loader
MaskImg

حوارات

الشاعر اللبناني نبيل مملوك لنخيل عراقي:- " وصولنا إلى مفهوم للشعر يحوّلنا إلى مجرّد مدرسي فيزياء "

breakLine

استراحة نخيل عراقي

 

تفتحُ وكالة نخيل عراقي هذه الزاوية كمحطةِ استراحة لمحاورة المبدعين العراقيين و العرب بغية التعرف على رؤاهم الإبداعية و الحياتية عن كثبٍ ، إنها أشبه بجلسة على ضفاف دجلة مع مبدعٍ عربي أو عراقيٍ .
ضيفنا اليوم هو الشاعر و الكاتب اللبناني نبيل مملوك و الذي يمكن أن نعتبره أحد الأصوات الشعرية اللبنانية البارزة، يكتب نبيل مملوك وهو من مواليد مدينة صور 1997 
في صحف عدّة منها " النهار"  "الرياض" " القبس " و"عكاظ" مقالات ثقافية تستعرض قراءاته و آراءه إضافة إلى قصائده الشعرية و قد كان لنا معه هذا الحوار :-


■■

س/ما هو مفهومك عن الشعر؟ و هل أثرت التكنولوجيا على كتابتك الشعرية ؟

-لو وصلنا كشعراء وقرّاء للشعر لمفهوم جامع ومانع يرضي هواجسنا لأصبحنا مجرّد مدرّسي فيزياء أو رياضيات أو كيمياء...الشعر كالزئبق لا يرتبط بإطار ويرفض أن يكون تحت قبضة مفهوم أو مفاهيم محددة، "مبدئيًا" وبعد عشر سنوات من كتابة الشعر أو بالأحرى محاولة كتابته أرى أن الشعر هو الخروج عن قيد الحياة...بالمعنى المنافي للموت... هو الجدليّة المتأرجحة بين إتصال الشاعر بوجوده وما يحيطه من موجودات من جهة وانفصال هذا الأخير عن كلّ ما يمكن أن يجعله متوقَّعًا ومألوفًا.
أثرت التكنولوجيا سلبًا حين ابتدع البعض مصطلح " الادب والتكنولوجييا ، " الأدب التكنولوجي" وبعضهم جنح "بثقة " وأقحم مقررًا بعنوان " الكتابة ووسائل التكنولوجيا"...وهي محاولات فاشلة وستفشل دومًا في جعل الأدب يغوص في عالم الرقميّات الخالي من أهم عنصر من عناصر العمل الأدبي " العاطفة".
وأثرت إيجابًا من خلال ربط آداب الشعوب وتجارب أفرادها ببعضها.

س/ ما الذي وهبته الحياة لتجربتك الإبداعية؟

- المرأة أولاً...لن أجنح نحو كليشيهات " المرأة هي الثورة والأم والأيقونة الخ..." لكنها ديانة فكريّة سرعان ما تلقفتها من الحياة لتغدو تجربتي الإبداعيّة مرآة تخوّلني محاورة ذاتي Dialogue/التفكير بصوتٍ عالٍ Monologue  واكتشاف جسدي المهيّأ في كل لحظة للإعلان عن ثورة من الرغبات والسيطرة على اللذات...
التجارب ...يقول محمود درويش في قصيدته لاعب النرد " من سوء حظّي أنّي نجوت مرارًا من الموت حبًا ومن حسن حظي أني مازلت هشًّا لأدخل في التجربة" الشاعر القوي ليس بشاعر والشاعر الغائب عن تراكم تجاربه لن يكوّن تجربة إبداعيّة...باختصار الحياة قد وهبتني ثالثوث المرأة والهشاشة والتجربة لأكون رسولاً أتلقفها كمكتوب ها هو يحدّد بكل أسطره تجربتي الإبداعيّة التي ما زالت تتبلور منذ عشر سنوات.

س/ ما الصفة التي تفضل أن يتم تعريفك بها؟

- صدقني لا يهمّ ...المعارف ينادونني بالشاعر والجيران يقولون لي أستاذ وبعضهم يناديني نبيل خصوصًا العاشقات العابرات...تصور يا رجل كم جميل أن تسمع وترى اسمك وهو يخرج من ثغور العاشقات العابرات كأنّك أمام أرخميدوس وهو يقول " وجدتها!" أو أمام سقراط الذي قال " تكلم حتّى أراك" العاشقات العابرات يتكلمن كي لا نتلاشى...
لذلك لا يهمّ...أترك صفة المناداة للناس وإن بقيت الألقاب تتعدد خلف اسمي...فلأكن مثيرًا للجدل أقلها في هذه النقطة!

س/ إلى أي حدٍ يمكنك اعتبار الأدب سلوكاً لا هواية فحسب؟

-إذا عدنا إلى أمّهات المعاجم والكتب اللغويّة ، يبقى الأدب مفردة مشتقّة من فعل أدّب وبالتالي علميًّا ومعاريًّا الأدب سلوك...لكن إذا أردنا الخروج من جو النظريات المعلّبة فالأدب هويّة تختزل أفرادًا وأحيانًا مجتمعات ونحن المحسوبين أدباء من شعراء وروائيين ومسرحيين وقاصّين مجرّد كادحين نبني هويّة مجتمعاتنا لنحصل على هويّاتنا...وحين "نتقاعد" وننتقل الى مناخ الأوروبيين في المترو المتأبطين كتبهم يغدو هواية...نتمرن خلالها على قراءة ما بناه أسلافنا وخلفاؤنا وربّما نحن من أجل هذا العالم.

س/ أي التجارب الشعرية التي تتابعها بحرص شديد؟

-الشعراء المعاصرون ،لا سيّما الشعراء العرب...أراقب من بعد تجارب الشاعرات آملاً أن نرى الكثير من المبدعات وأن نقرأ الشعر من منظور فلسفي ناعم...وكذلك شعراء الجيل الشاب عمومًا الذي يكسر غطرسة شعراء الوزن بنحت تجربته في سراب القصيدة الحرّة من الثغرات والمعانقة للدهشة والتكثيف.

س/ لم تكتب ؟

- كي لا أنفجر...أكتب كي أحافظ على وجودي وأحيانًا أتخيّلني على مسرح أو في محكمة وأنّ الجمهور والمرسل إليه/ إليها هو القاضي / القضية الذي/ التي سيحكم/ستحكم عليّ إمّا بالنجاة والفتور وإمّا بالمزيد من النزيف.

س/ كلمة تقولها كرسالة لهؤلاء الذين يتحدثون دائماً عن كساد الشعر ؟

- إلتفتوا الى تجاربكم وقراءاتكم...ولا تكونوا رديكاليين فالدهر سيصلح يومًا ما، ما أفسده "العطّارون"...الشعر بخير...طالما ما زال محافظًا على مكانته في المعاجم وفي ذاكرة
الأبجديّة.