يعنى بالسرد القصصي والروائي
توفيق أحمد | شاعر وكاتب سوري
سَأَلَتني إحدى الصحفيّات المُشْتَغِلاتِ بالأدبِ:
كيف تتجلّى صورةُ الأنثى في قصائِدِك؟
فأجبتُها بالتالي:
هي انتظارٌ مُؤَجَّلٌ وجَسَدٌ رافِلٌ بالبُروق، وهي جُزُرٌ من الحنين والأحلامِ الجانحة، وبَرارٍ من الوهَج والدفء، والحاملةُ لمفاتيح الماء، والتي تَجُرُّ اليباسَ على رأسِهِ، وهي التي تُرْهِقُ الألوانَ عندما تُريدُ رَسْمَها وتُفَصِّلُ البُرْدةَ للورد، وصحوةُ الغيمات من أوهامِها، وهي القصيدةُ في الضمير وكُلُّ لحظاتِ العشق الجميل وذاكرةُ المواسم والفصول، وهي الصوتُ الذي يزدادُ عمقاً ليُوقِظَ ما بقي من الطّلول، وهي التي يُجَدِّدنا انتظارُها كما أنها كُلُّ ربيعٍ يمرُّ على الحقول وهي نهرُ النور في الخيال...
شفاهُها المُكابرةُ تُؤرِّخ لأزماننا، وهي النيرانُ في أحطابنا وهي شَهْقةُ الليل في ضمير الشّموع، وهي ذاتُ العينين اللتين ترفضانِ انعتاقنا..
هي الطَّيْرُ المسافِرُ في الأغاني، والحُلمُ الوحيد في الجَفنِ، نلتقيها حين تأوي الطيورُ لأعشاشِها، وعلى المَفْرَقِ عند دربِ الغدير لأنها صلاةٌ على المِرْشَفِ ولونُ التَّوَهُّج في المُطلق...
هي قصيدةٌ حين لا تأتي وحين تأتي وهي وردةٌ جوريةٌ حمراءٌ تواجِهُ دائماً غَضبَ الشتاء.. جَسَدها معجونٌ بالكلمات حتى ما بَعْدَ الاشتهاء، وثغرها مصنوعٌ من عسلٍ ونعناعٍ وماءْ...
هذا بعُض البعضِ مِنْ أيةِ امرأة.