loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

كفيلي " نعنع "

breakLine
2022-05-23

 


أدهم عامر / كاتب سوري

 

 

في بداية رحلة اللجوء، سكنت عند عائلة ألمانية رائعة تتألف من أب، و أم، و فتاتين صغيرتين، و قِطٌ سمين اسمه نعنع ( Mintzer )

تعامل معي ( نعنع ) بريبة و حذر منذ البداية، فلم يعجبه هذا الوافد الجديد، و كان يقضي جُل يومه مثلي، مضطجعاً على الكنبة، منتظراً وجبته التالية، ولعل الفارق الوحيد بيننا، هو أني لم أكن أترك وبراً على الكنبة.

عندما حان موعد ذهاب العائلة في رحلتهم السنوية خلال عطلة المدارس، أوكلوا لي مهمة الإعتناء بنعنع، وكانت مهمتي تتلخص بإطعامة ثلاث وجبات من المعلبات الجاهزة يومياً.

في أول أيام عملي ك ( بْسَاسْ Sitter ) فتحت علبة الطعام وانحنيت لأفرغ محتوياتها في الصحن المخصص، ففاحت رائحة زكية من اللحم المبهر، والمطهو بعناية وفق مقاييس صارمة، جعلتني أشتهي أن أفرغ محتواها في رغيف من الخبز العربي وألوكها على مهل، محاولاً إقناع نعنع بمحاسن " الصيد، و السباحة، و ركوب الخيل "، ثم تذكرت معمل سومر الأسد لمرتديلا لحوم الحمير، الذي ساهم بشكل حاسم في حملة ( التطويع الجمعي ) التي أدّت في النهاية، إلى نقل معظم خصال ذوات الأربع لنا .. مما سهل لعمه، و رفاق دربه، ركوبنا طوال ٥٠ عاماً بسلاسة، و دون مشاكل تُذكر.

تقدم نعنع وأنا أهمُّ بإفراغ محتوى العلبة بالصحن، وأقحم رأسه تحتها، فأبعدته بيدي الثانية، وأفرغت قليلاً منها عندما أقحم رأسه مرة ثانية، فخفت أن ينسكب بعض اللحم على " قرعته الأورانجية " فيوسخ الأثاث عندما ( يتمغّط ) على الكنبة، .. كظمت غيظي و أبعدته ثانية، لكنه هجم وأقحم رأسه من جديد، عندها وضعت العلبة على حافة المجلى، و صفعته على رقبته صفعة، جعلته يجفل وينظر إلى عيني باندهاش ولسان حاله يقول :

" أنا قلبي كان ناقزني منك من الأول .. يلعن أبو ميركل اللي فرجتنا هالأشكال يا زلمة "

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي