loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

خصائص الخطاب الشعري عند خليل الحاج فيصل

breakLine

 

 

 

د. خالد حوير الشمس ||  ناقد وأكاديمي

 

 

 خليل شاعر لا يحبذ الظهور في الفضاء الأدبي، له مشاركات في المطارحات الشعرية، والمسابقات على مستوى الوطن، وخارجه ولاسيما في جائزة كتاراالشعرية. سأتحدث عن السمات التي انفرد بها عن جيله الشعري.

- أتحدث عن التجييل الشعري، فالسؤال المهم إلى أي جيل ينتمي خليل الحاج فيصل؟ كلما اختفت جدلية التجييل الشعري، يعود بعض النقد ليحييها؛ لأنها مهمة، تسهم في مقارنة الشاعر بأقرانه، حتى قيل عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه، هذا فضلا عن أن الساحة العراقية لا يليق بها غياب الأجيال لانها بيئة شعر، وقد يتحقق التجييل على أساس الزمن والعمر، فلكل عشر سنوات جيل، وعلى أساس الشكل الشعري، والسمات الفنية التي يلتقي بها عدد من الشعراء، بدأت قصة الأجيال الشعرية في الاربعينيات تقريبا، مع جيل الرواد لقصيدة التفعيلة، والباعث عليه هو وحدة صراع الأضداد بين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة، واستمرت قضية التجييل الى نهاية الالفية الثانية، حتى مطلع العشرة الأولى منها، حيث بدأت الكتابة عما كان محظورا، بعد سقوط السلطة العاتية التي كانت تمنع الكتابة عن المسار الديني،فأسهمت الظروف السياسية والاجتماعية في العراق على إنتاج أجيال شعرية في كل عشر سنوات، هكذا يتم تنميطها:

1- الجيل الأول: جيل الرواد في الاربعينيات، وهم السياب، ونازك، وبلند، والبياتي.

2-الجيل الثاني: جيل القصيدة الستينية الذي رفض التجريب، واتهم الجيل السابق بالجمود، والافراطبالرومانسية، ودعا الى توظيف تعبيري مختلف،يمزج الأجناس الأدبية كلها، ويفيد من الشعر الأوربي، ولاسيما الشعر السريالي، والرمزي،والدادي، والمستقبلي، مع الاقتران بالمنزع الفلسفي،وأهم شعرائها جماعة كركوك، وهم سركون بولص،وفاضل العزاوي، ومعهم فوزي كريم، وحسب الشيخ جعفر، وموفق محمد، وغيرهم ممن يحمل التجربة الفردية والتمرد عن الواقع، والخصام مع المجتمع.

3- الجيل الثالث جيل الشعر في السبعينيات، الذي حاول أن يتصالح مع الواقع، ومن أهم شعراء السبعينيات خزعل الماجدي، وكمال سبتي، وشاكر لعيبي، وأديب كمال الدين، وكاظم جهاد، 

4- الجيل الرابع جيل الشعر الحربي في الثمانينات، الذي أصبح الشاعر فيه أسيرا للسلطة،فعاد الى التجربة الفنية العالية، بصورة العمود،وصورة النثر التي ارتكزت على الشعر الفرنسي في بعض الأحيان، ومن اولئك الشعراء، نصيف الناصري، وعبد الأمير جرجيس، وكريم شغيدل،ومنذر عبد الحر، وكاظم الفياض، وعدنان الصائغ وآخرون، وقد امتد هذا الجيل في هيمنته على مدة التسعينيات، مع ميله نحو طابع الترميز، ورفض الحروب.

5- الجيل الخامس جيل التسعينيات، جيل قصيدة الشعر عند نوفل أبو رغيف، وعارف الساعدي،وحسين القاصد، الذي يدل الاصطلاح عندهم أن القصيدة عندهم للشعر وليس للنثر، فساروا بجنب قصيدة النثر، فمزجت قصيدة الشعر بين الشكل العمودي والشكل الحداثي للقصيدة، وأفرز شكلين شعريين قصيدة الشعر، وقصيدة النثر.

6-ثم الجيل السادس، الجيل العائم بعد 2003، الذي لم يعتد بالتجييل، وبدأ يكتب الشاعر العمودي،والتفعيلة في آن واحد، مناديا بقيم الحياة، والتنفس للحرية، وأخذ يكتبه شعراء العراق كلهم، يدخل فيه الشباب جميعا.

 إذا أردت أن أضع خليلا في جيل من هذه الأجيال الستة، سأضعه في الجيل الخامس التسعيني،بمعنى أنه تابع لهذا الجيل، ومعتد بتكوينه الشعري مع أنه برز، وطبع، ونشر في سنة 2010 مسيحية،وسأسوق الأدلة اللآتية:

- يكتب القصيدة بالطريقة التي كتب بها حسين القاصد حينما لم يعتد بطريقة الشطرين،وبطريقة قصيدة النثر، فكتب قصيدة الشعر،ووزع الشطرين على ثلاثة أشطر أو أربعة، فقد قال القاصد في قصيدته حكاية طفل عراقي:

كنستك أمك فاحتواك الشارعُ

وعلى عيونك بسمةٌ ومدامعُ

وتلقفتك يد الرصيف

برحمةٍ أمٍ

لأن المهملات منافع

يامهملا حد الفناء الاترى

ان الحياة مع الحياة تخادع

............

أفيسألونك ...

هل تصلي في قيامتهم

وانت قيامةٌ تتدافع

كنستك أمك كان بيتك فارغا

وغدا بموتك فيه ضيقٌ شاسع

نت الركام وهم حداثة كذبةٍ

والوقت في وهمِ الحقيقة قانعُ

الموت يصلح للكبار

وانت طفلٌ، كيف فزتَ وكلهم يتصارع

ماذا جرى لك كي تموت

وانت في مرح الطفولة ـ للإله ـ ودائع

فهل اصطحبت دمى صباك ؟ وهل أتى

أصحابك الـ (يدرون) انك شائع

هل تدري أنك في العراق ؟ وهل ترى

أحدا سواك له الدمار بضائع.

  وقد يكون ثمة اعتراض ربما وتبرير، من قبل حسين القاصد، ويتنصل عن انتمائه لقصيدة الشعر، بوصفها نبعت من عباءة السلطة كما يقول، بحجة صدور مجلة أشرعة بكلفة مالية عالية أيام القحط، وبفعل وجود بعض الشخصيات المحسوبة على السلطة، فقد انطفأت فيما بعد جذوة قصيدة الشعر، وتفرق المؤسسون، والمصدرون للبيان.

- إنه يكتب بالأسلوب نفسه، القائم على التغريب،والتأويل، والإيحاء، وتقديم الأسئلة، حتى يعود بنا على مواصفات القصيدة القديمة الجاهلية ربما.

- يعول على البناء السردي، كما عولت قصيدة الشعر عليه، كما هو معروف تتعالق البنيتان الشعرية، والسردية، إذ يستدعي الشاعر الوصف، والشخصيات، والزمان، والمكان في 
أبياته، ويحاول حبكها حبكا مناسبا لجهة الموضوع الذي يشتغل عليه في خطابه الشعري،فقد برع في توصيف الوطن في قصيدته (تجاعيد على وجه الأرض)، فقد يسرد لنا وجع الوطن، (على وطن قد ضاع في الأرض ثاره)،وموت صغاره، توضأ بالموت العتيق صغاره، ثم تطوع أهله جنودا أوفياء، (رجالا كسا وجه التراب وجوههم فساقوا جنوب النهر حيث انحداره)، وقد العراق شخصية السرد الذي دار حوله الشعر. وقد حضر الإمام علي شخصية أخرى في الديوان، وبات يسرد خصاله بلغة عالية، أنت وشاح، أنت عطف يدق، سيف في الكفاح. 

   مما يذكر أن خليلا يكتب الشعر الديني، الذي بدأ ينشط بعد 2006 مسيحية بفعل دوافع مادية،وإعلامية، وخطابية، وآيديولوجية، وتحديدا شعر أهل البيت عليهم، فصرنا أمام مسار شعري تُشرف عليه المؤسسات الدينية، فتقيم المهرجانات، والمسابقات،وبدأ ينضم إليه الآن حازم رشك، ومهدي النهيري،وخليل الحاج فيصل،، ونوفل الحمداني، وعادل الصويري، وحيدر خشان، وآخرون يكثفون حضورهم في مسابقات الجود، والمكتبة الأدبية المختصة.

  مما يجعلني أحكم على أنه يكتب الشعر الديني،والوطني أنه خليل تولد 1975 مسيحية، بدأ يكتب الشعر، أو بزغ شعره في العشرة الأولى من الألفية الثانية، كتب الشعر الحديث، ويمكن ببساطة تصنيفه أنه شاعر ديني، أو شاعر مختص بأهل البيت، فقد كتب قصائد كثرَ لأهل البيت عليهم السلام، حتى اختص في ذلك، فكتب قصيدة (نور الله) للنبي محمد ص، و(معناه يشيِّد الصبر) وهي للإمام الحسن ع، و(ترتيلة الجرح) الى سيدة النساء ع، ثم نشر ديوانا وطنيا بعنوان مرثية الوطن المهدور.

  يمكن أن أطلق على شعره (الشعر المحوري)، أو ذو الموضوع الواحد، ومن هذا النوع ديوانه (مرثية الوطن المهدور) المطبوع في مطبعة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق سنة 2021مسيحية؛ إذ يهيمن الوطن على قصائده كلها.

  هكذا حرص خليل على أن يقدم الجانب الذي يستحق أن يُرثى (الوطن المسلوب)، وهذا يبرر بكونه احتكم لعنوان الديوان (مرثية الوطن)، فربما في المستقبل يقدم لنا صورة مشرقة أخرى عن الوطن،تسجل الجانب التفائلي، والتقدمي الذي ينماز بهاالوطن العراق. فألح على ما يدل على التوتر، والقلق،والنفس المتعَبة، بوصفه جنوبيا، مقصيا، يعاني ويلات السلطات القبل والمابعد.

  وللتدليل على هذا الرأي خذ عنوانات قصائده:نقش على خشبة دعبل الخزاعي بن علي، صرخات فوق جثمان العيد، قابيل على صفحات الدم(للأخوة المهدورة منذ الأزل)، مرثية الوطن المهدور، وهكذا، ولو أخضعنا ما قيل للمنهج النفسي في النقد، لتفسيره،وتحليله، لرجع ذلك إلى ذات الأديب، ولصرامة المواقف التعيسة التي مر بها البلد من ويلات،وحروب، وخذلان من أهله، ومن جيرانه، ومن البلدان الإسلامة، وإن اللاوعي هو الذي تحكم في صياغة نصوص الوطن عند خليل، فضلا عن فهمنا أن الشاعر يمتلك إحساسا عاليا، وعاطفة عالية،وإنفعالي، أملت عليه التجربة التي يمتلكها، والمحيط الذي يعيشه نسقا شعريا وطنيا، بعيدا عن نسق شعري آخر، ننتظره ربما، فننتظر أن يكون له موقف من المرأة، والغزل، والآخر، والمكان، والعقيدة،والطبيعة، وهكذا، حتى نلج قاموسا جديدا من قاموس الشاعر الذي اقتصر على مفردات،وصياغات تدل على قلق، وتوتر، وحرص على الوطن المهدور، ومن تلك المفردات: (جرَعوني، تُذبح، نباع ونشترى، جراح، جرُح)، ومن تلك الصياغات: (متكئ على صبري، صبرت في كأس دهري، سُقيتُ ظمأ الأيام واندلقوا، قدوا قميصي على مرآهُ واستبقوا،وحدي جليسي).

- وعن سمة الذاتية، لم يحرص خليل البعد الذاتيفي نصه أو ديوانه هذا، الذي أراد أن يصنع من نفسه شاعرا ليس ذاتيا إلا في قصيدة واحدة في ديوانه مرثية الوطن المهدور، وهي قصيدة (بطاقة تعريف)، ولم تكن ذاتية بامتياز، بل شاع فيها تماهي الشاعر بالوطن أيضا:

أنا سليل دوحة الإحساسِ بالعدمْ

أسمعُ

ما لا يسمع الجميعْ

وأبصر الحياة في عوالم السكونْ

أنر بالتريخْ

أمر بالحوادث الملقاة في أزقة السنين

أعاشر الزمانْ

أصحبه في رحلة العصورْ

......

وإنها تأملات شاعرٍ مجنونْ

لكنها حقيقةٌ

معروفة منذ القدمْ

حقيقة الإحساس بالعدمْ.

-يلجأ الشاعر إلى تقنية الغموض غير المبالغ به،وهذا أمر احتمالي حسَن في نظر النقد، إذ يحاول أن تكون قصيدته معماة نوعا ما، فقد يجعل الذاكرة التأويلية فعالة بتحديد المحال إليه، أو عليه في النص الشعري عنده.

  ويضع بعض الاسترتيجيات لإزاحة ذلك الغموض،ومنها استرتيجية التداخل بين العنوان والقصيدة، إذ بعض القصائد لو جردناها من العنوان، يصعب رصد المعنيَّ بها، فلم يتم التحديد هل هي ذاتية أو تخص الوطن، فقليلا ما يوجِدُ قرينة في قصيدته (مرثية الوطن المهدور) تدل على الوطن غير العنوان،وهذا ما يوجِدُ تعالقا بين النص والعنوان، فيكون العنوان حاملا وظيفة الإبلاغ، والتوازي، والإكمال، إذ تحيل بقية الإحالات بالكاف داخل النص على مفردة الوطن في العنوان فيقول:

بعينيكَ

كم دمعةٍ..تُجلَدُ

وكم بابِ عشقٍ

بها يوصدُ

وكم تقتفيك خيولُ الظلامِ

كأن سروج الدجى

سؤددُ

وكذا الإحالة بالنداء أيضا، حينما يقول في بيته الثالث من القصيدة: 

فيا قادما من أقاصي الجنون

رويدا

فعقباك.. لا تحسدُ

أو الإحالة بالضمير أنت في بيته الخامس عشر: 

وأنت سماءٌ

طواكَ الرحيلُ

وليلٌ

على ناره يحسدُ.

  وقد يستعمل استراتيجية أخرى غير تقنية العنوان،وهي تقنية التصدير، أي تصدير القصيدة مع العنوان بعبارات شارحة، ومبينة، ومفصَّلة، ومنه ما ورد في قصيدته (خطى في مهب الشوك)، ويضع عتبة أخرى هي : (لوطني لسبعة الاف عام بلا جدوى).

  ثم عنده الاستراتيجية الثالثة هي تقنية الإلحاق،الكائنة في آخر بيت من القصيدة، ليدلل على موضوعها، فيضع لنا بيتا في هذه قصيدته (خطى في مهب الشوك)، نفسها يقول فيه: 

فمتى يُكتَبُ العراقُ

نبيًّا أسمرًا

في يديهِ رايةُ نصرِه

-يتسم شعره بالتفاعلية، التي يفقدها غالب الشعراء،وهي سمة الشعر والشاعر الناجح، وكانت عبر بعض الخطوات وأولها في شعر خليل، طريقة الرسم الشعري، والتوزيع الكتابي، ليكون اداؤه مكللابالنجاح عند المتلقي، فقد يخال إلى المتلقي مخالفة الشعر العمودي، وفي واقع الحال لم يخرج عن الوزن الشعري أو عن طبيعة الشعر العمودي سوى خروجه عن الطريقة النظامية في توزيع الكلمات إذ اعتداتالقصيدة على العمودية على الشطرين، فيجعل خليل من بيته العمودي اربعة أشطر، مثال ذلك:

وأنت سماء

طواك الرحيل

وليل

على ناره يحسد.

  ثم ثاني الخطوات التفاعلية تشكيل الكلمات،والعناية بحركاتها الداخلية والخارجية، ليشعر المتلقي بسلاسة التعبير، وهذا يسري على الديوان كله.

  ثم ثالث الخطوات طريقة إخراج الديوان إخراجا سلسا، إذ تحتوي الصحيفة الواحدة ثلاثة أبيات أو أربعة، فكان الشاعر متعاونا مع المتلقي تعاونا واضحا؛ يسعى من طريقه للحفاظ على بوتقة التلقي وسط الإفلات من القراءة في العصر الحديث،والهوس الثقافي. 

-سمة الخيال الوارف، حتى أجد أغلب قصائده خيالية في هذا الديوان، وأحد أدوات الخيال اعتماده على الرمزية، إذ يحيل الدال على مدلول يوافق سياق القصيدة، الذي يحتاج إلى تأمل لكي نفهمه، فترمز (الظبى) إلى العرب المتخلين عن العراق، وإلى الأخطار المدقفة به في قصيدة (تجاعيد على وجه الأرض)، فيقول فيها:

على وطن

قد ضاع في الأرض

ثارُه

توضأ بالموتِ العتيقِ

صغارُه

إذا مره يوما نبيٌ

تقاسمت دماه الظبى

ظلما...

وقُدَّ اسمراره.

  فيعكس شعره الحالة النفسية المتوترة جراء الأحداث الملمة بالوطن، ولاسيما حالة المصادرة،والاستسهال للتضحية بوطن يشبه العراق، وقد يخال إلي أنه يشير الى الموت الذي يلاقيه من دول الجوار،والعداوات التي يلاقيها منه، فرمز لهم بالظبي،بوصفه جشعا في طوله، ووزنه، إذ يكون نهما في غذائه، وليس اشارة منه إلى ذم آخر في الظباء؛ إذ الظباء دلالتها الحماسة، والشجاعة.

  فدخل شعره في حيز الإنعكاس الواقعي، المحيط به، ومن ذلك ما يحيط بموضوع الوطن الذي يردى محورا او متوالية في ديوانه مرثية الوطن المهدور، فقد صور باختصار خسارات الوطن في أحد الأبيات:

كل الخسارات

ما زالت تمر به

ومن ركام خطاياه تشيِّدُهُ

 ويستمر في تسجيل تلك الأحداث التي أحاطت بالوطن العراق، ومنها البعثرة الوطنية التي تقابل مفهوم الوحدة الوطنية:

كل الفضاءات

تدري أنه وطنٌ مبعثر

خانه طيف يوحدُه.

-لغة الشاعر، لغة شعرية عالية، لا تفهم إلا في سياقها الشعري، مع أنها قريبة من المتلقي، ولكنها لها توظيف سياقي، وتنماز بالرقة، والعذوبة، ومنها مثلا مفردة، الندى، يفوح، هب، هذا فضلا عن اعتماده على الصياغات الجملية الخبرية التي تتناسب مع حيثية الوطن الذي يراه شامخا، فيقرر أنه قلب:

أيها المبتلى 

بأنك قلبٌ..!

وبعرف الصياد

تفنى الطيور.  

 وقد جاءت لغته استعارية، ليصنع صورة شعرية مصدرها الطبيعة في قصيدته (آخر المعلقين)،بأسلوب شرطي:

حين تدعى

إلى السيوف نحورُ

وتضيع القبورُ

والمقبورُ

يتناهى لسمعِ ليلكَ

فجرٌ متعبٌ

من صلاته يستجيرُ

  فاستعار التعب لوقت الفجر وحقيقة التعب للإنسان،ولكنه وضعه استعارة تصرفا منه، وتجوزا، فكانت استعارة تبعية بحسب اللفظ (متعب) مشتقا اسم مفعول، وكانت مرشحة بحسب صفة بعض طرفيها،فقد ذكر الطرف الأول وهو الفجر.

  وقد انماز التكرار لديه بطابع التداخل، بين البيت والبيت، فيأتي تكراره للمفردات في بيت تلو البيت،وبأنماط متعددة منها: تكرار الفعل، فقد كرر الفعل زال ثلاث مرة في قصيدته (ما تجهله الرياح):

مازلتَ

ريح الأقحوانِ

وما يزال يغار من أنفاسكَ

القداحُ

ما زلتَ مذبوحَ الدواةِ

ومن دماك الحبرُ يسيلُ

والمدى إفصاحُ

ما زالَ خمُّك ياعليُّ يقولها:

المجدُ مجدكَ أقبلوا أم راحو.

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي