loader
MaskImg

حوارات

حوار مع الرسام الكاريكاتيري علي الكريم

breakLine

علي الكريم : مهمة الفنان إيصال رسالة سامية ومعبرة لتنوير المجتمعات وإيقاد شعلة روح التوعية بطريقة فنية مميزة ينفرد بها عن الاخرين من الناس.

 

حاوره : حيدر الموسوي 


وكالة نخيل عراقي / خاص

 

الكاريكاتير هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً.
وقد ازدهر فن الكاريكاتير في إيطاليا، فأبدع الفنانون الإيطاليون كثيراً من الأعمال الفنية. ومن أشهرهم تيتيانوس ، الذي عمد إلى نسخ بعض الصور القديمة المشهورة، بإعادة تصويرها بأشكال مضحكة.
وهناك العديد من رسامي الكاريكاتير العرب وغير العرب، وفي الجانب العربي اشتهر ، ناجي العلي، وأمية جحا، ومحمود عباس وغيرهم الكثير.
في الآونة الأخيرة وفي العراق بعد انقطاع دام سنوات عديدة وتكاد ان تكون طويلة ، بادر مجموعة من الفنانين المختصين بهذا اللون من الفنون بإعادة إحياء هذا الفن في العراق ، فأسسوا "البيت الكاريكتيري" في العاصمة العراقية بغداد ، إيمانا منهم بموهبتهم وبهذا الفن الساخر والمؤثر ، كانت لنا وقفة في لقاء صحفي خاص مع الفنان الكاريكاتيري "علي الكريم" أجرته معه وكالة نخيل عراقي ، حيث بدأ الحوار بالسؤال الأول له عن : -

س – ما هو المعنى الدال لاختيار نقار الخشب شعارا "للبيت الكاريكاتيري" ؟

ج – إن لهذا النوع من الطيور له تأثير من جوانب عديدة، منها ، "الصوت ، والرسم على الخشب ، ويُسمع ، ويُأثر". وهو الطائر المنفرد تقريبا يمتلك منقارا يشبه القلم، فالدلالة المتوفرة في هذا المخلوق الحيواني هي المعطيات الأساسية في اختياره كشعار.

س – لو وضعنا مقارنة بين فترتين زمنيتين لهذا النوع من الفن، في تحديد مستوى الاقبال عليه ومتابعته، ما قبل "السوشال ميديا" وما بعدها، هل يوجد فارق ملحوظ ؟

ج – نعم، والفارق كبير ، وهو عدم اقبال الناس على قراءة الصحف والمجلات الورقية ، فيما نلاحظ اللجوء وبشكل كبير على "السوشال ميديا"، بل نستطيع ان نصفه بالانشغال التام بهذا العالم الالكتروني ، بالإضافة الى القنوات الفضائية ، مما أدى الى ضعف واضح في رواج فن الكاريكاتير عما كان سابقا .  

س – الحداثة الإلكترونية وهذا التطور الكبير في مجال البرمجيات، هل تعتبرونه سلبيا أم إيجابيا؟ وهل استثمرتموه في اعمال الكاريكاتيرية في ظل التطور الحالي ؟

ج – بلا شك إن الحداثة هي شيء إيجابي ونقلة جيدة على صعيد الاختصاصات كافة، ولكن في الوقت نفسه هي سلاح ذو حدين، فيها جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فالاستخدام يكون حسب المتطلبات والظروف التي تصب في خدمة الفن وإبقاء شعلته وقّادة.

أمّا بالنسبة للشق الثاني من السؤال .. فإن التطور الحاصل في مجال البرمجيات و وجود الرسومات الالكترونية المنتشرة بكثرة تعتبر أداة جاهزة خالية من الروحية والتفاعل الذاتي للفنان لا تصل لمستوى التفاعل الحقيقي مع حالة الالهام والتماس المباشر بين الرسام والمخيلة والورقة والقلم.

س – أفول إنتاجية أفلام الكارتون خلال السنوات الاخيرة في العراق ما سبب ذلك ؟

ج – يحتاج الفنان الى أمور لوجستية ورعاية حكومية لتوفير المستلزمات الضرورية لإنتاج هكذا اعمال، أما في الوقت الحالي لا توجد أي رعاية أو دعم للقيام بهكذا اعمال في البلاد. 
وهذه الاعمال هي ثقافية غير ربحية تكون لانتقاد مظاهر اجتماعية وتسليط الضوء عليها بطريقة ساخرة، أما الجانب الاخر، فهي تستهدف الأطفال في نشر الأفكار التي تقوّم هذه الفئة وترسخ في أذهانهم مبادئ ينشأون عليها وتكون أساسا في تهيئة الشخصية وتركيبتها مستقبلا. 
وأدعو من منبركم الفاضل إن تلتفت الحكومة الى هذا الجانب وإعطاءه الأهمية اللازمة لتفعيله وإحياءه.

س – كلمة أخيرة؟

ج – أشكر منظمة نخيل عراقي وعلى رأسها الدكتور مجاهد أبو الهيل للاهتمام بالبيت الكاريكاتيري بصورة عامة وتسليط الضوء على نشاطاته، وشكرا مرة أخرى لحفاوة الاستقبال والترحاب.