يعنى بالسرد القصصي والروائي
فاضل حمود الحمراني
قاص | عراقي
دنس
الرجل الذي اعتاد زيارتنا كل ليلة، كان يغدق علينا بعطاياه، يمسح على رؤوسنا بعطفه، لكنني مازلت أجهل، لِمَ قطع حبل الوصل بعد رحيل أمنا؟
ازهاق
في رحلة البحث عما يسد الرمق، كان يلهث خلفها ظل يؤنب المسافات البعيدة. طول الساقين لم يكن قادرا بالحفاظ على عذرية تلك الصبية.
تلو
حينما عادت محملة بما يسد الرمق، همس أحدهم بأذن الآخر مستبشرا من ذي القربى، صارخا لولا صلة الأرحام، نظرت بوجوه أيتامها بعين العطف، كفكفت دموعها مولولة، كظموا الغيظ بعدما سمعوا امهم تردد. جزى الله خيرا كل من لانعرف.
اتهام
على أرضية مكتظة بالصمت، دعاني للجلوس بجانبه، امتثلت لأوامره مرغما، دنوت منه بأستحياء مذعنا، جرجرني عند طائلة الانتظار، سئمت من تكرار أفعاله كثيرا، فكلما أوما للمارة تحركت يدي، وحينما ينظر بعينيه أرى كل الأشياء من حولي، وأذا نطق متسولا انفرجت شفاهي، قبل أن أتلظى سعير الذل، وفي زحمة الاراء اجتمعنا على الفراق، حينما أمسكت عصا الرحيل، وقف بوجهي مؤنبا. سمعته يردد ألا تدري بأنك كنت سببا في ذلك.
استخفاف
بعدما علقت على المشنقة، فوق ناصية المشهد، لم يكترث أحد عندما تدلى جسدي ميتا، وأنا ألملم اتساع نظري المتناثر حول من كنت أعرفهم. اصبت بمقتل آخر. حينما سمعتهم وقد أشادوا بمتانة الحبل.
استقراء
وأخيرا استيقظت.. بعدما أدركت بأنني لم أكن نائما.
