loader
MaskImg

حوارات

فلاح إبراهيم : المسرح هو ضمير مجتمع وفعل إنساني لصناعة مجتمع

breakLine

فلاح إبراهيم : المسرح هو ضمير مجتمع وفعل إنساني لصناعة مجتمع .

ممثل عراقي مواليد 15 سبتمبر عام 1962  بدأت مسيرته في الإخراج المسرحي في كلية الفنون الجميلة في بغداد، أنشغل بالتمثيل ولم يبدأ تجربة الإخراج إلا سنة 2000. ولعل "الهجرة إلى الحب" و"خريف الجنرالات" و"حرير ، من الفنانين الذين عملوا في السينما والمسرح والتلفزيون فهو يمتلك أكثر من 50 عملًا مسرحيًا كممثل وعشر اعمال مسرحية كمخرج وعشرين كسينوغرافي ومن اعماله ( الغوريلا) و ( تقاسيم على نغم النوى) و( المومياء) و ( قلب الحدث) وشارك في الملحمة الشعبية (بيت الطين ) في أجزاءها الأربع ، وحصل على عدد من الجوائز، كانت أولها جائزة أفضل ممثل وأعد عام 1988 عن مسرحية (الغوريلا) وجائزة أفضل مخرج عام 2000 عن مسرحية (بياض الظل) وجائزة الدولة للمحترفين عام 2002 عن مسرحية (الهجرة إلى الحب) .


حاوره || عمّار عبد الخالق  _ وكالة نخيل عراقي \ خاصّ

 

* أين تركت وجهك في سينوغرافيا المسرح العراقي ؟

_ لمْ أتركها مُخيراً بلْ مُجبراً لأني أخذت موقفاً من المسرح العراقي بصفة عامة .


* لماذا " يارب " يجوع الفنان ويهمش مَن قبل الحكومة العراقيَّة بطرق سياسية تدل على ‏الإذلال والإقصاء ؟

_ السبب هو السياسي العراقيَّ، الذي يمت بالقرار وصانعيه بصلة كبيرة, وهناك ظلم ومحاولة إذلال وتجويع للفنان العراقي, ولهذا كان لي هذا الموقف الذي أطلقته في يوم المسرح العالمي والذي كُرمت فيه ، رغم أنَّ المسرح العراقي يمتلك طاقات وقامات فنية كبيرة على مستوى التمثيل والتأليف والإخراج ولكن عدم الاهتمام والإهمال يجعلنا أمام انتاج غير حقيقي يوازي تلك الإمكانات, والدليل إننا نشاهد اليوم في العراق إنّ الرياضة بصورة عامة وكرة القدم خاصة في أدنى مستوياتها, بسبب انّ السياسيين في البلد لا تعني لهم تلك الرياضة شيئاً, ولكن لو لاحظنا ما تقدمه تلك الرياضة من أواصر وطنية تربط المواطن بوطنه, وهكذا الحال في الدراما والغناء التي تنتج حبّ الوطن .

* حدثني عن الذكرى الأخيرة التجميل الجنة " المسرح " متى كانت ؟

_ المسرح العراقي حياته ومنتجه عظيم, لأن أساتذتنا الذين سبقونا والأجيال السابقة واللاحقة كلهم في بحث دائم عن صناعة جنة جميلة وتاريخ مهم للمسرح العراقي.


* كيف تشاهد أداء الممثل المسرحي والتلفزيوني العراقي لكلا الجنسين ؟ بالآونة الأخيرة

_ الممثل العراقي هو ممثل ممتاز, ويحتاج لفرص حقيقية ليثبت نفسه , وأنا أعتقد إنّ الممثلين العراقيين في بعض التجارب التي أعطتهم حقّهم أثبتوا فيها حضوراً فاعلاً جداً, لأن التمثيل في العراق مرّ بتجارب واكتشافات مهمة جداً, على الرغم من معاناة الممثل والممثلة العراقية من قلة الأعمال وقلة التجارب, وعدم وجود السينما والتي بدورها تسعى دائما لصناعة نجم مهم, ومشكلتنا الدائمة هي في الأداء لأن الممثل في التلفزيون والسينما يحتاج إلى خبرة أدائية تختلف عن الخبرة الأدائية في المسرح, وها نحن نشاهد طاقات شبابية جديدة تبشر بخير قادم في المسرح والدراما والتأليف والإخراج العراقي.

* العراق لم يفهم مفهوم المسرح الحديث ؟ وتلاعب على النوتة الموسيقية الستارة ؟

_ العراق يفهم المسرح الحديث بشكل رائع, وتجاربه ممتدة على مستوى أجيال بتقديم مسرح حديث من ( المرحوم إبراهيم جلال, وجاسم العبودي, وعوني كرومي, وعزيز خيون, وسامي عبد الحميد, وباسم قهار, وناجي عبد الأمير, ومهند هادي, وأحمد حسن موسى, وكاظم نصار, وسنان العزاوي ...) وأسماء كثيرة في الخارطة المسرحيّة العراقيّة هي حديثة وتبحث عن الحداثة في المسرح على مستويات مختلفة في التأليف والإخراج والتمثيل.

* من يخترق لغة السينما .. الممثل .. الإنتاج.. الجمهور ؟

_ السينما صناعة تعتمد على رأس المال والبنى التحتية وعلى التسويق, ولكننا اليوم في السينما العراقية نعاني من توفر هذه المقومات الثلاث وبالأخص عنصر التسويق الذي نفتقده في الأعمال العراقية.

* المسرح فعلا قادرًا على حراسة الهشاشة التي تسكن في الكراسي المتحركة في أخر القاعة ؟

_ المسرح هو ضمير مجتمع وفعل إنساني لصناعة مجتمع, كما قال الفنان المرحوم بدري حسون فريد ( الفنان هو مهندس المجتمع ), لذلك عندما تريد أنْ تبني مجتمعاً حقيقياً عليك أنْ تهتم بجوانب السعادة والفرح عند ذلك المجتمع, كالثقافة والفن والموسيقى لأنها تطوّر الجانب الإنساني عند المواطن وتجعله متفهماً لما مطلوب منه.

* يمكن أعتبار النقد المسرحي جزءا من الأزمة التي تسكن جسد الأعمال المسرحية ؟

_ أعتقد أنّ التجربة النقدية في الوقت الحالي على مستوى المسرح والدراما تمرّ بأزمة لما حلّ بالمسرح والدراما من أزمة أيضاً, وإننا اليوم نحتاج إلى نقد علمي, لأن الاستسهال للفن واستغلال حاجات المراهقين لموضوعات تافهة بعيدة عن القيّم والأخلاق يجعل من بعض الطارئين وضعاف النفوس يحصدون المشاهدات الكثيرة لأعمالهم المبتذلة.

* كلما أوغل الفن في طريق مسدود تكاثر الفنانون ؟ من مزق مرايا الأزياء بنفوسنا أتجاه العمل الإبداعي ؟

_  هذا الانحسار في الثقافة والفن والرياضة والفعاليات الإنسانية والمجتمعية العراقية كان منذ زمن بسبب تهميش وتجويع المثقف والفنان أو شراء ذمم بعضهم.

* فعلا أصبح دور المسرح العراقي يقتصر على تقديم نوع من المتعة واللذة الحسية فقط ولا يمكن له أن يكون جزءا مؤثرًا من تركيبة المجتمع ؟

_ لا أحد يمكن له أنْ ينكر تأثير وتاريخ المسرح العراقي على مستوى خارطة الوطن العربي, لأن تجارب المسرح العراقي عالمية في شغلها على المسرح, والكثير ينتظر ما يُقدم على المسرح العراقي .

* هل المسرح العراقي أبتعد عن المضامين الإنسانية ؟  

_ المسرح العراقي لمْ يبتعد عن المضامين الإنسانية وعلى مدى 80 عاماً قدم تجارب عظيمة تلامس الفكر الإنساني والوطني.

* ماهي وصاياك القادمة للمسرح والدراما ؟

_ نحتاج إلى أنْ نفكر كيف نقدم دراما عراقية تليق بالهم العراقي والفنان والمواطن العراقي, وكيف نستهدف المشاهد العربي, وهذا يحتاج إلى وقفة كبيرة جداً من الكتّاب والمخرجين والممثلين والمنتجين والدولة, حتى يتم تقديم دراما بشكل فني رائع ومتطور على مستوى الصورة والتقنية ونستطيع أنْ نشكل حضوراً متميزاً للمشاهدة العربية.