loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

لو أنَّ

breakLine

 

د. عواطف نعيم / فنانة وباحثة عراقية

 

 

لو أن تلك الساعات التي كانت تفصل بيننا  حين كان علينا أن نكون معا  ! ألم نتفق على ان نلتقي في نهاية كل أسبوع لنجلس سويا نستعيد ذكريات الصبا ونحن نغذ الخطى ذاهبات الى مدرسة نتعلم فيها فك الخط وقراءة الحروف وان نمسك باناملنا الغضة الطبشور ونضيء سواد السبورة بوهج الحروف التي تعلمناها ونهرع بعدها للعودة الى مقاعدنا  ورعشة من الغبطة تهز أبداننا الصغيرة فرحا فقد صفقت أكف صديقاتنا  الصغيرة لنا تحية وإعجابا  ، لدينا الكثير لنتحدث عنه فقد دام غيابنا عن بعضنا ما يزيد عن العشرين عاما لو حسبناها بالايام والساعات لكانت عديدة بأرقامها ولاشك انها غنية بالحكايا والمواقف والأحاديث  ، لو ان تلك الساعات التي كانت تفصل ما بيني وبينك قد إنطوت والتقينا دون أن يعيقنا ما يعيق من متطلبات الحياة والعمل لكنّا حظينا بمتعة النظر الى بعضنا والتعجب مما فعلت الايام بأجسادنا وغيّرت من ملامحنا  ، أذكر اني دُهشت حين ألتقيتك بعد عشرين عاما  ، ضحكتِ وانت ترين نظراتي نحوك  ، تغيرتُ أليس كذلك ؟ قلت مهونة :  ليس كثيرا يا صاحبتي ! تنهدت وأجبتِ  بل كثيرا ، أين تلك الجميلة الرشيقة من هذه المرأة البدينة التي تتنفس بصعوبة ولا تستطيع المشي الا لبضع خطوات !  سوف يتحسن الحال صاحبتي لا بأس عليك ،  عيناك الخضراوان ما زالتا بذات الجمال الساحر  وما زالت ضحكتك فاتنة  ، نلتقي إذن على الأسبوع القادم  ، وحين أمسكتِ بيدي وطلبتِ مني ان لا أنسى موعدنا لأنك وحيدة وتحتاجين الى صحبة من تحبين من الأصدقاء وكنت انا من اعز هؤلاء الصحبة  ، وعدتك ان اكون معك في الموعد وغادرت بيتك البسيط   وحين التفت إليك وجدتك  وقد وضعت جهاز الأوكسجين على أنفك وفمك وانت تتنفسين بصعوبة  ، لو ان تلك الساعات كانت متاحة وقتها لكنّا تحدثنا عن عشرين عاما من البعد والانشغال والبحث حتى وجدنا بعضنا  ، لوان تلك الساعات لم نفرط بها في مواعيد كان لها ان تتأجل ومشاغل كان يمكن لها ان تزاح لوقت أخر لكان بإمكاننا ان نكون معا  ونروي لبعضنا ما يدور في وجداننا من عتب ولوم وتساؤلات  !  لكنها الحياة صاحبتي تلك التي أبعدتنا عن بعضنا عشرين سنة عادت لتُبعدنا عن بعضنا في تلك الساعات المتفق عليها بيننا ، لو ان الإيمان  ان  المعرفة تقضي ان تكون التضحية جزءا من الوفاء  لكان علينا أن لا ننشغل عن بعضنا بمغريات ما حولنا ونظن ان غدا لنا وماهو الا في علم الغيب ، لو ان رحيلك لم يكن سريعا وفاجعا لما كنت أبحث الان عن أجوبة لاسئلة تطرق أبواب قلبي دون توقف  وتستحث دموعي  ، لو ان الساعات ملكنا وحدنا نطويها ونحفظها ونلاعبها  كما نريد  دون وجل من مفاجأت وبغتة  !   لكنا إستطعنا ان نبوح بما إنطوت عليه جوانحنا من أسى ومن أسرار لن نخفيها عن بعضنا  ،   لكن يا صاحبتي التي كانت حياتها أمواج من التعثر والخذلان والتوق  وكنتُ صندوق أسرارها وأشجانها  ليس كل ما نبغي سهل المنال ...

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي