يعنى بالسرد القصصي والروائي
فوز حمزة
قاصة | عراقية
تأملتْ عينيهِ الرائعتين قبل أن تقول له:
-مارأيكَ أن نمارسَ اللعبَ معًا؟.
من دون أن يجيب.. أبدى حماسًا!.
أردفتْ:
-لنطلق إحساسنا للأمنيات المستحيلة.
-كيف؟ سألها.
-هل تخيلت نفسكَ بلا صوت؟.
ردَّ بعد تفكير:
-لولا أنني ما أنا الآن لكنتُ صديقي الذي حرم من نعمة الكلام!.
-ذلك لا يمنع أن تكون شاعرًا..
-لولا أنه يلحق بي كالفتى العاشق لمحبوبته الشعر، لم أتمنه يومًا فى حياتي.. هربتُ منه هروب الجبان من الموت، ولولا أني وجدتُ في الشعر ضالتي لأحارب العدو اللدود ( لولا ) لما كتبت حرفًا تقرأه العيون لترى بعض التمني..
-تمنيتُ أن أكون سعيدة، وأنا مبتورة الساقين لولا أن دربي طويل، وخطواتي تسبقني..
-تمنيتُ أن لا يراني والدي.. حمّلني إحساس اليُتم.. أحب والدي، لكني لستُ أنا حينما تمنيتُ أن لا أراه.
-تمنيتُ أن أموت، ويعم العالم سلام أبدي لولا أني ما أزال حية!.
-تمنيتُ أن تموت ( لولا) لتصبح أمنياتي ممكنة..
-تمنيتُ أن أشهد انتحار ذكرياتي..
-تمنيتُ أن تظل الأيام صغيرة، ولا تكبر بي..
-تمنيتُ أن تعيرني الطيور أجنحتها..
تمنيتُ ألا تذبل زهور تلك الحديقة.. أتذكرينها؟.
-مَنْ قال إنها ذبلتْ؟.
-أحسستُ ذلك من رعشة الظل..
-بل هي النسائم تشاكس الشجر.. تنتزعُ منها أسرار العاشقين الذين مروا من هنا.
-لا أنسى أنها داعبتْ خصلتكِ التائهة..
-أتمنى ألّا تشرق الشمس..
-لأن القمر ألقى عليكِ من حسنه، وبهائه الشيء الكثير..
-هل أعطى القمر الأمنيات لكائنات الأرض وأخفى سره فى نوره، ولا يعرف هذا السر سوى شاعر؟.
-باخوس كتب شعره فى جمالها، وسكب خمره حروفه تحت قدميها..
-تأخذني الاستحالة لأنسف الأسطورة، وأهزم عناد الأباطرة لأجل جوعى الأرصفة..
-الغبار، والجوع لم يهزم الجمال..
-أترينَ سحرهم رغم اتساخ أجسادهم بالطين؟.
-بريقُ عيونهم يحتضن السعادة.. قادة للحب.. هم آلهة للحرية..
-هل تعرف ماهي أمنيتي الاخيرة؟.
-لا.
-أن لا تكون لي أمنية..
-فلتذهبي للمستحيل.. هناك دار اسمها الغياب..
-زرتها من قبل.. بلا جدران.. الهواء معلق..
-المكان يتشكل حسب ذكرياتنا، أو أحلامنا المستحيلة..
-أحلامنا بذرة من مخاض الموت الآخر..
-وموتنا حياة للعودة.