يعنى بالسرد القصصي والروائي
فوز حمزة / قاصة عراقية
عَبْرَ الواتس آب، والفجرُ يحاولُ التسللَ من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء، كتب لها:
حين ودعتكِ الليلة الماضية، وددتُ إخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء، لكنهما مضيئتان من الداخل، بوابتان للأسرار، تخفي وراءها ما لا يمكن توقعه!.
ثمة نور تسلل منهما وقفَ فوق ضفاف قلبي، أكد لي أننا كالشيء ولا شيء، يحتضنان بعضهما فيصبحان كل شيء، وأنتِ تنظرينَ صوبَ الأفقِ البعيد، أيقنتُ أننا كالصعب والسهل، يكمل بعضنا بعضا، كالقبيح والجميل، ببعضهما يُظِهران ما بهما.
أنا وأنتِ كالصمت والحديث، لا غنى لأحدنا عن الآخر.. كالخير والشر في الروح الواحدة.
حين تلامستْ أيدينا، أصبحنا جسدًا وروحًا، أحدهما وعاء للثاني.
هل تصدقين؟ حين التصقتْ أكتافنا ببعضها، حقيقة تمثلتْ لعيني من أننا كالأضداد،
وفي اللحظة التي تلتها اعترفت لنفسي: أيها الأحمق، على الأضداد يقوم العالم، فالنقائض سر الحياة وعكازها.
بدونهما تسير الحياة بساقٍ واحدةٍ.
أنا وأنتِ كقوانين العالم التي انطلقتْ، لا ميلاد لنا ولا زمان يحددنا.
ما بيني وبينكِ يشبه ما بين الأرض والسماء.. فراغ، لكنه لا ينضب.
بكِ رغبتُ عن كل شيء.. فتجلتْ لي أسرار الحياة.
أعترفُ بتدخلي في مسار الأشياء بيننا لذلك لم تصل لنهايتها المرجوة.
ينتابني الغضب بعد كل مرة تودعينني فيها، ثمة أشياء لا أتمكن من البوح بها أمامكِ.
معكِ أغدو كالحكيم، الذي يشهدُ سيرَ الأشياءِ ولا يحاولُ تغييرها.
كالطفل يتعلم ولا يُعلم.
أيتها القريبة البعيدة: أنا وأنتِ كالخلو والامتلاء.. يجذب أحدنا الآخر، كالقَبلُ والبَعدُ يتبع بعضه بعضا، كالعالي والمنخفض لا معنى لأحدهما دون الثاني.
أيتها الروح التي تسكنُ جسدي.. الجسد الذي تسكنه روحي:
نحن كالليل والنهار يولد أحدهما من رحم الثاني في رحلة أبدية.
سرمديان كالحركة والسكون.
حينما انتهى من الكتابة، ضغط على أيقونة الإرسال، بالخطأ أرسلها لزوجته!