يعنى بالسرد القصصي والروائي
فوز حمزة
قاصة | عراقية
الزوجة، وهي تغسل الأطباق صباحًا:
أيُّ صباح أستقبل، وملامح وجهك القبيح تطاردني!.
أيُّ نهار أعيش، وظلك الموحش يحيط بيّ، بل أيُّ ليل يمر عليّ، وأنفاسك الكريهة تسد عليّ منافذ الهواء!. أنتَ لص، سرقت أيامي، وشبابي لتعيش حياتك، وتمارس كل أنواع المجون ناسيًا أنَّ لك زوجة تترقب عودتك.
لم أكن في حياتك سوى شجرةٍ تتكئ عليها حين يهدك التعب، تستظل بها حين تنتصر الشمس عليك، حين ينتهي كل هذا تتركني أعاني العطش حتى تيبست عروقي، تساقطت أوراقي، وها أنا أمسيت لا أصلح إلا للنار.
الزوج وهو في الحمام:
آه يا زوجتي الحبيبة، ما زلتُ أراكِ تلك الشابة الرائعة الجمال التي سحرتني نظراتها، وأسرتني برقتها، لم أندم يومًا لأني اخترتك زوجة لي، بل ندمت لأنني عشت أيامًا لم تكوني فيها معي!.
كنتِ لي كالنجوم التي تزين صفحة السماء، كنسائم الفجر في يوم قائظ. ما زلت أراكِ أجمل الجميلات رغم المرض الذي تمكن منك على غفلة من الزمن، أنتِ فراشتي الملونة، بوجودها يحل الربيع.
الزوجة، وهي تندس تحت لحافها:
لا أتخيل مساءاتي وأنتَ لست فيها، عيونكَ قناديل الأمل التي أبصر بها.
لا أتذكر أني عشت أيامي قبل أن ألتقيكَ، كم كانت السماء كريمة معي حين منحتني أجمل أقمارها!.
كم كانت الأرض رحيمة بيّ لتجمعني مع عشقي السرمدي!.
بكَ اكتفيت من أيامي. مازلتُ أراكَ أجمل وأرق الرجال. سأظل معكَ، لن أدع هذا المرض الذي أخذ عقلك ينتصر علينا. أنتَ لي، أنا لكَ.
الزوج وهو في الصالة يعبث بالتلفاز:
لا أدري لِمَ وأنا أراكِ أشعر أن الليل تؤام روحكِ السوداء؟!
حين تمرين أمامي، أدرك أن للعتمة رائحة، أنظر في عينيكِ، أجد نفسي في غابة مظلمة تطاردني وحوشها.
صوتكِ يشعرني أن الموت سعادة.
كم كنت هينًا على القدر ليضعكِ أمامي، ويعاقبني بكِ.
قاسية الأيام لتربط مصائرنا مع بعضها، حينما دخلتِ حياتي انتحر الأمل، هاهي دموع السنين تنهمر لتغرقني في لجة حزن أبدي.
نهض الزوجان وخرج كل واحد منهما من غرفته ليلتقيا وسط الممر.