loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

أملي

breakLine

هبة الزيني  /  قاصة فلسطينية

 

كيفَ لي أن أسرد ذلك المشهد،
سريرٌ مُحاطٌ بالأطباء، وصغيرتي تحتضر فوقهُ.. رأيتُ وجهها الملائكي مبتسما بينما هي غارقةٌ في نومها المُعتاد.
لامست يدايَ وجنتها وطبعتُ قبلةً على تفاحة خدّها.. غنيت لها؛ أقبل حمامُ الصباح فهيّا يا أقحوانتي الجميلة، لكنها في أحضان الملائكة مُستلقية. داعبتُ أطرافها لعلها تُنيرُ شمسَ الصباح، بدأتُ اعزفُ باسمِها أجمل الألحان؛ أمل حياتي يكفيكِ دلعًا معشوقةُ قلبي أفيقي، واشعلي تلكَ المجراتِ اللامعة كانت تُحلقُ بعيدًا.. بينما كُنتُ اشتمُ تفاصيلها الصغيرة.. لم تستجب لي، خرجتُ بِها مُسرعةً وصراخي يملأُ الارجاء جميعُ من حولي يتسائلون، والبعضُ صامت. صوتي لم يكفَ عن مُناداتِها وشتاتي لم يكُن لهُ نهاية.
وصلتُ بها إلى ذاكَ المسلخِ اللعين، اختطفها الأطباء من بينِ ذراعيّ لم اسمع بعدها سوى أصواتِ صراخ، لم اهدأ قط.
صغيرتي لم يعد فيها مكانٌ خال من الأجهزة، ترقدُ على ذاك السريرِ المزعج ولا تُحركُ ساكنًا. دقت ساعةُ الصفر.. أمل قد فارقت الحياة! 
أصبح الحديثُ دمعاتٍ خرجتُ مفجوعة لغرفةِ العناية المشددة. 
كانت زهرتي العطرية تحتلُ سرير الرّحيل. اقتربتُ منها، قبلتها من رأسها لأخمصِ قدميها وأنا أمسحُ بيديّ على خيوط شعرِها الحريري.. أملي قد استعجلتِ الرحيل كانَ أمامُنا الكثير، كنتُ سأروي لكِ القصص وأزفُكِ بالحرير، لكنَ القدرَ قد شاء أن يسقيني كؤوسا من الأحزان، وعزائي أن الجنة تحتفي بكِ الآن...