loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

قراءة في كتاب ( مع أبي العلاء في سجنه) لطه حسين

breakLine

 

إبراهيم رسول / كاتب عراقي

من عيونِ كُتب الأدب التي تفتخر المكتبةُ الأدبية أن يكون على رفوفها، إن العلاقة بين الشاعر أبو العلاء المعري وطه حسين هي علاقة حميمية ولا يدرك عمقها أحد، كان طه يرى في المعري المعلم الأول الذي يجب ان يقتدي به فمضى على ذلك حتى حاول ان يأخذ مذهبه في التفكير، درس طه حسين سجون المعري الثلاثة والتي أعرب بها نفسه في أحد الأبيات إذ يقول :

أراني في الثلاثةِ من سُجوني
فلا تسأل عن الخبرِ النَّبيثِ

لفقدي ناظري ولزوم بيتي
وكوْنِ النفسِ في الجسم الخبيثِ

فأبو العلاء لم يكتفِ  بالسجن الذي فرضته الطبيعة عليه فرضاً حين فقدته ناظره كما في الشطر الأول من البيت ، وإنما فرض على نفسه سجنين آخرين، أحدهما ظاهر محسّ يراه الناس جميعاً ويشهدون ما يمكن أن يلقى فيه وهو لزومه مهما تكن الظروف وطلب إلى أهل المعرة ألا يخرجوه منه حتى يغير الروم على المدينة ، وسجنه الثالث هو سجنٌ فلسفي تخيله كما يتخيل الشعراء وأشتقه من حقائق الأشياء كما يفعل الفلاسفة، هذه السجون تتبعها طه وعايشها مع أستاذه وقدوته أبو العلاء، اراد ان يزيل اللبس والغموض الفلسفي العميق الذي كانت توصف به حياة ابو العلاء، إن الذي يقرأ لأبي العلاء يحس بغلظة خشنة وعسر في فهم اللغة والمعنى الذي يكتب به ، هذه الغربة التي عاشها المعري هي محور هذا الكتاب ، فهو يتكلم عن هذه السجون ويصفها ويحلل مواقفها ويفك شفراتها، إنه نافعٌ لمن عاش الألم والغربة النفسية الموحشة التي تفرضها الحياة على الإنسان وما يفرضه الإنسان على نفسه ، وربما فاق عذاب الضمير عذاب أقسى الطغاة !

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي