loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

عن أوّل رعشةٍ أعادَت النّبض لقلبي

breakLine

 

 

شذا شوكت حسن/ كاتبة سردية

 

أجلسُ وبيدي كتابي،
أقرأ بشغفٍ وحبٍّ وتمعّن، 
أُنهي صفحاتهِ واحدةً تلوَ الأخرى، وأرسمُ مشاهداً لتفاصيلٍ مقتبسةٍ من أبجديّةٍ تخصّني، صغتُها بأحرفٍ من الحبِّ، 
أنجذبُ أكثر، وأسرحُ متخيّلةً ما لتوّيَ قد قرأتْ،
يتسلّل الأرقُ بخلسةٍ إلى جسدي، أكابر وأستمرُّ،
وللحظاتٍ من الشّرود طقوسٍ خاصّة، 
تلامسُ بها المعاني القلب،
وبين جملةٍ تخترق ثنايا القلب، وجملةٍ تُحزِنُ الملامح، فيضُ مشاعرٍ تؤسَرُ به الرّوح، 
ولبرهةٍ أنسى الكون حولي، وأغرقُ في قصّةٍ أنا بطلتها، 
فكرتها مقتبسةٌ ممّا أقرأ، وأحداثها تدوينٌ لما أريد،
مكانٌ مظلمٌ يجعلني في حيرةٍ من أمري، إلى أن يُفتحَ بابٌ لما عرفتُ بوجوده لولا صوتهُ الذي تسبّبَ بحالةِ هلعٍ أحاطَت جسدي،
لينبعثَ نوراً قويّاً من ذاكَ الباب نحوي، فيقتربُ منّي شخصٌ، نجحَ النّور في إخفاء ملامحهُ عنّي، 
لكنَّ مشاعرهُ لم يخولُ لها أن تُخفى، فالوَجْد على خُطىً سابقةٍ له، وثغره تلعثمَ عن بوحِ الكلام، 
لتهبَّ ريحُ الهوى لافحةً لقلوب كلينا بلهيبِ عشقٍ،
فاضَت به الأعينُ هياماً، 
ورعشةٌ أثارَت بركاناً من المشاعر في داخلنا، كانَ خامداً إلى يومنا هذا،
انبثقَت عنها ابتسامةً ارتسمَت على وجنتينا، وتمازجَت بملامحنا بشكلٍ بدا لائقاً لكلينا، 
صَمتُّ قليلاً أستمعُ لنبضه، فخانني نبضي وراح يصرخُ، 
أدركتُ حينها أنّه العشق، وأيقنتُ أنَّ القدرَ قد اختارني هذه المرّة لأسلكَ طريق الحبِّ، 
أُضيئَت نجمتي اليوم، وانتشرَ سحرها شُهُباً دالّةً للكون عن حبّنا، 
يقتربُ منّي لتتقابل نظراتنا، وبِبنانه يمسِّدُ خصلات شَعري، فتتناغمُ معهُ كما لو قبَّلت وتراً، ويصدر إيقاعاً يطبَع لون الخجلِ على وجنتيَّ، 
أسمعُ صوتَ صمتٍ ممزوجٍ بلهفةِ بوحٍ،
وتنهيداتٍ تأخذني إلى أحلامي، التي كنتُ أكتبها على دفتري حينما تمنّيتُ الحب، 
"عندما يصبحُ لي حبيبٌ، سيمسكني من يدي ونطيرُ بلا أجنحةٍ فوق الغيوم،
سنلمسُ النّجوم، ونحبُّ بعضنا البعض، 
سيشهد الكون على قصّةِ حبِّنا، ولن نتركَ بعضنا البعض مهما حصل، 
عندما يصبحُ لي حبيبٌ ستتشاركُ قلوبنا بنبضاتها، وستكتَبُ حكايةً لنا عنوانها "حبٌّ إلى ما لانهاية"، 
ستتهامسُ الغيوم حول قصّتنا، وسيبتسمُ القمر مضاءً عندما ينظرُ إلينا،
سيسارع الّليل بقدومه، ليحتضنَ لقائنا، 
وستمطرُ السّماء شُهباً محتفلةً بتحقّق أُمنيتنا،
عندما يصبحُ لي حبيبٌ، سأكونُ أميرةَ قصّتي، وسيصبح عالمُ الخيال خاصّتي حقيقةٌ أعيشها، 
سألمعُ كجمانةٍ، وسأخرجُ من صدفتي ببريقٍ ساحرٍ ورونقٍ جذّابٍ". 
في لحظةٍ ما وأنا في حالةٍ من الشّرود الجّميل، سمعتُ صوتَ اسمي، وعندها تيقّنتُ أنَّ اسمي رائعٌ حقّاً،
ولاحَ إلى مخيّلتي سؤالٌ يحتاج إجابةً من القدرِ:
" هل ما يقولونه صحيحٌ وأنَّ الحبَّ قد خُلِق ليدمج روحين بجسدٍ واحدٍ؟،
أم أنَّ روحين في هذا الكون انسجما مع بعضهما، وقُدِّرَ لهما الاتّحاد من أجل خلقِ الحُب؟".
عرفتُ الإجابةَ عندما أمسكَ حبيبي بيدي، وخرجنا سويّةً إلى نورِ حياتنا، مُغلقين خلفنا باب الظَّلام، لتحتضننا أجنحة السّماء، وتتوحّدُ أرواحنا في جسدٍ واحدٍ يستقرُّ داخلَ الثَّفَافِيد.