loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

عصا الفيلسوف فرانسيس فوكوياما الليبرالية..

breakLine
2021-10-24

 

 

عقيل منقوش  || كاتب عراقي

 

تقرأ الحكومات  الغربية أفكار الفيلسوف هيغل وصولا لأفكار الفيلسوف الأخير الأمريكي ذي الإصول اليابانية فرانسيس فوكوياما صاحب مصطلح " 
"نهاية التأريخ" وينفذون بهدوء وصبر ما يدعوا له هؤلاء الفلاسفة الليبراليون عبر إستلاب مواطينهم بالعمل ودفع الضرائب،  لكن أحيانا يدخل التنفيذ في شكل حروب همجية تتنافى و طبيعة التغير  السلمي الحتمي حينما يتعلق بغير الغربيين  ، تشن هذه الحروب من قبل الغرب لإستعراض قوته الجبارة خلافا لإسس التغير الليبرالي   الذي يجب أن  يحدث حسب الرؤية الفلسفية لفرانسيس فوكوياما  عبر تحقيق المساواة بين البشر والعدل والحريات الشخصية الفكرية وحرية الإقتصاد والتنمية الشموليه خاصة في حقل العلوم التجريبية وقد تحولت الكثير من الدول منها بعض الدول الشرق أوسطية إلى أسواق ودكاكين عامرة ببضاعة الغربيين المتفوقين الذين إكتفوا بالسيطرة الإقتصادية الشاملة عبر التجارة مع هذه الدول وتوقف عندهم مصطلح "نهاية التأريخ" هنا، غير مهتمين بأشكال  الحكم في  هذه الدول غير الشيطانية بحسب قولهم والتي مازالت تحكم بشرعية القبيلة والوراثة التي تقتل وتغتال وتسجن وتشرد في  أحيانا كثيرة للحفاظ على كرسي الحكم لا تحفل بشرعية الديمقراطيه السلمية  التي تعتبر أساس كل تغيير لخلق مجتمع ليبرالي تتحقق فيه النقلة المزعومة  حسب ما يقول المصطلح الذي يعلن موت مفهوم الدولة القابضة على السلطة بيد من حديد والذي تحدث عنه الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو  او الدولة البوليسية السرية، ولربما نكون نحن العرب من أكبر ضحايا هذا المصطلح الذي إستثمر إستثمارا خطيرا في تاريخنا العقائدي الديني بعدما احيا الصراع السني الشيعي المدفون في كتب تاريخنا الطويل والمغطى بالغبار وعمره أكثر من ألف واربعمئة عام في فترة حكم الرئيس الأمربكي " أوباما " الذي كان له مخاوف كبيرة من قيامة الصين العملاق ومنافسته لزعامة العالم الحر وعدم إهتمامه بالشرق  الأوسط والدول العربية بالذات ما عدا دولة إيران التي وقع معها إتفاقية إيقاف مفاعلاتها النووية مقابل أن تتمدد في أرض العراق. وعبر مفهوم الفوضى الخلاقة الذي  يمهد "لنهاية التاريخ" حسب الرؤية الغربية التي أنتجته والتي تصر على إن هذه الفوضى الخلاقة سوف تخلل  العقل العربي الجمعي وتحرره من ماضيه المستوطن فيه وتجعله اكثرا قبولا  ومرونة لإستيعاب اشكال الحياة المدنية  الغربية المعاصرة التي تعلن موت الإله في كل مناسبة وتتوج العلوم التجريببة مكانه، والسؤال هنا هل حقا لدى العرب الإستعداد الكامل لتخلي عن دينهم الذي جعلوا منه هوية ،  شخصيا لا اعتقد هناك عوائق كبيرة تصد العرب من إستيعاب وتبني شكل المعاصرة التي يستخدمون منتوجاتها  في حياتهم اليومية، وتأريخيا  إنتبه العرب المسلمون في القرن التاسع في زمن الدولة العباسية أثناء حكم الخليفة المأمون لأهمية علوم الإغريق المعرفية في بناء الدولة والتي ترجموها إلى العربية ومن العربية ترجمت إلى لغات الغربيين، كذلك أفكار وطروحات  اليسار العربي في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية الداعية إلى خلق مجتمعات عربية افكارها تتطابق وافكار الفيلسوف الامريكي فرانسيس فوكوياما لكن بنكهة شيوعية اهم شيء فيها السلام الأممي ،فقد دعا اليسار العربي خاصة العراقي إلى ضمان حقوق المرأة في المساواة مع الرجل وحق التعليم والعمل  وتكوين الإسرة كما إنه ضمن حقوق الإثنييات عبر الدساتير المدنية  التي تشرع لها حق العبادة والإنتماء الديني تحت إطار هوية واحدة هي الولاء للوطن الواحد الذي شاع مصطلحه عند الحزب الشيوعي العراقي" بوطن حر وشعب سعيد" وقد خلق اليسار تجمعات شاعت فيها ثقافة الإبداع بكل صنوفه من ادب وفن وموسيقى والتعرف على عادات وثقافات  الشعوب الأخرى ونبذ العشائرية والإقطاعية   وأهم منجز كان التأكيد على  التعليم الشامل  لكل فئات المجتمع ومحاربة الأمية من أجل الوصول إلى مجتمع ليبرالي ضمن رؤية إشتراكية للإقتصاد والتوزيع العادل للثروات ،  لكن هذا اليسار سرعان ما أجهز عليه من قبل مجاميع من العساكر القوميين ممن تدربوا في غرف الغرب السرية التي جاءت بهم لحكم الأوطان العربية المنكوبة مثلما جاءوا بالمجاميع الإرهابية في وقتنا الحاضر  والتي إنهار امامها منجز هذه الحكومات العسكرية القومية الفاشلة  ،ذلك المنجز الخاوي تماما غير الحقيقي وفجأة وجدنا انفسنا نحن العرب من جديد امام محنة كبيرة هي ركائز وجودنا  الهش المضطرب الخالي من أي حصانات فكرية تستبدل الدينية الطائفية بالمدنية العلمانية التي لم تكن  حاضرة  في حياة الناس العاديين بل غير موجوة إلا في غرف المثقفين المعزولين المغلوب على أمرهم، المهمشين المبعدين تماما عن الجماهير العربية التي تتقاذفها أمواج الحركات الدينية المتطرفة ومخبري السلطات الديكتاتورية وكأن كل ما كتبوا وأنتجوا محض أطنان من الورق ظلت حبيسة في دور الرقابة والنشر والمكتبات القديمة التي تزدحم اليوم بالكتب الدينية المتطرفة وكتب الدجل والسحر والشعوذة ربما الأغاني الجميلة الخالدة فقط ما تبقى من الماضي غير المنتج ،  ويبدو لي بأن مصطلح" نهاية التاريخ" قد خلق قطبا جديدا حل محل الشيوعية العالمية وصراعها مع الرأسمالية العالمية، هذا الصراع الذي خلق نهاية التاريخ ليعده من جديد بصراع أكبر جديد مع الحركات الدينية المتطرفة التي أحييت العرقية والنازية العالمية من جديد معها.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي