loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

صعلوك الحانة القديمة

breakLine
2021-01-02

صعلوك الحانة القديمة

عبد الأمير الحصيري

منتظر ماجد / كاتب عراقي

 

ولد الحصيري في النجف ومات في فندق الكوخ الشعبي في بغداد 
صعلوك الشعر العراقي بل يرى نفسه زعيمهم الحصيري تجربة شعرية متفردة احد اصوات الشعر المهمة 
البدايات كما يقول رامبوا مخجلة دائمًا 
قصائد بسيطة ليس لها علاقة بتجربة في بغداد 
التي عرفت طوال تاريخها الكثير من الشعراء.
لم تعرف احداً مثل الحصيري يكرس حياته للشعر والخمر والتشرد مدمن الحانات الرخيصة والمقاهي القديمة مذ دخل المدينة.
ولم يكن في الشعراء المعاصرين مثل حسين مردان  يماثل عبد الامير الحصيري في سلوكه وشعره، فقد مارس مردان التشرد، ولكنه انقلب الى صورة منضبطة عندما اتيح  ان  يحصل على فرصة عمل، كان يطمح ان يمتلك داراً، وان يتزوج وينجب اطفالا  مثل غالبية الناس.
تغنا بالخمر في اغلب قصائدة 
حتى بات يضن البعض ان الحصيري كان يقلد ابا  نؤاس  في الشعر والسلوك، وهذا غير صحيح، فقد كان مفترضا ان يستلهمه بعمق لما بينهما من تشابه الحانة،  ولكن هذا الشاعر ظل رمزاً خمرياً، يذكره الحصيري في قصائده الخمرية دون احالات  من تأثر واستيعاب وهو يمر كسواه من الشعراء في معلقة بغداد مثلا ولا نكاد نميزه عن سواه من الشعراء والمفكرين.
كان مهتم باشعار المتنبي والجواهري 
ولكن الحصيري مختلف كثيرا عن المتنبي والجواهري، فالمتنبي كان يهتم بالبعد الاخلاقي والسياسي والفلسفي في شعره، والحصيري يهتم بالصورة الشعرية، يحشد الصور الذهنية والحسية في شعره، ولم يكن ذلك من الخصائص البارزة في شعر المتنبي، كما ان الحصيري مختلف بقاموسه الشعري عن المتنبي، والاختلاف واسع على صعيد السلوك، فقد عرف المتنبي بعلاقاته مع الملوك والامراء وبمدحه لهم، ولكن الحصيري عرف بعلاقته مع مختلف الشرائح والفئات ومع الذين يشاركونه الجلوس في المقاهي والحانات. وليس بالضرورة ان يكون الحصيري نسخة من المتنبي، او يكون تلميذه  في الشعر، ولكن قصائد الحصيري لا تحمل اذا اقترنا الكثير من شعر المتنبي، وهي رغم طابعها العمودي اقرب الى اللغة الحديثة منها الى قاموس المتنبي، وقد يلتقي الحصيري والمتنبي في الاعتداد بالذات والزهو بالقول الشعري
كان معرضا الى فقدان قصــــــــــــائده نتيجة استغراقه  في الشراب، ونومه على الارصفة والحدائق ونتيجة بيع قصــــــــائده لمدعي كتابة وانشاد الشعر.
يذكر سعدي يوسف الصديق المقرب للحصيري
وجده اكثر من مره في باب اتحاد الأدباء مرمي وقد أدمى وجهه رفاقه في أتحاد الأدباء ضربًا 
اخذه معي في السيارة الى البيت ابدل ملابسه ،بعد الحمام، جيوبه ملأى بالقصائد كنت أحتفظ بقصائده اهديته مكينة حلاقة جيدة لكنه بعد اقل من شهر باعها بنصف دينار فعاد وجه البهي الى سيماء الصعاليك.
كان يبيع قصائده مقابل قنينة عرق او مقابل وجبة فطور في شارع الرشيد او يكتب رسائل الى العشاق مقابل الشاي.
فقد اصدر بعمره القصير احد عشر ديوانا 
منها معلقة بغداد، ازهار الدماء، سبات النار ، انا الشريد، مذاكرات عروة ابن الورد ، تموز يبتكر الشمس 
لكنه واصل بإصرار سياسة الصعلكة في الحياة والشعر رافضا قواعد النظام التي انصاع إليها مردان وبقي متمردا . إن عملية الصعلكة كانت بالنسبة له موقفا وسلوكا، ومن خلالها يفتخر بانتمائه لسلالة عروة بن الورد في جوانب كثيرة كالغرور والاعتداد بالنفس وغيرها
ادمانه النوم في الحدائق والساحات والأرصفة جعل اغلب النقاد يتجاهلونه الا أنه مثقف كبير أدمن القراءة والبحث منذ صغره كما أدمن الخمرة.
اشتغل في الصحافة عمل محررًا لجريدة المواطن ومن ثم في القسم الثقافي لمجلة العمال ومن ثمه مصححا في دار الاذاعة والتلفزيون 
الا انه سرعان ما غادر هذه الحياة والتزم المقاهي في بغداد لكتابة الشعر ولقاءاته مع الأدباء.
قصر عمره مع طاقة شعرية كبير توفي بعمر يناهز ٣٨ عامًا 
سكيراً، لن يعرف للصحو زماناً ومكاناً.
وقد صرح العديد من المرات  بانه شاعر الكرة الارضية والعالم من القطب الى القطب وانه المتفوق في الشعر على كل شعراء العالم في جميع اللغات والثقافات.
عاش حياة عابثـــــــة، وسكر متواصل، ورحلات  يوميــــة بين شارع الرشيد وشارع  ابي نؤاس.
ولقد اضاع الكثير وخسر الكثير بسبب هذا، خسر حياته  ولم يعط للشعر ما يستحق من فرص وإمكانات للتعبير عن موهبته 
ولعله كان المسؤول عن موته المبكر، وعن تعرضه للاهمال والنسيان في حياته وبعد رحيله.

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي