loader
MaskImg

حوارات

حوار مع الممثلة العراقية ريام الجزائري

breakLine

ريام الجزائري : سارة خاتون" تنتمي إلى الشخصيات القويَّة ذات الأبعاد الثلاثيّة المركّبة .  


وكالة نخيل عراقي || خاصّ


حوار - عمّار عبد الخالق


ريام الجزائري من المقتنيات الفنية التي لا تنسى في ذكراة الشاشة العراقيَّة لما تركته من أثرٍ حقيقيًا بحفظ ملامح إبداعها عند المشاهد العراقي والعربي ، طالما رسمَّت شعاعاً شفاف بين الكاميرا وإدائها بالحركة والصوت المنفرَّد فهيِ سيدة ماهرة بتجسيد الروح وإنطباعها بالدهشة فتمتعنا بأداء الحس الفني والثقافة لغوية العالية، وصناعة القدرة الإستعيابية بالأدوار المركبة ، ليس هذا وحسب بل حافظة الجزائري على مبادئها الساميَّة ومنجزها أتجاه الفن ومساراتها المتعددة وفق المناخ العام في المسرح والدراما ، غادرت العراق لتكسر شفرة التابوهات في السويد وتخلق مضامين إنسانية بتأسيس بمسرح " يلا دا " لتقدم ظواهر مجتمعية وتعالجها بنسيابة حركتها ، وحيث ركزت في أعمالها السويدية على نصرة قضايا اللاجئين والأطفال والعديد من الأمور المجتمعية المهمة ، حصلت جوائز عديدة منها أفضل ممثلة عراقية عن دور سارة خاتون عام 2006، وأفضل ممثلة عراقية عن دور سهير عام 2007، وأفضل ممثلة عراقية عن دور يارا عام 2009 ، قدَّمت عملاً في أكبر مسلسل للأطفال تنتجه القناة الأولى السويدية " ياسمين " ، ثم قدمت 3 أدوار بطولة في العمل المسرحي، وكانت أدوارها مركبة وصعبة، وقد أشاد النقاد في السويد بهذا كونها وقفت على أكبر المسارح بالسويد وقدمت شخصيات مركبة بلغة غير لغتها الأصلية ، ومن أبرز أعمالها العربية، ذكرت الجزائري مسلسل سارة خاتون، ومسلسل إعلان حالة حب، ومسلسل مواطن جي، ومسلسل الباب الشرقي، ومسلسل 18 .

نخيل عراقي تحاور الفنانة العراقية ريام الجزائري للحديث عن أعمالها الفنية وتجربتها المطرزة بالتشويق والآثارة .


*دراما السيرة الذاتية

نخيل : لماذا سارة خاتون ؟ 
الجزائري : ولمَ لا ! ولاسيَّما أن موضوع "سارة خاتون"، أو لنقل "دراما السيرة الذاتيَّة" بصورة عامّة هي من النوعِ المحبب إلى قلبي هذه من جهة، وأن الدراما العربيَّة قليلاً ما تلتقط الشخصيَّات النسويَّة الزاخرة والمؤثرة في التأريخ العربي الحديث والمعاصر من جهة أخرى، والأهم من ذلك فإن شخصيَّة "سارة خاتون" تنتمي إلى الشخصيات القويَّة ذات الأبعاد الثلاثيّة المركّبة، بفعل الأحداث التي تمرُّ بها، والمراحل التي تعيشها؛ الأمر الذي يجعلها من الشخصيَّات الغنيَّة، والأكثر تعقيداً وتركيباً وعملاً دراميَّاً.

*مشروع خاصّ

نخيل : الأبواب لم تفتح لكِ دائماً ، لكنكِ شاركتي في الباب الشرقي ؟

الجزائري : ى العكس تماماً... فالأبواب قد فُتحت، والفرص قد أتيحت لي، ولكن قد تكون بعض الأسباب تتعلّق بالجدّية العالية التي أعمل بها بشكل دائم، في خلق الكثير من المشاريع الفنّية الخاصّة، تلك التي أعمل على تطويرها بجوانب مختلفة سوء أكانت باللغة العراقيّة (المحلّية) أم باللغة الأنجليزيَّة أو السوديّة ...أما فيما يتعلّق بعمل "الباب الشرقي"، فإن هذا العمل _ كما تعلمون _قد جاء في فترة  الربيع العربي، وأنا في تلك الفترة كنت متابعة جيّدة لما يمرّ به العراق، والوطن العربي بصورة عامة، ومن ثمَّ فقد كنت (سعيدة جداً) بالمشاركة فيه؛ ولاسيَّما أننا كمواطنين (ناطقين باللغة العربيَّة) كنّا نأمل ونتمنى أن تحدث تغيرات كبيرة في الساحة السياسيَّة، يضاف إلى ذلك فإن المشاركة في هكذا أعمال دراميَّة فيها من الأهمّية ما فيها ولأسباب كثيرة منها ما يتعلّق بالنص المكتوب بصورة رائعة، ومنها ما يتعلق بالكادر وجهة الانتاج، وبالشخصيَّات الفنية الكبيرة المشاركة فيه .

*أفتقار للكتابة النسوية

نخيل : ماذا يسرق المسرح ؟ 
الجزائري : النص لا يسرق شيئاً، على الأقل بالنسبة لي، وأنا ملتزمة بشكل دائم بالنص؛ ولاسيَّما أن اختياراتي للنصوص عادة ما تكون متوجهة نحو الأشياء المهمة بالنسبة لي وللعامة أيضاً، وربَّما يكون هذا الأمر من الأسباب التي تجعلني مقلة في الأعمال التلفزيونيَّة والدراميَّة بشكل أوسع؛ لافتقار الساحة إلى النصوص المهمة والجيَّدة في هذه الفترة وخصوصاً ما يتعلّق منها في الكتابة للشخصيّات النسويَّة.
أعود وأقول إن النص لا يسرق مني شيئاً، فإنا دائمة التواصل مع الكاتب، والمخرج وكل ما له صلة بالعمل من الانتاج والكوادر الفنية، في محاولة مني للقيام بتحليل النص الذي أختاره وتقسيم المراحل والمنحنيات التي تمرّ بها الشخصية وتتطوّر بفضلها. والعمل بعد ذلك على تقديم المقترحات التي تصب في مصلحة الشخصيَّة و العمل بشكلٍ أساسي .

*المدن وأمكنتها

نخيل : ماذا عن الكنز الآثري الفني بغابات المدن ؟
الجزائري : "غابات المدن" واحدة من المسرحيّات السويديَّة المهمة التي كتبها "برخت" وهو في السادسة والعشرين من عمره، والتي أخرجها "نيكلاس"، وهي بلا شك إحدى المسرحيات التي شاركت فيها والمحببة إلى قلبي، ودائماً ما أكون سعيدة في المشاركة في كتابات برخت ومسرحياته، وإخراج البعض منها ، وبالعودة إلى السؤال؛ فنعم ما زلتُ في غابات المدن، والمدن بصورة عامة من الأشياء المحببة إلى قلبي، ولأسباب قد تكون متعلّقة بكثر السفر والانتقالات المتكررة بحكم لعمل والاشتغالات الفنية المتكررة، وهذا بطبيعة الحال يساعدني على خلق علاقات طيّبة وجميلة مع الأمكن، محاولة الإفادة من كل ما فيها من الإيجابيات والسلبيّات التي قد تساعدني في تطوير الأعمال الفنية التي أمارسها .

*الاستقرار السياسي

نخيل : ماذا يحتاج الممثل العراقيّ ، والكاتب  والمخرج ، ليصنع بعد ثقافي برؤية الخطاب الواعي للجمهور ؟
الجزائري : بداية هذا السؤال يحتاج إلى وقت كبير، وبحث كثير للإجابة عليه، ولكن يمكنني القول إن الممثل والكاتب والمخرج العراقي يحتاج إلى صناعة دراميَّة أو صناعة سينمائية، ويحتاج بالدرجة الأولى إلى الاستقرار السياسي الذي يساعده في العمل؛ وهذا ما نلاحظه في السنوات الأخيرة في الساحة العراقيَّة؛ من نهضة فنّية من حيث النصوص والزيادة الحاصلة في أعداد الممثلين. ومن أهم المسائل التي يحتاجها "الممثل والكاتب والمخرج" العراقي هو البحث والتخطيط المتأني في عمليات إنتاج العمل الفني، فعلى سبيل المثال أن انتاج عملاً مسرحيّاً في السويد يتطلب مني سنتين في تخطيطه وإخراجه وهذا بصراحة هو ما تفتقر إليه الساحة العراقية التي تنماز بالسرعة في إنجاز الأفكار وقراءة واختيار النصوص من قبل المخرج والممثلين .
واعتقد أنه لا يوجد "ممثل" جاهز ولذلك فإن على الممثل أن يعمل على تطوير نفسه بجدية من خلال البحث والمشاركة في الورشات الفنية، وعليه أن يعمل على إعداد نفسه مع المختصين والخبراء، وإن كان الأمر صعباً في بعض الأحيان ولكنه يحقق زيادة في مناطق العلم والتعلّم والخبرات والمعارف وهذه بطبيعة الحال ملاحظة عامة بالنسبة للممثلين والمخرجين والكتّاب.  ولذلك فأنا مع التلاقح الثقافي مع الأخرين ممن له باع طويل في صناعة الأعمال الدراميّة، والمشاركة في الأعمال المشتركة في الوطن العربي أو ما يسمّى بـ "بنل دراما"، لأنها تساعد على خلق الوعي والإحساس، والتنافس الفني وتطويره .    

*التجريب والتطوير

نخيل : من كسر شفرة التابوهات بجسد ريام ؟
الجزائري : مؤكد أن ذلك يعود بالدرجة الأساس إلى "الوعي" و"الدراسة"، ولاسيَّما أني من النوع الذي يشتغل أدواته كثيراً، ويعمل على تطويرها بشكل دائم بمختلف الوسائل الفنية. والأهم من ذلك فأنا على تماس مباشر بالتلفزيون و المسرح بفضل الوالد المخرج "سليم الجزائري" والوالدة المذيعة "فريال حسين"، يضاف إلى ذلك فإن الانتقال بين المدن المتعددة والمختلفة يساعد على خلق الأساليب المختلفة وإبعاد الحواجز التي قد تمنع الممثل من تجربة هذا وذاك من الشخصيات، والتجربة باعتقادي من أهم مفاتيح الممثل، ولا يمكن تجاهل أن عملي مع مختلف الكوادر والمخرجين الفنيَّة قد اسهم في خلق مساحة كبيرة للعمل والتطوير والتجريب.


*أشتغالات

نخيل : كيف تشاهدين الستارة الآن ؟ وهل يضاهي المستوى الجمالي الشرقي مع الغربي ؟

الجزائري : بداية أقول المسرح هو جزء كبير من حياتي، وبعيداً عن الشعارات التي يعرفها الكل فالمسرح هو المشروع الأول والأساسي بالنسبة لي. وأنا منذ سنة 2013 م لدي مسرحي الخاص الذي يعتمد على تعدد اللغات، وتعدد الأساليب الفنية، وأنا معنيَّة بكل تفاصيله منذ الكتابة وحتى لحظة العرض على الجمهور،وأنا بصراحة أميل إلى المشاريع المسرحية لما فيه من عمل كبير، وتعقيد أكثر، ولما يطرحه من مواضيع قد تكون الدراما التلفزيونيَّة بعيدة عنها .وبالعودة إلى الشق الثاني من السؤال فمن المعلوم أن الأساليب الفنيَّة الموجودة في الغرب تختلف عن الأساليب الموجودة في الشرق، وهذا بطبيعة الحال يأتي كنتيجة حتمية لاختلاف النظريات التي تطرح وتدرس في الغرب، وما يميّز الغرب أيضاً هو التنسيق والتنظيم ابتداءً بالكتابة ومروراً بالإخراج وليس انتهاءً بالعرض على الجمهور.الاشتغال على الممثلين في الغرب يكون على مستوى عالٍ فمثلاً أنا أعمل بلجان قبول الممثلين السويديين المتكونة من أربعة أو خمسة أشخاص، وعادة ما يقترب عدد المتقدمين من ألفي شخص، يقبل منهم اثنا عشر شخصاً، للدخول في كلّيات المسرح "البكالوريوس والماجستير"، التي تعمل على تطويره أدواته تقنيَّاً، فنيّاً، وجسديَّاً .


*الأضطراب السياسي  

نخيل : ماهو مدى التقيم الإبداعي لمستوى كتابة النصّ في العراق ؟
الجزائري : النص أو الطرح العراقي بصورة عامّة ما زال يدور في المواضيع والواقع السياسي الذي يعيشه العراق الجريح من تناقضات واضطرابات سياسية، ولكن نأمل في السنوات القادمة أن تأخذ الدراما على عاتقها تقديم الأعمال التي تهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية بشكل أكبر من الجوانب السياسية، وهذا ما ينتظره الجمهور العربي من الدراما العراقية وهذا ما لمسته بحكم تواجدي في القاهرة. 

*التنوع

نخيل : ماذا عن اختلاف اللهجات العراقية ،  في كتابة السيناريو التي تركت تأثر بالمجتمع العراقي سلبياً ؟ 
الجزائري : أبداً؛ لأن التنوع والاختلافي اللغوي واللهجي يضفي على النص عمقاً وتشويقاً، ويساعد الشخصيَّات في الوصول إلى حقها الثقافي ورسم وتأطير الأبعاد الفنية التي تتصل بها، وهذا بطبيعة الحال يختلف عمَّا كان يحصل في الدراما العراقيَّة تحديداً عندما كانت الشخصيات كلها تنطق بلغة الكاتب أو لهجته وهذا بطبيعة الحال يبعدها عن الصدق الفني في رسم الشخصية .

*المعالجات الدرامية

نخيل : هل أنتِ مع المعالجة داخل النص او إثارة الأسئلة في النص ؟
الجزائري : أنا مع الأثنين، ولاسيَّما غذا كتب النص بشكل جيّد، فأنا مع المعالجة إذا كُتبت بشكل جيد وغير مباشر، وأنها تعالج بشكل جديد أو مفاجئ وبشكل صحيح وعميق، وأنا مع إثارة الأسئلة الفلسفيَّة العميقة المتّصلة بحيوات الشخصيات وليست مجرد أشياء مفتوحة، أن باختصار مع الوعي والنضج والمعالجات الادرامية العميقة والحديثة، وهذا ما نشاهده في السنوات الأخيرة تحديداً فيما يعرض في نيتفلكس من أعمال تثير الكثير من الأسئلة العميقة .ولأجل ذلك فعل مخرجينا وحتى ممثلينا أن يكونوا على قدر كبير من الوعي بهذه المسألة؛ ولاسيَّما أن الكاتب إذا كتب بشكل جيّد فعلى المخرج والممثل أن يفهم الكيفيَّة التي كُتبت بها تلك النصوص معرفية الكيفيّة التي تتحول في ضوئها شخصيات العمل .

*التقنيات

نخيل : ماذا عن السينما وأبتعدتكِ عنها ؟ 
الجزائري : هذا الأمر يأتي بحكم البلدان التي أقيم وأعمل فيها، فمثلاً أن المسرح في السويد يأتي بالدرجة الأولى ومن ثم يأتي التلفزيون ومن ثم السينما، في حين التلفزيون مثلاً في العراق يأتي بالدرجة الأولى وبعده يأتي المسرح ومن ثم السينما ، والسينما كما هو معلوم صناعة تحتاج إلى أرضية وقاعدة رصينة من حيث الانتاج والنص والتقنيات ووعي المخرجين بالفرق بين السينما والتلفزيون، أضف إلى ذلك فإن السينما تحتاج إلى ميزانيات عالية ، ويبقى المسرح بالنسبة لي من الأمكنة المحببة والتي أتفاعل معها بشكل مباشر بسبب قربه من الجمهور وردود أفعالهم، ولكن مع ذلك فإنا أتمنى أن تنهض السينما سواء في العراق أم في السويد .

*الهدف الفني

نخيل : ما هي خطيئتك الأولى في التمثيل ؟

الجزائري : هي خطيئة مستمرة، فأنا أرى أن التمثيل يعتمد على البناء المشترك بين الممثل والنص والمخرج، ومن ثم فأنا لا أؤمن بالممثل المفرد، وموضوعة النجوم بالنسبة لي لا تمثل العمل الفني الصحيح، والوعي بهذا الموضوع في الوطن العربي وفي العراق تحديداً أجده منقوصاً للأسف. موضوعة البناء بين الممثلين للوصول بالمشهد إلى أعلى مستويات الإبداع والرقي الفني بالنسبة لي هو الهدف، والوعي بهذا الموضوع في بعض الأحيان يكون غير موجود وبالتالي تخرج المشاهد منقوصة إلى المتلقيين. ولذلك فإنا أتمنى بالمستقبل أن يزيد الوعي بهذا الموضوع وأن نعمل بشكل فريق لا نعمل كأفراد تهتم بذواتها فقط، ومن خلال ذلك كله نستطيع أن نرتقي بالدراما .


*السوشل ميديا

نخيل : هل تحاولين إرضاء النقّاد، وما رأيك بالنقد في الوطن العربي؟

الجزائري : بداية أنا أتصور أن النقد في الوطن العربي وبصورة عامة منقوص، وأنا أفهم أن النقد دراسة وتحليل وأناس اختصوا بالنقد والتحليل، وهذا ما تفتقر إليه الكليات في الوقت الحالي سواء في الوطن العربي أم في السويد، وهذا الموضوع شائك ومعقد، وأتمنى من الجهات المختصة والكلّيات أن تهتم بالنقد المسرحي والتلفزيوني؛ ولاسيَّما أن بوصلة العمل في الفترة الأخيرة صارت محكومة بالترند والسوشل ميديا وبموضوعات لا تمت إلى الفن بصلة.

*العودة

نخيل : متى نشاهد عودتكِ من جديد إلى الدراما العراقية ؟

الجزائري : بداية أنا لا أعتبر نفسي غائبة عن الدراما العراقية أو معتزلة كما يقال، المشكلة أن الأعمال الدرامية  في العراق قليلة بحكم الظروف التي يمر بها البلد وتبعاتها، أضف إلى ذلك فأنا كريام من النوع الذي يهتم كثيراً بنوعية العمل ونوعية الحكاية. ومع ذلك كله فهناك مشاريع قادمة في الأفق القريب .

*الوصايا الفنية

نخيل : وصيتك الأخيرة للمسرح وشاشة التلفاز ؟

الجزائري : الحرص، الاجتهاد والمثابرة، وأخذ المواضيع بجدّية مطلقة، وأخذ المواضيع بوعي وإدراك لما يجب علينا فعله؛ وأن نحترم وعي المشاهد والمتلقي؛ وأن نقدم له ما يمسه من القضايا والنصوص؛ والاقتراب منه ومعرفة ما يريد من الأعمال الدرامية (عن المشاهد العراقي اتحدث)؛ ولاسيَّما أن المشاهد في هذه الأيام على وعي كبير بما يقدّم وأنه يصل إلى الأعمال العالمية بسهولة ويسر بفعل المنصات الإلكترونية.

*الآلة الكاميرا

نخيل : ماهي النظرة الأولى الكاميرا ؟

الجزائري : علاقتي مع الكاميرا "هذه الآلة المذهلة" بدأت مبكراً وتحديداً في السنة السادسة من عمري من خلال المسلسل الذي انتجه التلفزيون العراقي "ثلاثية كريات الثلج" والذي أخرجته المبدعة "فردوس مدحت" مع الفنان القدير فخري العقيدي، وبطبيعة الحال فإن هذا العمل ساعدني كثيراً في فهم المبادئ الأساسية للعمل الدرامي، ومعرفة أشياء بسيطة عن الكاميرا والتمثيل ، ويجب على الممثل كما هو معلوم أن يعي أن هنالك علاقة ثلاثية وثيقة بينه وبين المخرج ومدير التصوير في مكان العمل وتحديداً في لحظة تأدية المشهد، فيجب عليه أن يعرف إلى أين يتجه ومعرفة حركية الكاميرا ونوعية اللقطات التي يطبقها مدير التصوير وكوادره المختصة بعد أن يحدد المخرج تللك اللقطات التي يريدها ، ومعنى ذلك فإن الممثل عليه أن يعي هذه العلاقة الثلاثية ويدرك متطلباتها لكي يكون على قدر عالٍ في أثناء تأدية المشهد ولاسيَّما أن إيقاع المشهد يتحدد بإيقاع الكاميرا، ولأجل ذلك كله فالممثل بحاجة ماسة إلى المران والتدريب والاشتراك في الدورات الفنية حتي يكون التمثيل صحيحاً وعميقاً .

*رأس المال

نخيل : هل الدراما أصبحت الآن عبارة عن صناعة محتوى أستهلاكي وتقليدي من أعمال آخرى ؟

الجزائري : نعم وبشكل كبير، وهذا الموضوع بطبيعة الحال له علاقة بمعرفة المادة التي تقدّم، بمعنى أن الإنتاج أو لنقل الجهة التي تأخذ على عاتقها تهيئة الأموال اللازمة يجب أن تدرك وتعي ماهيَّة المادة التي يراد تقديمها؛ لأن وببساطة إذا لم تكن الميزانيَّات موازية لتلك المادة فإن العمل سيخرج بمستوى غير لائق، ومن ثم فالوعي برأس المال يجب أن يصاحبه وعيّ بالعمل الفني .