربية والقومية لتلك المرحلة لتلقى القبول فتُأثر في وجدان المجتمع ، فهي وما تزال من حيث ذاتها دفقاً موسيقياً جامحاً وجائحاً للنفس البشرية بمجساتها السليمة والمتزنة، انها تأخذنا ببساطها السحري إلى فضاءات الدهشة والذهول، تتخلل فينا الى مسافات لم نكن نشعر بعمقها، تؤثث الرغبة بالصمت والصراخ، والوقت بالذة والسرور، ولو كان الوقت يمنحنا فرصة للعودة إلى زمن المؤلف لاقترحنا عليه ان يعيد نشأتها ليصنع منها سنفونية خالدة تضاف إلى قائمة السنفونيات العالمية.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي