يعنى بالسرد القصصي والروائي
حيدر غراس | قاص وشاعر عراقي
هل تؤمنين أن الرجال يبيضون من أظافرهم،
يأكلونها نيئة بأسنان فولاذية، الأنكأ من ذلك وكما تعلمين يقشّرون نصفها ويدّخرون قشور نصفها الآخر لبياض سوادهم
المشكلة لا تكمن في البيض ولا في الأسنان الفولاذية،
قد تكمن في أظافرهم كلما هرشوا طفح جيوبهم الخالية.
وكرجل كما تكررين،
ازهد فكرة التفقيس لأظافري لحد اللعن الأخير مستبدلا دحرجة البيض، بمخاض الولادة
حتى أنه في آخر نوبات الطلق أصبت بأحداها وما زال يقيم ولائمه الشتوية في عنقي هناك، منذ ثلاثون حرب وعام.
أعود لأظافري ولكن هذة المرة بعيداً عمّا تؤمنين، فنحن الرجال لنا لغتنا الخاصة لا شأن لها بأنوثة الورق، قريبة من فحولة الأظافر.
ولذا نجتهد في لذة الوصول قبل وبعد بلوغ سن اليأس.
وكواحد من أولئك الرجال الذين يقشرون بأظافرهم بطانات العوز طبقة تلو الأخرى لم أترك بطانة تسلم من تقشيري حتّى التي تجتهدين في دسّ أظافرك فيها.
قد تكَون أحد مشاكلنا نحن الرجال أنّنا لا نجيد فن طلاء الأظافر كون (الجصّ)لايفقه كثيرا في علم إخر قصّات الموضة وينام بين طيّاتها متوسّداً ذاك الازرقاق قبل وبعد صباحات البرد
أخبري صديقاتك ذات يوم أنّك كنت تعرفين رجلاً سيئاً جداً يطول حديثه في وصف الأشياء ويحملها أصباغ أخرى ليس لها علاقة بالألوان كما نحن النساء حين نبالغ في إطالة أظافرنا ، وكلّما أردن التعرف عليه أخبريهن أنّه رجل منذ خمسين عاماً يهرش خصيتيّ الساعات ليدمي الملابس الدخلية منها وإن كان مقتلع الأظافر
مما لا تعلميه إن الرجال بعد قراءة النص سيلعنوني جميعهم وهم يقضمون أظافرهم.
