loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

سيلاوي ،الإغماء و سيل الدموع

breakLine
2022-06-26

 

عامر الطيب/ شاعر عراقي

 

 

أحيا الفنان الأردني حسام السيلاوي في دمشق أولى حفلاته في سوريا ،الحفلة التي لاقت تفاعلاً وصل حتى حالات الإغماء من جمهوره الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة و العشرين .
قبل و عقب الحفلة دار جدل قديمٌ، يدور كلّ مرة و هو ينطلق من مقارنة ما يقدمه السيلاوي و رمضان و حسن شاكوش و سيف نبيل بما قدمه عبد الحليم حافظ و فيروز و جورج وسوف و كاظم الساهر و غيرهم من المطربين الأساطين في تاريخ الغناء العربي .
المشكلة برأيي مشكلةُ مصطلحات وهي المشكلة التي انطلقت منذ بداية ظهور قصيدة النثر إذ راحت جماعةٌ كلاسيكية من قراء و شعراء و نقاد تقارن بين تلك الكتابة السلسة و المنفلتة بالقصائد العصماء التي تثير الحماس لدى سامعيها و قرائها و لو استطعنا منذ البداية ابتكار مصطلح لقصيدة النثر و سميناها مثلا القطعة النثرية لما اختلف معنا الكلاكسيون ،أن جوهر اعتراضهم إذن هو مفردة قصيدة و شعر تلك التي يجدونها محددة بشكل و بناء مألوف و ما خالف ذلك فليس شعراً.
لدى السمّعية العرب مفهوم مألوف عن الأغنية بأنها تلك التي تعتمد على اللحن الشجيّ و الكلمات المنظومة و الصوت الذي يطربهم، أي يجعلهم يتمايلون طرباً و يتأوهون معه .
و ضمن ذلك النسق فإن ما يقدمه سيلاوي و رفاقه لا يمكن أن يسمى أغنيات أنها طقطوقات، صفقات، مقطوعات، ترقيصات، سيلاويات،سمها ما شئتَ حتى أن الشاب سيلاوي نفسه لا يعتبر نفسه مطرباً ،أنه يكتب و يلحن و هي إجابة على نبرة اللفتة التي يقولها فرناندو بيسو:
"لستُ شاعراً بل كاتب كلمات".
يرى سيلاوي أن نجاحه يعتمد على صدقه فالألحان و الكلمات التي قدمها على حد تعبيره انطلقت من مواقف حقيقية وهو محق فقد نجح لأنه عبر عن مزاجه وهو مزاج الغالب من هذا الجيل، جيل ما عاد يتحمل سماع أغنية تحمل صوراً شعرية و حكماً بالغة و التفاتات. 
صحيح أن ما يقدمه سيلاوي وما نكتبه من قصائد النثر مع الفارق قد تطور من القصيدة الموزونة و الأغنية الراكزة نفسها لكنه لا ينتمي لها تماماً ، أن علاقتهما تشبه علاقة الابن المهندس الزراعي بأبيه المزارع مثلاً. 
في المحصلةِ هل ينبغي أن نواجه هذه الموجة من الفنون و نقمعها ؟ لا أرى في ذلك غيرة على الفن بل تعجرف، المجال متاح للجميع سماعاً و إبداعاً و إن كنت شخصياً أتلذذ بسماع الطرب القديم الذي تربيتُ عليه فلا أجد حرجاً في سما أشياء مثل الأشياء التي يقدمها سيلاوي في بعض الأحيان و لا أجد مبرراً في الهجوم عليه وعلى غيره .
يقول سيلاوي في إحدى سيلاوياته:-
بس عشانك بنزّل النجوم
بنزلك سما،
حاملك الغيوم
ماسك كفك أنا ،
و بعتمة هالليل 
كوني أنت السنا ..

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي