loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

الرواية العربية وطرق المواكبة للمتغيرات المجتمعية

breakLine
2021-08-28

 تقرير / عمار عبد الخالق  

 

تعيش الرواية العربية في السنوات الأخيرة أوجها عصرها، بل أنها باتت الفن الأدبي الأبرز دون منازع، وبدأنا نلاحظ أن كثيرا من الشعراء والقصاصين وحتى السياسيين لجأوا إلى الرواية لتكون نافذة لإيصال إبداعاتهم لشريحة واسعة من القراء. ومع هذا الزخم الهائل من الروايات كما ونوعا مازال البعض يراها قاصرة في تسليط الضوء التغيرات الاجتماعية التي عصفت بالمنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة إذ ما ينقص الروائيون ربما الحاجة لحفر أعمق في المعضلات الاجتماعية بدلا من طرح مواضيع مكررة أو تقديم أعمال مكتوبة بطريقة متسرعة. ولعل السؤال الأهم يتعلق بالأسباب التي تحول دون تطرق روائيين ممن يعيشون في مجتمعات ترزح حتى مشاكل جمة إلى هذه المعضلات، وهل يتعلق الأمر بالخوف السياسي أو من جهات دينية مشددة أو حتى اجتماعية تتهم الكتاب بإفساد الناس والتطرق إلى السلبي والتركيز عليه بدلا من الإيجابي. والسؤال الثاني يتعلق بمدى نجاح الرواية في نقل الحقيقة مقابل مساهمتها ودورها في إحداث تغيير في هذه الحقائق التي صارت في بعض المجتمعات مقدسة لا يجور المساس بها علما أنها هم من صنعها ، ومن هنا تطرقنا لطرح سؤال على بعض الروائين والأكاديمين والباحثين في مجال الرواية : إلى اي أحد استطاعت الرواية العربية مواكبة التغيرات الاجتماعية ؟


الرواية مرآة عاكسة للحدث الاجتماعي

  الروائي والكاتب ارتري حجي جابرتحدث قائلاً : على الدوام كانت الرواية مرآة عاكسة للتغيرات الاجتماعية بل أستطيع القول إنها تقتات عليها غالبا وهذا أمر لا يحسب للرواية دائما، فهذا اللهاث وراء محاكاة مايحدث كان في بعض الأحيان خصماً من الفن والإبداع حين ينشغل بإبداء الرأي وأخذ موقف مما جرى على حساب الأسلوب والصنعة.

وأضاف: لا أريد أن يفهم من كلامي أني ضد التطرق لهموم المجتمع فالروائي أحد أفراده آخر المطاف، لكن يجب عليه ألا يرتدي قبعة السياسي أو الناشط وهو يفعل ذلك. ثمة مسافة يجب أن يُبقي عليها الكاتب كي لايتورط في الخطاب كثيراً على حساب المتعة والشكل.                                                    


الرواية الواقعية لا تنشئ بناء مستقبلي

يرى الكاتب والمفكر السوداني عماد البليك : أن الرواية تكتب عن الواقع الاجتماعي لكنها لا تنشيء تصورات جديدة لها ذات بنية مستقبلية، تكتفي فقط بالتماس مع المباشر والعادي واليومي. بالتالي يمكن القول إنها مواكبة ناقصة.

ومن جانب اخر وضح البليك :  أن الموانع كثيرة جدا، فهناك حزمة من أشكال التسلط التي تتجلى سواء في القالب السياسي أو غيره من القوالب التي تشكل تابوهات اجتماعية أو حتى مصالح اجتماعية أو عقائدية الخ.. وهي تصوّر لنا أنساقا سلطوية سياسية في نهاية الأمر.

وأضاف : الرواية هي فن مطلوب منه بناء واقع افتراضي خاص، من خلاله يعاد تشكيل بنى الواقع البراني، ولا يتعلق الأمر مباشرة بنقل الحقيقة أو تصوير رسالي معين، هذا يحدث من خلال تقاطعات القارئ أو المتلقي مع احالات النص التي تشكلها مرجعيات ذلك القارئ.


الرواية ترابط المحاذير السياسية

وقال الكاتب والباحث الفلسطيني د . حسين المناصرة : أنَّ  الرواية العربية هي رواية تحولات وتغيرات، ولا يوجد جنس أدبي له القدرة المميزة على مواكبة التغيرات الاجتماعية  العربية، غير الرواية، فهي جنس الأجناس الأدبية، ونص هجين مفتوح على الأدبي وغير الأدبي؛ لذلك يمكن القول بأن مجمل الروايات العربية منذ مطلع القرن العشرين إلى اليوم، استطاعت أن تحقق وجودًا متميزًا في معالجة مجمل قضايا الواقع وتشرذماته في ضوء الكتابة الروائية التخييلية،على أية حال، مهما كانت درجة ارتباطها بالواقع.

وتحدث المناصرة عن الموانع عن كتابة الرواية : وبكل تأكيد، بسبب محاذير التابو، سواء أكانت سياسية، أو دينية، أو اجتماعية، أو أخلاقية، كان هناك اخفاقات في مراحل عديدة تسببت في أن تقمع الروائي في سياق ما تتطلبه الرواية من جرأة، لذلك يكون اللجوء إلى الترميز والإيحاء  في الكتابة الروائية أمرً حتميًا، ثم غدت الرواية أكثر انفتاحًا وحرية مع الفضاء الإلكتروني أو الرقمي.

وأضاف : نقل الحقيقة أو تغييبها مسألة نسبية ؛ فنحن نعيش في مجتمعات مسكونة بالقهر، والاستلاب، والدكتاتورية، والقمع...إلخ، وغدا واقعنا أكثر خيالية من الخيال، مما يعني أن الحرية المطلقة أمر مستحيل في سياقات هذا الواقع؛ لذلك لا بد من التحايل، واللجوء إلى اللغة فوق اللغة، لتبدو الكتابة السردية وكأنها طبقات، أو مستويات من المقروئية المتعددة.

                                           
       التغيرات في الرواية مرتبطة بالسياسية
                  
وتحدث أ د.خالد علي ياس الكاتب والاكاديمي والباحث العراقي قائلاً :

ـــــ هذا النّمط من الأسئلة يعيد إلى ذهني الجدلية النقدية الاجتماعية وعلاقة النّص بتحولات الواقع ، والحقيقة أنّ الرواية عموما وليس العربية فقط من أفضل الأنواع الأدبية في تعبيرها عن هذه التغيرات بسبب طبيعتها التي تعتمد تخيل الواقع نفسه وإعادة سرده على شكل أحداث مموهة جماليا، ولنا في الجيل الخمسيني من الروائيين العرب مثل محفوظ والتكرلي وغيرهما مثال واضح على ذلك كونهم باشروا العلاقة في التعبير وتبنت الاجيال اللاحقة ذلك ولكن برؤية أكثر حداثة وتجريد.
•  
وأضاف : التغيرات الاجتماعية عادة مرتبطة بالسياسة كون السياسة جزءا من واقعنا وحياتنا اليومية لما فيها من انكسارات مستمرة ، ولعل قضية خرق التابو عموما من الممنوعات على الروائي وليس السياسة فقط وإلاّ لما ارتبطت بالأمر أعمال مثل أولاد حارتنا ووليمة لأعشاب البحر وبنات الرياض وغيرها الكثير. 


مشيراً : الأدب عموما يعتمد الخيال والافتراء والكذب لأنّ غايته تمويه الواقع الحقيقي وإبداله جماليا برؤية مغايرة عن طريق رؤية الكتاب لعالمهم ، وللرواية خصوصية في ذلك كونها تعتمد قصا يجمع الحقيقي والمتخيل دائما ، لكننا في حقيقة الأمر يجب ان نتعامل مع الحقائق جميعا في الرواية على أنها خيال حتى لو كانت من صلب الحقيقة كما في أحداث التاريخ وقضايا المجتمع وسير الشخصيات المعروفة ، من منطلق أنّ الرواية نص أدبي ولا أدب من دون خيال ، وبهذا تندمج هذه الحقائق في ضمن المتخيل السردي لعالم الرواية مما يكسبها دلالة جديدة ورؤية مختلفة تنزاح بها عن طبيعتها الأصل

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي