loader
MaskImg

حوارات

الشاعر محمد زكي " الشاعر ساعي بريد "

breakLine


حاوره الشاعر مالك البطلي

وكالة نخيل عراقي/ خاص

قبلَ أن يسرقنا الحديثُ عن الشِّعر والمسرح 
حدِّثني عن مسيرتكَ وكيفَ نشأت بالدُّعاء ، بالهروب ..؟

▪︎كانَ الدُعاء برقية مِن سيد الماء {العباس} حَيث نُقطَة الوَفاء السَرمَدي، وهَبَطَت علىٰ وَرَقَتي خَمسة أَبيات جَعلت مِن مُحَمَدَ 
شَخصً هارِبًا مِنهُ إِلىٰ مُعسكَر الشِعر

ماهوَ المسرحُ بالنسبة لك
هل سبقَ وأن تركَ المسرح أحدهم
ورقصَ على خشبةِ قلبك ..؟

▪︎المَسرح هو إِله الفنون، يَدب فَوقه رَسول

لَــم يرقص على قَلبي رَسول قط
سِوى قصيدتي، فكانت ترقص فَوق قلبي .

بَعدما تَنطفِئ أَضواء المدينة
يَتَّكِئ الحُزن منتَشيًا على خَواصِر اعمِدةِ الإنارة.

هل جرَّبتَ يومًا
شعورَ الإنطفاء وعلى من تتَّكئ..؟

▪︎الحُزن رَبيب الشُعراء، فَمَن لا يحَزن ليس بشاعِر
أَتَكأُ على قلمي، حينما يَتَجَيَش عَليَّ الحُزنُ و الظلام

ماهي الهيئة والجوُّ الذي كنت عليهِ 
وكيف وصلت 
إلى هذا المكان حين قررَ العناق معكَ على طاولةٍ واحدة..؟

▪︎لم أَصِلَ الىٰ ما أُريدُ قط، 
وإِن كُنت قد وَصَلتُ، فتعسًا لعقلي المُتسرع

الكثيرُ مِنّا لايملكُ
ثمنَ تذكرةٍ واحدة
وركنوا أرواحهم في سكَّةِ القطار
أدعوكَ لأرسالِ تذكرةٍ هنا..؟

▪︎بالنسبةِ لي لا أَملِك تَذكرة، لكِن لدي قِطار يَسير على سِكةِ روحي 
رُكابهُ، بكالوريا الدم، جارِ الإِنتحار، تحقيق شعري الخ....
لا يَنتَظِرون مَحَطة... 
يلوحون لِي من نافذة الدُعاء .


عندما يتعرى الشَّاعرُ 
هل تسترهُ ثيابُ القصيدة ؟؟

▪︎لا يتعرى مَن يَرتدي 
ثيابً جيدة...


أثناءَ دخولكَ للموندراما ومزاولة الأبداعِ والتعامل مع إرث السَّفر الرُّوحي
متى أكتشفتَ هذهِ الإضافات وطريقةِ اللفظ الرَّسمي والتَّلون .
وهل كنتَ خبازًا جيدًا..؟

▪︎صَنعتُ كونً جديدً لي بالمونودراما، وَخَلَقته في أَربعِ ساعات
الأَن أُريد أَن أَجعلَ خليفة في أَرضِ المونودراما، ومِن ثم أَستوي علىٰ عَرشِ روحي، لِأُعلمَ الخَليفةَ الأَسماءَ رسمًا لفظياً...


فرصة قابلة للإنتحار
أأنتَ تذبحُ القصيدةَ
أم القصيدةُ هي التي تذبحُك ؟
وكيفَ يحيا الشَّاعر بعدَ موتهِ؟

▪︎الرَب ، و الشعراء لا يموتون...

أَرى القصيدة إِسماعيلً تنحني لِقلمِ إِبراهيمِها 
فلا كبشًا يفدّى بها، تُذبَح وَ دَمُها رِسالَتُها


بما أنَّك عملية مقلقة
وعشتَ صراعات التَّحدي والمسابقات 
هل برأيكَ أنّ اللقاءات الأدبيةِ لها خطوات مؤثرة بالمشهدِ الثقافي ؟

مَن صَور علي حينما أَعطىٰ الخاتم للمُحتاج؟ 
مَن إِلتقىٰ بمحمد حينما غَلبَ الأَحزاب؟
َمَن صَورَ موسىٰ حينما شَق البحر؟

▪︎علىٰ كلُ مَن يَحمُلُ رِسالة أَن يرضي رَب عقلِهِ لا رَب قَلبه

- لماذا المهرجاناتُ الشعرية لا تلقي بالًا للمواهبِ المكنونة في أفئدةِ الشَّاعر الحقيقي 
ومن المسؤول عن ذلك؟

▪︎مَن يُريدُ العامةَ و الشُـهرة، لا يبـحثُ عَن العُنصُرَ المِهَني
ومَن يُريدُ النُخبَةَ و الشِعر، لا يبحثُ عَن العُنصُرَ الساذج

مَــــن أتبع قلبه بخس حق العقل
ومَـن أتبع عقله بخس حق القلب  

بخصوص الدَّعواتِ 
وهفواتِ (أدعيني وأدعيك ) 
والنفط مقابلَ الغذاء كيف تنظرُ لها ..؟

▪︎كان أَبا سُفيان يَبيعُ ويَشتَري لِمُعارِضين مُحَمَّد 
ويُقاطِع مَن يَتَعاون مَعَه

أَنا الآن أَنظِرُ إِليهم مِن شِعاب
جِبال الشِعر...

في الآونة الأخيرة
كيفَ تشاهدُ من نافذة قلبكَ المسخَّم المسرح العراقي الذي يجثو بين ركبتيه ِمنذُ سنواتٍ عِدّة ويتأففُ بين زاوية البكاء وهو ينظر لأولئكَ الدُّخلاء الذين يبوِّقونَ عليه كما لو أنَّهم طرقوا باب قلبه وساروا عليه بأقدامٍ من مسامير 
ومارأيكَ في ظاهرة الجميع يعتري عرشَ المسرح ..؟

▪︎الإِله يُهدي مَن يَشاءُ له وليس الجَميع 
فَمن دَخَل دون إِذنٍ، لعنهُ عَرش ولم يكُن رسولً

هل جمالُ النَّص،
قد ينهزم أمام تأثير لحظي ليمتدّ بعدَ ذلك إلى الأبد
وهل تغير القصيدةُ من شاعرها؟

▪︎الشاعِر ساعي بريد، يَحمِلُ عِدة رسائل يَتَغير طَريقه حَسبَ مَلجأ الرسالة، لكن يبقىٰ تعامله ثابت مع المُستَلِمين...

يقول الأديب والمؤلف الألماني برخت 
" أعطنِي خبزًا ومسرحًا.. أعطيكَ شعبًا مثقّفًا "
حدِّثني عن الخمسةِ آلاف دينارٍ عراقي
التي خلقتَ بها مسرحيَّتكَ
وفي وقتها هل تذوَّقت فاكهةَ الموت.؟

▪︎أَعطاني أَبي خَمسَةَ ألف دينار وَ قال لي 
(أشتريلك حاجة تفيدك)، فَخَلقت المونودراما بها
أَظُنُ إِنني فَعَلتُ ما قال أَبي...

فيما يخصّ الوداعات 
المبلَّلة بمناديل المحطاتِ
هل جرَّبت أن تقول وداعاً لمحمد زكي.؟
لو افترضنا هذا 
تُرى من يقفُ وراء الباب.؟

▪︎إِنَ الدُنيا لا تَقف عليَّ حينما أَرحل، فلا داعي للرحيل
أَنا أَنتَظِر سُقوطَ ورقتي مِن شَجَرةَ 
السماء


هنالكَ ورقة بيضاء
ملطَّخة بنهر مذبوح ماذا تكتبُ عليها ..؟

▪︎علىٰ الإِنسان أَن يُطيعَ عَقلهُ، ليكون إِلهً

فأَعظمُ شيءٍ صَنعهُ اللّٰه العقل، وطاعتهُ فيه
حَيثُ قال {يا عبدي أَطعني تكن مَثَّلي}


●●●

محمد زكي هو شاعرٌ ومسرحيّ عراقيّ 
ومحلل كتب دينية أرادّ أن يعبرَ عَن عتمتةِ فخلقَ مكتبة أبناء النور وهوَ الآن مديرها ، من رئة بغداد المُكتظة بِدُخان سجائر الشّعراء.
وُلد في عام الآهات ونعاوي الأُمهات من جُرحٍ عظيم في قصيدة
فسُكبَ بين نوارس دجلة ،والفرات التي على ضفافهما شيبة مليئة بالقلق ، وهيّ الآن تنازع لكثرما ملأتها صافرات الحروب
كان حُلمًا قبل الحرب والآن هوَ شاعرًا .