يعنى بالسرد القصصي والروائي
عبد الحسين الشيخ علي | كاتب عراقي
في أطهر لحظات الفراق، حيث يلتقي الألم والوداع بشغف الرحيل، وقفتُ هناك وحيداً أمام أبواب الرحيل. حطيتُ على القلب يدي، كمن يُشرع في دفن أحلامه الآثمة، وكأنما اللحن الحزين يتلاشى خلف ستار الليل.
في تلك اللحظة، كانت السماء تنزف دموعاً ملونة، تروي قصة حبّ مريرة معلقة بين شفاه السحب. وأمام عيوني، كان الغروب يتمايل كراقص مجروح، يرقص على أنغام الوداع. حطيت يدي على قلبي المنكسر، لأشعر بلهيب الألم يتسلل ببطء شديد.
في هذه اللحظات الفارغة، تسائلت عن كيف يمكن للزمن أن يستمر في مسيرته اللافتة، بينما قلبي يندفع نحو الهاوية. كانت الكلمات تحتضن الصمت المؤلم، والأفكار تلتف حول مشاعر الفقد والخسارة، كما يلتف الضباب حول جبين الجبال.
وضعتُ على القلب يدي برهة، لكنني شعرتُ وكأنني أدفن في تراب الألم. كانت اللحظة تنزف بمرارة، وأنا أنظر إلى أفق الرحيل وكأنه قبر يستعرض تفاصيل آخر لحظة. أغمضتُ عيني، والألم يتسلل إلى أعماق الروح، كالسيف اللاذع يجرح ويحفر في أنسجة الذكريات.
وحينما ودعت حيدي، كانت تلك اللحظة وداعاً لأمنيات قد رميت برمال النسيان، وكأنني أنا الراحل في قبر اللحظات الجميلة، والألم يراقصني في مهرجان الفراق، وأنا أغني موسيقى الوداع بصمت مؤلم.
