يعنى بالسرد القصصي والروائي
موشي بولص موشي || كاتب عراقي
قُرَابَة السَّاعَةِ وَأَنَا مُنْدَمِجٌ اِنْدِمَاجًا مَعَ فُصُولِ الْبَحْثِ الْقَيِّمِ وَسِحْرِ فَحْوَاهُ الَّذِي يُتْـلَى عَلَى مَسَامِعِنَا.لَمْ أَسْتَـنْشِقْ فِي الْمَكَانِ طَوَالَ الْوَقْتِ سِوَى رَوَائِحَ عَطِرَةٍ زَكِيَّةٍ فَوَّاحَةٍ تُجْذِلُ الْأَلْبَابَ.فَجْأَةً اِنْقَـلَبَ الْوَضْعُ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ،تَلَوَّثَ الْهَوَاءُ وَانْتَشَرَتْ رَائِحَةُ الثُّومِ فِي أَرْجَاءِ الْقَاعَةِ آخِذَةً حَيِّزًا كَبِيرًا،تَـلَفَّتُّ يَمِينًا وَشَمَالًا فَلَمْ أَجِدْ مَخْلُوقًا عَلَى جَانِبَيَّ وَإِنْ عَنْ بُعْدٍ.زَادَتْ حَيْرَتِي فَأَدَرْتُ رَأسِيَ إِلَى الْوَرَاءِ خَجِلًا مُضْطَرًّا إِذْ بِصَدِيقِيَ الَّذِي يَبْدُو أَنَّهُ قَدِمَ مُتَأَخِّرًا وَبِكُلِّ صَمْتٍ تَرَبَّعَ فَوْقَ الْمَقْعَدِ خَلْفِيَ مُبَاشَرَةً بِأَنْفَاسِهِ الْلَاهِثَةٍ مُطْلِقًا حَوْلَ رَقَبَتِي زَفِيرًا كَأَنَّهُ غَازُ الْخَرْدَلِ السَيِّئُ الصِّيتِ.حَيَّانِي بِابْتِسَامَةٍ بَاهِتَةٍ دُونَ أَنْ يُكَلِّفَ نَفْسَهُ عَنَاءَ السُّؤَالَ عَنْ سِرِّ اِكْتِشَافِي لِحُضُورِهِ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يُحْدِثْ أَيَّةَ جَلَبَةٍ!.هَاتِفِي النَّـقَّالُ الَّذِي فَاتَنِي أَنْ أُصْمِتَهُ حِيْنَهَا رَنَّ وَاهْتَزَّ، فَأَنْقَذَنِي مِنْ مِحْنَتِي مَشْكُورًا فِي الْلَّحْظَةِ الْحَرِجَةِ،يَبْدُو هُوَ الْآخَرُ لَمْ يَتَحَمَّلِ الْوَضْعِيَّةَ،هَمَمْتُ بَالْخُرُوجِ بِحُجَّةِ الْإِجَابَةِ عَلَى الْمُكَالَمَةِ مُطْلِقًا لِلرِّيحِ سَاقَيَّ بِلَا رَجْعَةٍ مُرَحِّبًا بِنَسَمَاتِ الْحُرِّيَّةِ الْعَبِقَةِ.وَفِي الطَّرِيقِ تَذَكَّرْتُ نَصِيحَةَ الْفَلَكِ لِيَوْمِيَ الْمَشْؤُومِ، عَاتَبْتُ نَفْسِيَ عَلَى تَجَاهُلِهَا وَعَدَمِ الْأَخْذِ بِهَا. رَغْمَ كُلِّ مَا جَرَى أَقْنَعْتُ ذَاتِيَ مِنْ خِلَالِ نَافِذَةِ حِكْمَةٍ تَـقُولُ،(خَسَارَةُ جَوْلَةٍ لَا تَعْنِي نِهَايَةَ السِّبَاقِ)!.