loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

دراسة نقدية في قصيدة زمن توسّده المرارة للشاعر قاسم العابدي

breakLine
2021-09-07

 


سيف السعدي - كاتب عراقي

ربما يجدُ العراقي نفسه بين اعترافات واعتراضات وتصريحات هذا النص وليس الناص وحده ..

ذلك الانسان الذي قد لاقى ما لا يخفى على العراقي نفسه من سنين عجاف ووأد للامنيات وفقد للأحبة وخذلان..حتى أن كثيرا من العراقيين يرون انفسهم أنبياء - ان لم أبالغ - لما قد لاقوه من تمحيص و اختبارات وزلازل في حياتاتهم...ولا ملامة ولا عتب على ما يظنون..

ونشوء النص مبني على باعث زمني حاضر مدعوم بمحفز زمني ماضي تام الوتيرة الزمنية بمتوقع زمني آت - بزعم الناص -...

دليل ذلك، قد ابتدر الناص بالباعث الزمني الآني لنشوء النص ب:
تطلبني المنايا/تجرحني المُدى..
وسبب اللجوء للبوح هو ( بلا جدواي ) أي تمرد الناص / الشاعر على ما ليس له سلطة عليه في الزمكانية والحدث.

وافق الباعث الحاضر / الآني مهيجات الماضي من ذات الحيف الواقع بالناص والمتصلة بالحاضر  ( سعاداتي هوامش قد تلاشت )..
ثم يعزي الناص نفسه بالعقلانية الواقعية والتراجيديا بنوع من التمجيد بذات الوقت بقوله ( أنا رمزُ الفناء ) متعضا من رحلة أنكيدو وجلجامش.

ثم يتطلع الناص إلى ما هو آت بناء على الماضي والحاضر له ويقفز بتعبيرين زمنيين للمستقبل ( ستطحنني محطات الليالي......سأرتشفُ الرحيلُ....)....ثم يعود للآنية الباعثة للنص :  (توسدتُ الهموم....تبعثرت الحياة...)..
ثم يعود إلى المستقبل ب ( سيصبح في سديم العمر / سأهدم قوس نصري ).....الخ الزمنيات الباعثة/الإحتراقية لمضي قطار النص......

ربما يجد العابدي في ملاحظاتي هذه غرابة، ولكن لكل قارئ رؤية، وقد رأيت الناص وهو يخلق من ظلامات ماضيه وحاضره ومستقبله سراجا يضيء عتمة الروح وثورة ضد الخوف والأمل الكاذب أو الأمل الذي يعيش على عسى أن........ والمصائب والمصاعب ذاتها، وقد أثرت في ذاتي مهارته وعرامته الشعرية وهي تنقل الحقيقة/المعاناة الى صورة الفن/النص  بكل بساطة ونقاوة ومصداقية.

فلم اجد في رسالته هذه من زيف ولا من حشو، فكان نصه وجدانيا آنيا فيه روح مبدع وثورة لا تقبل بالذي يحدث لها ولا تخاف ولكنها تستلم ( وأنصبُ فوق أشواك عزايا....افنى قبل تطبيق الوصايا..)...وأنا ضد هذا الاستسلام واخالفه جدا.

من هنا نجد أن العابدي هو شاعر وطن ومجتمع وحياة يومية يقاسيها الانسان العراقي/ الأب / الشاعر / العاشق/ الإبن / الصديق والأخ....الخ....وهو ينجح في أغلب الأحايين في اشتغالاته على الصورة بمهارة فائقة ويبهرنا في شجاعة مواضيع نصوصه التي هي ماركة مسجلة بأسمه نهنئه عليها ونتوقع من روحه الشاعرة الثائرة أن تتطلع إلى ( إن مع العسر يسرا ) و ( إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين )...!!!
وندعوه راجين ألا يتوقف عن الإبداع وملاحقة أمنياته.

                        سيف السعدي


بلا جدوايَ تطلبُني المنايا
وتجرحُني المُدى قبلَ 
الخَطايا
سعاداتي هوامِشُ قدْ تلاشَتْ
لتُغويَني على المَتنِ 
البَلايا
أنا رمزُ الفَناءِ وأدْتُ روحِي
على سطرٍ تستَّرَ منْ 
بقايا
ستطحنُني محطّاتُ الليالي
بجُرحٍ صارَ ينزِفُ في 
خُطايا
سأرتَشفُ الرّحيلَ وكنتُ دوماً
بنارِ الفَقدِ تُلقينِي 
أنايا
تَوَسَّدْتُ الهمومَ فمَنْ مَلاذِي 
وشمسُ العمرِ تحجُبُها 
الرّزايا
تبعثَرَتِ الحياةُ على سرابٍ
سيصبحُ في سديمِ العمرِ 
نايا
سأهدمُ قوسَ نصْرِي ثُمَّ أمشِي
إلى الخِذلانِ يُغويني 
عَمايا
أعودُ ولا أعودُ كأنَّ ذاتِي
على الأيّامِ يغسلُها 
أسايا
ستجهَشُ في سنيِّ القيظِ أرضي
وأنصبُ فوقَ أشواكٍ 
عَزايا
أذوقُ مرارةً وأفوحُ صبراً
وأفنى قبلَ تطبيقِ 
الوَصايا
فما عادَتْ بذاكرةِ الأمانِي
أكفٌّ قدْ تُشيرُ إلى 
مُنايا.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي