يعنى بالسرد القصصي والروائي
سامية خليفة/كاتبة لبنانية
يقرأُ جبينُ اللّيلِ تنهيدةً مخبأةً بين صداعٍ لا ينتهي، ونداءاتٍ بُحّتْ وهي تعرّشُ على نافذةٍ تطلُّ على الجحيمِ!
تنهيدةٌ تزلزلُ كيانَ الأحياءِ في زفيرٍ دبقٍ بذكرياتِ وأحلامِ الأمواتِ، فالشّهيقُ يحتضنُ رائحةَ الشهداء، والزّفيرُ يخلّدُهم .
لا تقولي يا نفسُ لماذا تبقى أرواحُهم عالقةً في ربوعِ حياتنا؟ يا نفسُ أبدا لا تقدّمي العزاءَ بعد اليومِ، الموتُ يا نفسُ أصبحَ الزّائرَ الوحيدَ، كأنّ مدينتَنا خلقتْ لتكونَ مدينةَ أشباحٍ للأمواتِ والأحياءِ معًا.
أينُكِ يا أرواحُ، يومَ نشتاقُكِ هل نعزفُ على قصبِ الناياتِ أوجاعَنا كي تأتي، هيّا يا أرواحُ اغمري السّنابلَ كي يزدادَ فيها البريقُ اشتعالا، لعلّ بإشارتِكِ تلكَ نراكِ، حينها قد تُطفأ فينا نارُ الأشواقِ.