يعنى بالسرد القصصي والروائي
فريد النمر
شاعر | سعودي
كما في سيمفونية الغضب الصاخبة بالموسيقى ها أنت تتجلى إزاء الكلمات المتأرجحة في جدار النقوش الأولى
وها هي الألواح تضيؤك بين نهرين من صلوات عليا تخصف أحداق الأرض وهامة السماء لزرقتها الأكيدة في نهم التلاوات الصاعدة
فلك الحق أن تسند ظهرك على الأجساد الصلبة باسترخاء خفيف يمدّ رجليه على الدهشة ساعة الغناء الموجع للقلب حال خفة الإنتظار
فخذ نفَسك الأول في تحدٍ لساعة الفرح الأولى وانتماؤك الذي يخط ضوء الأصيل في رقصة البياض الملائكيّ ككوكب يحاول الولوج للسماء
فدع وريداً للثم ووريدا للإثم ووريدا يزمزم فيك النجيع كلما عبثت بروحك موسيقى العشق الإلهي واحتذمت بكربلاءاتك عشتارك القديمة في هندسة الروح والجسد
وعلى متكئ للمثول الملائكي ضع يدك اليمنى تحت فؤادك ..واختر إفتراضات غنائك الرحب ومخيالك المتسع ..وكن اللحن الذي يسيل فوق طقوس الحب والإشتعال بالحرية المطلقة
ولكي تنجو من الصدمات المفتعلة الوجد..
لك أن تجرّب السقوط المدوي بقدم مفقودة تبذرك عارياً تحت السماوات الملونة بالأحاديث وبالأضرحة التي تقول بوردها ما تشاء
وعلى ذات العزف..!
امسك نوتتك الأخيرة واخبرهم بأسمائهم المجربة الهروب والرحيل ،والمدربة على النزوح الرحب والمنقوشة على حجر الزيف بخارطة الإنفعال لماءك الحزين
وها أنت لا سماء لك تتوارى تخذلك الأشياء كلما انكشفت على أشواطها الواقفة على البحر وانفلات الوجع الهائل لغربة الأصيل ورائحة البلل والنسيان والفتور
ولك الحق أن ترحل في الوميض دون غطاء سميك في حضرة المثول القدسي وأنت تحمل سارية الذبح على كتفك المختوم بالأسئلة
ولك الحق في أن تسلك المسلك الموارب كلما تكلم منسكك الضوئي خارج الوقت لبرهة قبل موتك الأخير المستساغ
وها أنت تفصح عن ولهك النافح ترسم حلمك الواثب فوق الأرض وخارج الزيف للأقلام والأوراق المارقة الظلال لتناصفك ملائكة الحب بكامل يديك البريئتين لمستقرك المضيء
وها أنت تتماهى فوق ركنك الذهبي تعلم الشهداء حقهم في القيامة والسلام والأبديّ ليبكي بقربك الموت الذي يذكرك بلهب القصائد الجريحة وجمرة الريح النافرة الحداد
ولكي لا ترسم نهاية شقراء بين الخفقة والدمعة ها أنت تحفرُ اسمك على كل الأسماء الخاوية لتحكي عادتك اليومية في رسم النهايات المحفزة والمرتعدة بأصابع الوقت والمكوث
فافتح وصاياك الموصودة حين تغلق أبواب السماء الأولى واتركها مشرعة للمارة واخبرهم أن المشيئة حصن حصين لا يتسنمه إلا الموغلون في السكينة حين تنتحر الضفاف بالظلام
فلا تشعل فتيلا لغير الفساتين المقطعة الأشلاء والأرصفة الناقمة الظلّ وحناجر الشعراء المتخطفة لتخجل من بعدك الألوان الحائرة في ورد الحقول
فها أنت من حقك الإن أن تستريح قليلا وأن تغمض عينيك المضيئتين خارج الزمن الكوني العادي.. كما يحسن القمر الإختباء
فلا تتمهل في النزف ..فلن يسعفك الوقت لمعرفة النفوس الضالة ولا الرؤوس الداكنة التي تغتال صبحك وأنت ترسم راحتك الدائمة لرحلة الحب والخلود
فعد لقلبك الوحيد ولاحتفالات القداسة القائمة فيك
وأخلد بجراحك الواثبة الظلّ كلما قالك المدى.. لروحك السلام..!