يعنى بالسرد القصصي والروائي
سامية خليفة
كاتبة | لبنانية
لا أدري هل أنا وحدي فقط منْ تتسربلُ بي الأحلامُ لتكملَ أحداثَها في اليقظةِ كما يشاءُ لها؟
كلّما أهربُ من ليالي الصّقيعِ، المرتعدةُ فرائصُها، تلاحقني ليلةٌ نابحٌ كابوسُها، جاثمٌ الرعبُ على عتبتِها كما جثمَ غرابُ إدغار فوقَ بابِ حجرتِه، أرتعشُ فتحوطُني الرّؤيا بأسئلتِها المستفزّةِ المتدفّقةِ من خاصرةِ الرّهبة أمواجًا لأراني على سفرٍ بقاربٍ مهترئةٍ أخشابُه، أجذّفُ به عبثًا. التأتآتُ تفرقعُ في حنجرتي، تخرج منها الأسئلةُ جريحةً مدماةً، لمَ؟ كيف؟ متى؟ أين، وغيرها، كلّها ماتتْ بعدما شعرتْ بالخزيِ، قد ضاعتْ قيمتُها فلم تلدْ إثرَها أيُّ إجابةٍ تشفي الغليلَ، ومَنْ هم خلفي تركتهم جثثا نازفةً، أو محترقةً، هؤلاء لم تصبْهم شظايا تأتآتي، بل أصابتهم شظايا اللّاإنسانيّة المغمسة بشريعة الغاب، ذلك هو كابوسي الذي يعرضُ في مسرحياتٍ كلما وصل المتفرجون إلى مشهديّة الجثثِ منهم من يقهقهُ، من يستهزئ، منهم من يصرخ أو يبكي، ومنهم من يصمت.