loader
MaskImg

حوارات

حوار صحفي مع الممثلة التونسية : مريم بن حميدة

breakLine

حاورها : حيدر الموسوي  


"آخر مرة" عمل بمثابة المرآة التي تعكس الصراع الأزلي اللامتناهي بين المرأة والرجل، أرادت المخرجة وفاء الطبوبي من خلاله أن تغوص في أعماق الجوانب النفسية والاجتماعية لكليهما وتكشفها للمشاهد لنقد المجتمع وتعرية هذا الواقع المليء بالعنف والكراهية عن طريق الثنائي مريم بن حميدة وأسامة كشكار ، الذين أتقنا دورهما بكل إقناع وإبداع من خلال الحضور القوي والطاقة الجياشة التي تجسّدت في حركات الجسد وتعابير ملامح الوجه والنظرات والحركة على خشبة المسرح مع السلاسة في الانتقال من مشهد إلى آخر بتسلسل درامي محبك أبهر الحضور الذي تفاعل مع كل مشهد بالتصفيق الحار وبإعجاب كبير بالأداء المتميز لهذا الثنائي.
كانت لنخيل عراقي محطة حوار خاص بالممثلة التونسية وفاء بن حميدة، بعد اكمال العرض المسرحي على خشبة المسرح الوطني، ضمن التغطية الإعلامية التي قامت بها وكالة نخيل طيلة فترة عروض فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الثالثة لـــــــــــعام  2022 ، حيث كان السؤال الأول هو :-

 


س – نبذة عن العمل ؟
ج – هو عمل من تأليف وإخراج وفاء الطبوبي وأداء كل من مريم بن حميدة وأسامة كشكار 
وبديكور يتمثّل في طاولة وكرسيين انطلقت أولى مشاهد مسرحية "آخر مرة" والتي قامت على منطق اللوحات فكل لوحة قائمة بذاتها وشخصياتها وحدثها الدرامي إذ اختلف كل مشهد عن سابقه ولاحقه، هو عرض ثنائي (ديودراما) جسّد من خلاله كل من مريم بن حميدة وأسامة كشكار الصراع الأزلي بين المرأة والرجل الناجم عن العزلة والخوف والشك والملل. فالمسرحية انقسمت إلى ثلاثة فصول، المشهد الأول تحدث عن علاقة المرأة بالرجل في العمل، فيما أبرزت الوضعية الثانية علاقة الأم بالإبن، ليكون الفصل الأخير في علاقة الزوج بالزوجة، وهي علاقات صراع ثنائي بين الجنسين تتأرجح بين اليأس والأمل، الاتصال والانفصال والتواصل والتقاطع ، علاقات قامت على تكرار نفس الخطأ مرارا وتكرارا وهذا ما يدل عليه اسم العمل "آخر مرة" وهي عبارة يردّدها الشخص للتعبير عن ندمه ليعاهد نفسه بعد ذلك بعدم إعادة نفس التجربة مع شخص ما أو موقف معين أو أسلوب محدد.


س – المشاهد التي احتوت على كراسي فارغة وسُلط عليها الضوء، فُسرت تفسيرات عديدة ما هو تفسيركم لهذه المشاهد ؟ 
ج – فكرة الكراسي هو تقديم شيء كما هو، وهو كل شخص يحمل فكرته، نحن نريد من هذه المشاهد ان يفسرها الجمهور حسب قرأته الشخصية بوعي وإدراك. 
أما بالنسبة للتفسير الأساسي الذي يتضمنه النص، فيحب الفريق أن يحتفظ به لنفسه.

 

س – رغم صعوبة اللهجة التونسية، شاهدت التفاعل كان واضحا من قبل الجمهور، ويُنسب هذا للأداء بالتأكيد ولإمكانية إيصال الفكرة ...  مع وجود التصفيق والتفاعل مع الأداء، ماهي مشاعركم تجاه هذا النجاح ؟ 
ج – الجواب ينقسم الى شقين :-

- الأول :- 
بالنسبة لصعوبة اللهجة ، فباعتقادي نحن التونسيون من هواياتنا اللهجة ، ونعرف الكثير من الناس يبدلوا طبيعة النص حسب المكان الذي يعرض فيه ،وهذه العملية بالنسبة لي هي مسٌ في الهوية ، فاذا قمنا بالتغيير قمنا بالمساس بالهوية التونسية . 
وعليه أن نؤمن بهوية اللغة اثناء العرض المسرحي ، وان في كل عــرض يوجد اثنان من النصوص ، هما نص لفظي ، ونص مرئي ، وهذا يساهم في تسهيل فهم الموضوع .

- الثاني :- 
ان الجمهور خلال فترة العرض كان جمهورا رائعا ، لان المسرح هو فن حي وذلك لوجود عملية تبادل بين المؤدي والجمهور ، وهذا ليس تبادلا لفظيا على قدر ما هو تبادل طاقات ، الحضور كان يحمل طاقة ، ونحن الممثلون تقبلناها ، وأعطتنا شحنة على خشبة المسرح ، وكان إحساسا جميلا .

 


س – أي الاعمال الذي لامس مشاعر مريم بن حميدة، من خلال العروض التي قُدمت، أو التي كانت حاضرة اثناء عرضها ؟ 
ج – من خلال مشاهدتي ، إن أكثر شيء مسّني هي الاعمال التي كانت تحمل الهوية التي نشأت منها سواء عراقية ، أو فرنسية ، أو أوكرانية ، أوجنسيات أخرى . 
وإن المواضيع لم تكن تحمل هويتها ، لكن طرحت مواضيع لم تختص بها لكنها تمتاز بحمل طابعها الوطني ، وان هذا لامسني كثيرا ، وان هذا يجعلك تتأمل . 
اللغة مهمة ولكن ليس الشيء الوحيد الذي يجعلك تتبادل حكاية أو حوار أو تجربة مع الاخرين، لان فنون الحياة بصورة عامة كالرقص والفن، هي لغة عالمية وان العالم يحكي لغة الفن لأنها نابعة من الروح وليس ميكانيكية.

س – المسرح الجاد لا يمتلك مساحة جماهيرية كمساحة التلفزيون، كيف باستطاعة الممثل أن يكوّن هذه القاعدة الجماهيرية لهذا النوع من العروض؟ ومتى ؟ 
ج – على الممثل أن يؤمن بالذي يعمل به ، ويجب أن يكون ايمانه قويا ، وأين يكون جادا بالعمل الذي يجسده ، وخصوصية المسرح ان تتبادل مع الجمهور حقيقة واقع في لحظة ما . أذن عندما نكون صادقين مع أدائنا ومع المسرح الذي ننتجه بالإضافة الى صدقنا مع ارواحنا ، عندها الجمهور سوف يتقبل ويرجع الى المسرح . 
في اعتقادي ان هذا هو الذي يجعل الجمهور ان يقبل على المسرح والمهم ان يكون الممثلون جادين ومتفاعلين بشكل حقيقي مع الجمهور لكي يتقبلوا واقعا معاشا، وعند توفر هذه الظروف سوف نستطيع ان نصنع جمهورا كبيرا .


س – ما هو انطباعك عن المهرجان والناس ؟ 
ج – ان هذه أول مشاركة لي في المسرح الوطني والاستقبال شيء فظيع جدا ، وكان مبهرا وجميلا ، ورائعا . 
شاهدت الكثير من الكرم العراقي على المستوى الفني والإنساني، وهذه أكثر الأشياء التي شاهدتها في المهرجان .

س – كلمة ختامية ؟ 
ج – شكرا لوكالتكم الموقرة ، وحضوركم مهم جدا من ناحية التشجيع ، وهو يجب أن يكون سندا للمسرح ولجميع الفنون في العالم العربي ، وهذا مهم للفنان لكي يتغذى من تجارب الاخرين ، واظن ان وجودكم ضروري ، وعندما تكونوا حاضرين تصبحوا جسرا للجمهور من أجل أن يتطلع على الاعمال الفنية جميعها .